| ناديا الحلاق |
في ظل الحرب والظروف الصعبة التي يمر فيها لبنان، يقف المواطن مندهشاً أمام مشهد أسعار الخضار والفاكهة التي حلّقت عالياً في الأيام الماضية، حتى أصبحت ترفاً لدى معظم العائلات وشرائها بات بالحبة.
وارتفعت أسعار الخضار والفاكهة بصورة قياسية حيث وصل كيلو الكوسا إلى 270 ألف ليرة، أما كيلو اللوبياء فتعدى الـ 350 ألفاً فيما وصل كيلو الخيار إلى 120 ألفاً، وكيلو الباذنجان إلى 250 ألفاً.
أما بالنسبة للفاكهة فحدث ولا حرج حيث وصل كيلو التفاح إلى 225 ألف ليرة فيما تعدى كيلو الليمون الـ 175 ألف ليرة.
مثل البورصة وأسعار الذهب، تتقلب أسعار الخضار والفاكهة، من يوم لآخر في لبنان لتضيف هماً جديداً إلى هموم المواطنين الكثيرة.
وتقف أم جواد عاجزة أمام ارتفاع الأسعار وتقول بحسرة، “هل من المعقول أن يصبح سعر 2 كيلو كوسا يوازي سعر نصف كيلو من اللحمة؟ ماذا ياكل الفقير؟”.
هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار غيّر العادات الشرائية لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين، حتى أصبح الكثير من الأصناف بعيد عن متناولهم.
أما رياض فيفتح كيساً كي يملأه باللوبياء، ليخطي خطوة إلى الوراء بعد أن عرف السعر فيضع الكيس جانباً ويخرج من المحل وهو يحاكي نفسه: “إذا كيلو اللوبياء بـ 380 ألف، هيدا بعد ما جبنا لحمة ولا أرز، طيب شو مناكل”؟.
هذه الصورة عن ارتفاع الأسعار يشتكي منها المواطنون الذين يقصدون محلات الخضار والفاكهة المتواجدة حتى في المناطق الشعبية، إذ يمكن أن تكون الاسباب كثيرة وراء هذا الارتفاع وأولها الحرب، وقد يكون جشع وطمع التجار سبباً آخر آخر لها، خصوصاً وأن بإمكاننا ملاحظة تفاوت الاسعار بين أسعار الجملة وأسعار المفرق.
فهل من استغلال يتعرض له المواطن اللبناني بالنسبة لأسعار الخضار والفاكهة؟
رئيس “تجمع مزارعي وفلاحي البقاع” إبراهيم ترشيشي قال لموقع “الجريدة إن “الأسعار بالجملة ما زالت مقبولة باستثناء أسعار بعض أصناف الخضار، مثل الكوسا واللوبياء والباذنجان والخيار، والتي زاد سعرها بعد أن أصبحت في نهاية موسمها، فيما أكد أن أسعار بعض أصناف الفاكهة مثل الموز والمنغا والقشطة والحمضيات بـ “بلاش”.
وأشار ترشيشي إلى أن “للحرب دور في زيادة الأسعار خصوصاً المحاصيل التي لم يتمكن المزارع من قطفها، بسبب القصف أو ارتفاع أجرة العمال أو عدم ريها كما يجب، الأمر الذي أدى إلى ندرتها في الاسواق، وبالتالي زيادة أسعارها ولكن هذا الارتفاع لن يدوم طويلاً وستعاود الاسعار إلى الانخفاض”.
ولفت ترشيشي أيضاً إلى “ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن، فالموضوع لا يتوقف عند غلاء الأسعار فحسب بل ايضاً عند قدرة اللبناني في الحصول على الخضار والفاكهة، في ظل الحرب الدائرة والاوضاع الاقتصادية المتردية بعد أن فقد عدد كبير من اللبنانيين مصدر رزقهم”.
وأكد أن “الاعتداءات الاسرائيلية زادت من معاناة المزارعين وكبدت القطاع مزيداً من الخسائر في وقت لا تلوح في الأفق أي انفراجة.