| ناديا الحلاق |
إحباط مزمن، تشاؤوم، فراغ، ملل، قلق، أرق، خوف وخلل في النظام الغذائي كفقدان الشهية أو الأكل بإفراط، عصبية مستمرة وسوء معاملة للآخرين، ضعف في الذاكرة وصعوبات في اتخاذ القرارات وتردد قوي، تعب جسدي وخمول.. هي عوارض “مرض العصر” في لبنان…. الاكتئاب!
ووفقاً لأحدث تقرير دولي صادر عن مؤسسة “غالوب” ، فإن اللبنانيين من أكثر 10 شعوب في العالم يعانون من الخوف والتوتر والاكتئاب. حيث تصاعدت المشاعر السلبية لديهم إلى أعلى مستوياتها مع تصاعد الهموم الحياتية والمعيشية.
وبحسب التقرير تبين أن كل ثلاثة أشخاص من أصل أربعة يعانون من التوتر والإجهاد طوال اليوم.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد أرقام دقيقة لأعداد اللبنانيين المصابين بالإكتئاب، إلا أن الأطباء ومن خلال معايناتهم اليومية، والصيادلة من خلال مبيعاتعم، قدروا أن واحد من بين كل 4 لبنانيين يلجأون إلى أدوية الأعصاب (مهدّئات، أدوية ضدّ الاكتئاب، ضدّ الهذيان، معدِّلات المزاج ومنوّمات) للهروب من الواقع.
غياب محفز التفكير الإيجابي في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وغياب الاستقرار الأمني والسياسي، زاد من استهلاك المجتمع اللبناني لأدوية الأعصاب حتى أصبح لبنان من أكثر بلدان العالم استهلاكاً لها.
وكشف مصدر طبي لموقع “الجريدة” أنه “خلال السنوات الماضية ارتفعت نسبة اللبنانيين الذين يعانون اضطرابات نفسية، مثل الاكتئاب أو الفصام أو الادمان أو الانهيار العصبي، لتصل إلى 25%”، مرجحاً أن يكون السبب زيادة الضغوطات الحياتية والأزمات المتتالية التي لحقت بلبنان.
ولفت المصدر إلى أن “سلوكيات اللبنانيين السلبية وتصرفاتهم الانفعالية بدأت تظهر أكثر خلال تواجدهم في أماكن عملهم أو منازلهم أو في الشارع، بسبب ما يعانونه من ضغوطات، خصوصاً الأزمة الاقتصادية التي حاوطت كل جوانب حياتهم حتى وصلوا إلى مستوى متدني جداً من السلامة النفسية”.
وعن أكثر الفئات تأثراً، كشف المصدر الطبي أن “كل الفئات العمرية تأثرت بالأجواء السلبية، ولكن االشباب هم الأكثر تضرراً لما يعيشونه من ضياع وتشتت ذهني وعدم استقرار وقلة فرص العمل مقابل ارتفاع تكاليف المعيشة، الأمر الذي أوصلهم إلى حالة من الإنهيار النفسي والجسدي، فزادت حالات الانتحار وحالات الطلاق”.
وبحسب المصدر الطبي، فإن “الأطباء بدؤوا يلاحظون خلال السنوات القليلة الماضية أن معظم الحالات التي تدخل المستشفيات، يعانون من عوارض متشابهة مثل ارتفاع معدل دقات القلب أو ارتفاع الضغط أو حالات عصبية مفرطة وغيرها، بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون، من دون أن ننسى القلق والخوف من الحرب الإسرائيلية على لبنان وإمكانية توسعها في أية لحظة”.