يزداد توتر «المختارة» مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي في ظل عدم وضوح اتجاهات الصوت السني الذي كان يشكل رافعة لكثير من نواب «اللقاء الديموقراطي»، وسط اتهامات من قبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لحزب الله بمحاولة «تحجيمه» و»الغائه»، ومن هنا كان لافتا استعجاله فتح معركة رئاسة الجمهورية مبكرا، واعلانه السعي لتأليف «كتلة سيادية» مع القوات اللبنانية وما تبقى من تيارالمستقبل ترفض أي مرشح سوري – إيراني، وقال «إن الأمور باتت واضحة بأن المحور السوري الإيراني ضد ما تبقّى من القرار الوطني المستقل في المختارة وغير المختارة». كما اكد جنبلاط رفضه انتخاب رئيس من قوى 8 آذار والمفاضلة بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وقال: لا جبران باسيل ولا سليمان فرنجية، انتهى الموضوع، في المرة السابقة سايرنا الحريري، الله يسامحه، طلعت براسنا وبراسه».
وفقا لمصادر “الديار”، يدرك جنبلاط جيدا ان الانتخابات النيابية باتت «وراء الجميع» بنتائجها شبه المحسومة، وسط قناعة بان حزب الله وحلفاءه سيستعيدون الاغلبية النيابية، لكنه يريد افهام الطرف الآخر بان الاصرار على تحجيم كتلته النيابية سيكون لها ثمنها حيث سيكون مضطرا للعودة الى الاصطفافات القديمة، ولهذا فتح «بازار» المساومة مبكرا على «ورقة» الرئاسة التي سيكون له ولحلفائه دور مقرر كونهم سيحتفظون «بالثلث المعطل» في المجلس كون الرئيس لا ينتخب الا باغلبية الثلثين. وهو من خلال «لعب» هذه «الورقة» يمنح «صديقه» رئيس مجلس النواب نبيه بري مزيدا من «الاوراق» لتبرير اصراراه حتى الان على عدم «كسر» جنبلاط في اكثر من دائرة، لانه يعتقد ان خسارة وليد ستكون مكلفة سياسيا في وقت لاحق، وهي خسارة تتجاوز باشواط خسارته لعدد من النواب، وبرايه لا داعي لهدم «الجسور» معه!.