وثّقت دراسة حديثة العلاقة بين التعرّض للمشكلات العائلية والاجتماعية، وتدهور الجهاز المناعي، والشيخوخة المبكرة للخلايا المناعية.
وحلّلت الدراسة المؤشرات الحيوية من عينات دم حوالي 5744 شخص فوق سن الخمسين، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم.
وأوضح الدكتور إريك كلوباك، باحث ما بعد الدكتوراه في علم الشيخوخة في جامعة جنوب كاليفورنيا، والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن إصابة الخلايا المناعية بالشيخوخة المبكرة تزيد فرص الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة، وتقلل من فعالية اللقاحات، لا سيما لقاح فيروس كورونا.
وكشف كلوباك أن الأفراد الذين يعانون من مشكلات عائلية واجتماعية، أصيبت عندهم خلايا المناعة التائية بالشيخوخة المبكرة، وقلّت فاعليتها بشكل ملحوظ.
وأشار إلى أن الدراسة تُعتبر الأولى من نوعها التي جمعت تفاصيل كاملة عن الخلايا المناعية، في استقصاء وطني واسع، وقد طرح الباحثون مجموعة من الأسئلة على المشاركين في الدراسة خاصة بحياتهم اليومية، والضغوط التي يتعرّضون لها، والمشكلات العائلية التي يواجهونها.
وتعتبر الخلايا التائية من أهم الخلايا المناعية في الجسم، وتتخلص الخلايا التائية من الخلايا السرطانية والفيروسات بشكل مباشر، وتقضي أيضاً على الخلايا المسنة عديمة الفائدة.
ويُرجع العلماء السبب في العلاقة بين التعرّض للمشكلات الحياتية، وشيخوخة الجهاز المناعي، إلى ارتفاع معدلات هرمونات التوتر في الجسم، لا سيما تأثيرها على قدرات التفكير، وتغيير المزاج، وبالتالي يتأثر الجسم وكل أنظمته اللاإرادية والمناعية.
في النهاية قدّم القائمون على الدراسة بعض النصائح لتخفيف التوتر منها التنفس بعمق لتحسين عمل النظام العصبي الذاتي، والتوقف عن التفكير في الضغوط والمشكلات كأحد طرق العلاج السلوكي، وكذلك الاسترخاء والتركيز على الحاضر ونسيان الماضي بمشكلاته.