الرياضة اللبنانية تدخل نفق التفلّت الأمني.. كمين لموكب فريق “السكسكية”!

/ إيناس القشّاط /

دخلت كرة القدم اللبنانية في النفق الأسود، لم تعد المتعة بخير، انما بخطر. اندلاع المواجهات الأمنية في لبنان، هدّد كل القطاعات لا سيّما الرياضية. ففي الفترة الأخيرة، واجه لبنان شبح التفلّت الأمني، وارتفعت معدلات السرقة والقتل والخطف مقابل الفدية، ولم يكن ينقص لبنان هذه الأيام، سوى سقوط قتلى وجرحى بسبب “بلطجية” وقطّاع طرق.

العصابات الاجرامية التي انتشرت في لبنان، لم تكن بعيدة عن عالم كرة القدم اللبناني، فسلاحهم المتفلّت، وصل الى جماهير الكرة اللبنانية، وهددّ لعبة “الفقراء”، التي بقيت “المنفس” الوحيد، للشعب اللبناني اليوم، في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية.

هذا السلاح، منع جماهير نادي السكسكية الذي فاز على نادي الرياضي، من الاحتفال بالصعود الى الدرجة الثالثة، وكاد أن يحوّل العرس الكروي، الى فاجعة في الأوزاعي، بعدما تعرّض موكب الفريق لكمين مسلح، اثناء مغادرة الفريق الى الجنوب.

وفي التفاصيل، علمت “الجريدة” أنه أثناء احتفال الفريق الفائز، أوقفهم شاب على دراجة نارية، كان غاضباً بسبب الاحتفالات و”الزمامير”، وحصل تلاسن بينه وبين الجماهير، وانتهت بالاعتذار، و”تبويس شوارب”.

وأكدت المصادر لـ”الجريدة” أن “الشاب غادر المكان وأكمل الفريق طريقه، لكنّ المفاجأة كانت أن الشاب نفسه ومعه حوالي 15 شخصاً، نصبوا كمين للفريق والجمهور على طريق الأوزاعي، وتم الهجوم على المتواجدين، وبدأ تكسير السيارات وضرب بالعصي، كما أطلقوا النار على جمهور السكسكية، ما أدى الى  إصابة حسين فضل حيدر بطلقة نارية في كتفه، وكانت إصابة خطيرة، بالإضافة الى سبعة آخرين بجروح بليغة، عرف منهم محمود ضاحي وعباس عبيد”.

وأفاد شاهد عيان، أنه تم التواصل مع الأجهزة الأمنية، والمخابرات، لتطويق المكان. وأضاف: “قيل لنا اذا بالأوزاعي ما بنفوت، ما فينا نعملكن شي”، وقال: “لن نستطيع أن نفعل شيئاً، سياراتنا اتكسّرت، مصرياتنا انسرقت، وكانوا روّحولنا عمرنا، ببلد ما بقى النا في عمر”.

وفي الحديث مع معتد عليه آخر، قال لـ “الجريدة”: كرمال “مسبّة” ضربونا وشلحونا مصرياتنا وكسرلونا سياراتنا، وحجزوا واحد لأخدو منو كل مصرياتو، رغم انو اعتذرنا، بس ضحك علينا وغدرنا هوي ويلي معو.

“كرمال مسبّة” أو “صفّة سيارة”، تزهق روح المواطن اللبناني بكل دم بارد. ظاهرة الاعتداءات وعمليات الخطف و”التشليح”، باتت “نكتة” في كل بيت لبناني: “رسمالا رصاصة أو سرقة”، بسبب تقاعس الأجهزة الأمنية عن اتمام مهامها، وفرض سطوة الأحزاب على مناطق معيّنة “ممنوع يفوت الأمن لجوّا”.

غياب سلطة الدولة، سيؤدي الى خراب أكبر في لبنان. اليوم، وبسبب التفلّت الأمني الحاصل، أصبحت كرة القدم اللبنانية بمأزق أيضاً. فالرصاصة التي قتلت لاعب نادي الأخاء أهلي عاليه، محمد عطوي كانت طائشة ولم يتم محاسبة المجرم، أمّا هذه المرة، كادت نفس الرصاصة ان تقتل العشرات ليل أمس، ولكن متعمّدة ومقصودة. فهل سيتحرّك الاتحاد اللبناني لكرة القدم لحماية لاعبيه والجماهير؟