اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أنّ “المشكلة الأولى الّتي يعاني منها لبنان هي المراوغة واللامبالاة المستمرّة بموضوع تشكيل الحكومة”، وأنّ “عدم تسهيل تأليف حكومة جديدة، كاملة الصّلاحيّات الدّستوريّة، هو عمل تخريبي”.
ورأى، في عظته خلال ترؤّسه القدّاس الإلهي من المقر البطريركي في الدّيمان، أنّ “ترك البلد بلا حكومة في نهاية عهد وعشيّة الاستحقاق الرئاسي، يؤدّي حتمًا إلى إضعاف الصفة التمثيلية للشرعيّة اللّبنانيّة كجهة مفاوضة مع المجتمع الدولي، فتبقى قوى الأمر الواقع تتحكّم بمصير لبنان”، مشيرًا إلى أنّ “من شأن ذلك أن يزيد انهيار الدّولة وغضب المواطنين، كما من شأنه أن يجعل صراعات المنطقة تتمّ على حسابات لبنان”.
ورفض الرّاعي “التّلاعب باستحقاق رئاسة الجمهورية”، داعياً “لاحترام هذا الاستحقاق بوقته الدّستوري، وانتخاب رئيس متمرّس سياسيًّا وصاحب خبرة ومحترم وشجاع ومتجرّد، ويكون فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب ولا يشكّل تحدّيًا لأحد”. لافتاً إلى أنّ “هناك الكثير ممّن يتمتّعون بهذه الصّفات، ويجب البحث عنهم”.
وأشار إلى أن “نجاح مفاوضات ترسيم الحدود يتوقّف على متانة وحدة الموقف اللّبناني وراء الشرعيّة، وعلى عدم التّشويش عليها وتعريضها للفشل. ليتمكّن لبنان من استخراج الثّروات النّفطيّة والغازيّة الموعودة، من دون أي انتقاص من حقوقه الواضحة”.