نعلم جميعًا أن التمارين والنظام الغذائي الصحي هما الأساس الذي يضمن لك الحفاظ على وزنك ورشاقتك، وحتى لو انغمست قليلًا في تناول الأكل من وقت لآخر، فإنك ترجعين وتقولين لنفسك إن سبيلك للعودة إلى سابق لياقتك هو ممارسة التمارين لحرق ما اكتسبتيه من سعرات زائدة.
وهناك دراسة نشرت نتائجها في مجلة “علم وظائف الأعضاء التطبيقي” خلال الفترة الماضية، تقول إن هناك بعض أنواع التمارين يمكنها أن تؤثر بشكل فعلي على الهرمونات التي تنظم الشهية.
وهي النتائج التي تم رصدها من خلال تجارب فعلية شارك من خلال بعض الأشخاص البالغين في تمارين مختلفة، للوقوف على حقيقة تأثير التمارين على مستويات الهرمونات الموجودة بأجسامهم.
كيف تؤثر التمارين على الشهية؟
بينما لم يجد الباحثون أي علاقة بين التمارين والشهية أو مدى الإقبال على الطعام من عدمه، وكذلك اكتشافهم أن التمارين لا تحظى بأي تأثير على هرمون PYY الذي يكبح الشهية، أو هرمون GLP-1 الذي ينقل للدماغ إشارات الشعور بالشبع، فقد تبين لهم أن التمارين عالية الكثافة تزيد مستويات حمض اللاكتيك في الجسم، الذي يقلل إفراز هرمون الجريلين (أو هرمون الجوع).
وسبق أن قام باحثون آخرون بفحص الدور الذي يلعبه حمض اللاكتيك في كبح الشهية، واكتشفوا أنه كلما تزايد ذلك الحمض في الدم، حدَثَ انخفاض بمستويات هرمون الجريلين، وزادت مستويات هرموني GLP-1 وPYY، أو بمعنى آخر، في حال كانت التمارين التي تمارسينها قوية بما يكفي لزيادة حمض اللاكتيك في الجسم، فإنها ستساعدك في النهاية على كبح جماح شهيتك.
كبح الشهية لا يدوم طويلًا
وجد باحثون في دراسة نشرت نتائجها مؤخرًا بمجلة Appetite أن تأثير التمارين الرياضية على الشهية هو تأثير مؤقت فقط، بما يعني أن شهيتك تعود لطبيعتها بعد التمارين بساعات قليلة.
وبينما قد تعوضين ذلك بتناول المزيد من السعرات الحرارية في وقت لاحق من اليوم، فإن ما يجب أن تعرفيه هو أنَّ نقص الطاقة الذي تخلقينه من خلال التمارين والتوقف المؤقت للشهية هو أمر قد يكون قابلًا للتحكم والسيطرة حسب قوة إرادتك وليس فقط من خلال النظام الغذائي وحده.
ونوَّه الباحثون في السياق عينه إلى أن الناس يستجيبون أيضًا بشكل مختلف لتأثير التمارين الكابح للشهية، فمثلًا يمكن للأشخاص الذين توجد لديهم عوامل وراثية مثل كتلة الدهون وجين السمنة أن يستفيدوا أكثر من غيرهم من تأثيرات التمارين المرتبطة بتقليل مستويات هرمون الجوع.