| مرسال الترس |
هناك “بَون” شاسع في التقديرات حول إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري في الربيع المقبل، بين من يُشدد على إجرائها في موعدها، وأبرزهم: رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، المعني الأول في هذه المسألة التي تشكّل بيضة القبان في مستهل ولاية عهده. ومعه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، ومعهم بعض الوزراء المعنيين، ولا سيما وزير الداخلية أحمد الحجار الذي يريد أن يثبت مصداقيته في هذا المضمار.
في المقابل هناك أفرقاء متباعدون في السياسة، ومحللون قانونيون، يستبعدون إجرائها في موعدها المحدد.
الفريق الأول يربطها بحسابات انتخابية لا تناسبه، وتتمحور حول ضرورة مشاركة المغتربين بانتخاب النواب الـ128، ليحافظوا من خلال ذلك على كتلهم الوازنة، وفي مقدمهم حزب “القوات اللبنانية”.
أما المحللون فيذهبون باتجاه تفسير بعض مواد القانون النافذ التي لا يمكن أن تسمح بتنفيذ المهمة في موعدها الدستوري، من منطلق التساوي بين المواطنين أكانوا مقيمين أم مغتربين. وبالتالي يجب احترام المهل التي لا تستوي من دون تأجيل معين. ويذهبون أبعد ليتساءلوا: لو كان أهل الحل والربط جديون في تعديل القانون، لكانوا طرحوه على بساط البحث منذ بضع سنوات، وأشبعوه درساً بعيداً عن حشره بمُهل مخنوقة!.
وبين هذه وتلك، كان ملفتاً حسم الرئيس عون لمسألة أن مجلس النواب هو سيد نفسه، وهو ما عليه أن يقرّر شكل قانون الانتخاب. متجاهلاً بذلك التمني الذي وجهه إليه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بوجوب توجيهه رسالة إلى ساحة النجمة للطلب باعتماد أن ينتخب المغتربون النواب الـ128 بعكس القانون النافذ حالياً، والذي أُطلق عليه عرضاً تسمية قانون النائب جورج عدوان عضو “كتلة الجمهورية القوية”، والذي يحصر المغتربين بانتخاب ستة نواب فقط يمثلون الاغتراب، من دون أن يُستكمَل بخطوات تنفيذية توضح المناطق التي سيمثلونها، أو الطوائف والمذاهب التي سينبثقون منها!
فهل تخلّى سيد قصر بعبدا عن اتخاذ خطوة يمكن أن يعتمدها لما يراه مناسباً بالنسبة لقانون الانتخاب، أم أنه تقصّد توجيه رسائل إلى من يعنيهم الأمر أنه يُدرك جيداً طبيعة المهمات الدستورية الملقاة على كاهله، ولا يرغب مسايرة أي من الأحزاب أو التيارات التي لم تسلّفه الاّ النكد والنكايات في السنة الأولى من عهده، على حساب قوى أخرى لا يهمها سوى تمرير حسابات ومصالح انتخابية بحتة لا تمت إلى مصلحة المواطنين جميعاً بأي صلة؟
الواضح أن “فخامته” بارع بامتياز في إيصال رسائله إلى من يريد أن يصيبهم بسهامه!
للانضمام إلى مجموعة “الجريدة” إضغط على الرابط
https://chat.whatsapp.com/KcTcdtSlZ5a0SaZPTZsoiV?mode=ems_copy_c














