منتخب الأرز أضاء منارة في الظلام الحالك!

/إيناس القشّاط/

انطلقت السفينة، عبرت الفلبين، وجّهت ضربةً لنيوزيلندا، قالت وداعاً للهند، أطاحت بالصين وتأهّلت إلى الدور ربع النهائي، وضمّت الأردن إلى ضحاياها، لترتطم بجبال قارة أستراليا..

هكذا قاد “القرصان” جاد الحاج سفينة منتخب “الأرز” إلى نهائي كأس آسيا. استطاع الحاج أن يكتب و”جيشه” الصغير تاريخ العرب من جديد، فبعد أن أخرج “النشامى” من البطولة، بقي لبنان المنتخب العربي الوحيد في بطولة آسيا، يصنع مجداً من نوعٍ آخر، للعرب ولبلده الذي “يخابط” في عتمته.

حاول انتزاع اللقب، وحاول قدر المستطاع أن يهزم أستراليا، لكن الرياح الأستراليّة، جرت بما لا تشتهي السفن اللبنانية، ليتفوّق المنتخب الأسترالي في الشوط الأول ويتقدّم بنتيجة 22 ـ 10.

في الشوط الثاني، حاول “الأرز” استجماع قوّته وإصراره لتحقيق الحلم، فكان المقاتل علي حيدر والمتألّق وائل عرقجي وسيرجيو درويش، في المرصاد لأستراليا، ونجحوا بالفوز بنتيجة 18 ـ 16.

ولكن الشوط الثالث جاء ليُعيد الفوز إلى منتخب أستراليا بنتيجة 19 ـ 15.

انتفض لبنان متأخراً في الشوط الأخير بتسجيله 30 ـ 18، لكن أستراليا تمكّنت من الحفاظ على لقبها بطلةً لكأس آسيا لكرة السلة، بفارق نقطتين عن لبنان بنتيجة 75 ـ 73، فيما أنهى لبنان رحلته وصيفاً في البطولة.

لم يعانق منتخب الأرز كأس آسيا، لكنّ مشاعر الحبّ والفخر والانتماء غمرت كل اللبنانيين. ففي وقتٍ فشلت فيه كل المحاولات لإخراج لبنان من أزماته، نجح منتخب لبنان بإنجازه التاريخي هذا، بإعادة الفرح لبلد “الانهيار الأقسى”، وأثبت أنّ لبنان، وعلى الرغم من كلّ الأزمات والمعاناة، قادر على تحقيق الإنجازات المشرّفة.

ليس شرطاً أن تحقّق البطولات ليكون رأسك مرفوعاً، هذا منتخب لبنان ومن مركزه الثاني، رفع اسم بلده إلى القمة، كما وعد نجمه وائل عرقجي.

والبطولة الأكبر، أن منتخب “الفينيق” استطاع توحيد اللبنانيين جميعاً، ومنحهم أملًا وبهجة، في بلدٍ يقاتل يومياً ليرمّم جراحه..

أضاء شباب منتخب لبنان منارة وسط الظلام الحالك.

شكراً منتخب الأرز!