تشهد الولايات المتحدة تصاعدًا لافتًا في ترشّح شخصيات مسلمة وعربية لمناصب سياسية، في ظاهرة عزّزها فوز الديمقراطي زهران ممداني في انتخابات تشرين الثاني الماضية، ليصبح أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك.
ووصف المدي التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية–الإسلامية، باسم الكرّة، هذا التحول بـ “تأثير ممداني”، معتبرًا أنه شجّع العديد من المسلمين على خوض غمار العمل السياسي، بعدما تراجع الإحساس بأن الهوية الدينية تشكّل عائقًا أمام الوصول إلى المناصب العامة.
وأشار الكرّة إلى أن هذا الزخم يأتي في لحظة مفصلية للمجتمع المسلم الأميركي، متوقعًا أن يولي الحزبان الديمقراطي والجمهوري اهتمامًا أكبر بهذه الشريحة المتنامية، لا سيما مع إمكان رفع نسبة مشاركتها في التصويت.
ويأتي هذا التحول في وقتٍ سجّل فيه الحزب الديمقراطي تراجعًا في دعمه بين الناخبين المسلمين، على خلفية الغضب الواسع من موقف إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن من الحرب على غزة.
وأسهم هذا الغضب ، في فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية عام 2024، بعدما خسر الديمقراطيون ولاية ميشيغان، ذات الكثافة السكانية المسلمة، بفارق ضئيل، في ظل الدور البارز لحركة “غير ملتزم” الاحتجاجية.
ويوجد عدد من المرشحين الذين يعكسون هذا التحول، من بينهم عبد الرحمن محمد السيد في ولاية ميشيغان، الذي يخوض سباق مجلس الشيوخ بدعم واسع.
ويرى السيد أن القضية الفلسطينية تحوّلت إلى اختبار أخلاقي يكشف، في نظر كثيرين، ازدواجية الخطاب الديمقراطي بشأن القيم وحقوق الإنسان.
وأكد أن هذا الموقف لا يقتصر على المسلمين أو المدن ذات الغالبية العربية، بل يلقى صدى لدى شرائح أوسع ترى أن تمويل إسرائيل والسياسة الخارجية الأميركية قضايا وطنية تمسّ جميع المواطنين.
وقال:” إذا لم تستطع أن تسمي الإبادة الجماعية إبادة جماعية، فلا تخبرني أنك ستقف في وجه دونالد ترامب”.
وترشح عباس علوية، أحد مؤسسي حركة “غير ملتزم”، لتمثيل مدينتي ديربورن وديربورن هايتس في مجلس شيوخ ولاية ميشيغان.
وفي ولاية كارولاينا الشمالية، تخوض نداء علام السباق التمهيدي لمجلس النواب الأميركي، متحدية النائبة الحالية فاليري فوشي، بدعم من شخصيات تقدمية بارزة، من بينها السيناتور بيرني ساندرز.
وتُعدّ علام، وهي مفوضة مقاطعة دورهام، أول امرأة مسلمة تُنتخب لمنصب عام في الولاية، منذ فوزها في انتخابات عام 2020، في سابقة على مستوى التمثيل السياسي للمسلمين هناك.
وقالت علام إن فكرة وصول مسلمين إلى مناصب رفيعة كانت تبدو غير معقولة عند هجرتها مع عائلتها عام 1999، معتبرة أن انتخاب عمدة مسلم لنيويورك أو فوزها شخصيًا لم يكن متصوَّرًا قبل سنوات قليلة.
ورغم هذا الزخم، يواجه المرشحون المسلمون بيئة عدائية تتخللها تهديدات وخطاب كراهية.
إلا أن كثيرين، مثل علوية، يؤكدون أن الرد يكون بمزيد من الانخراط والعمل السياسي.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمنظمة “إمغيج” المعنية بتمكين الأميركيين المسلمين سياسيًا ومدنيًا، إن المناخ العام يسمح للبعض بمهاجمة المسلمين وتشويه صورتهم، معربًا عن أمله في أن تُسهم الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في إحداث تغيير ملموس في هذا الواقع.














