الثلاثاء, ديسمبر 9, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderبين "الزحطة السياسية" و"الرأس المريض"!

بين “الزحطة السياسية” و”الرأس المريض”!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| مرسال الترس |

كعادتهم، أمام كل عنوان ملتبس، ينقسم اللبنانيون بين مؤيد ومعارض، وإن بنسب مختلفة، ما يجعل البلد واقفاً باستمرار أمام حافة الهاوية، خوفاً من أن تجرّه هذه الأزمة أو تلك إلى أتون الصراعات الطائفية والمذهبية التي ترافقه منذ إعلان استقلاله في العام 1943 في كل مرحلة من الزمن، ولم تستطع محاولات إخراجه من هذه القوقعة كل الابحاث السياسية التي قاربت المواضيع الحساسة.

حتى عندما سعى مهندسو اتفاق الطائف لتخريج منظومة بعيدة عن هذه الأجواء، فضمّنت ذلك الدستور بنداً عن إلغاء “الطائفية السياسية”، وجد الجميع أنفسهم بعد ثلاثة عقود ونصف على توقيعه أنهم أمام حائط مسدود، أو شرنقة معقدة، لا يمكن الخروج من براثنها!

بالأمس القريب، أعلنت رئاسة الجمهورية في لبنان أنها، بالتوافق مع رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة، قررت إسناد رئاسة وفد لبنان العسكري إلى لجنة وقف النار، التي استحدثت في تشرين الثاني 2024، إلى ديبلوماسي مخضرم هو السفير سيمون كرم، فبدأت الترددات السلبية تظهر من خلال تحركات محدودة على الأرض (مسيرات بدراجات نارية) ومواقف لمحللين سياسيين ـ محسوبين على الثنائي الشيعي، وخصوصاً “حزب الله”، اعتبرت الخطوة بمثابة “زحطة سياسية”، أو “تنازل مجاني”، لأنها أتت من دون الحصول من أميركا أو فرنسا، أو حتى من العدو الاسرائيلي، على وعود بالانسحاب ولو بعد أشهر أو سنوات!

وتوقعت تلك المواقف أن يتدحرج هذا التقييم، أو الرفض، ككرة الثلج، وقد يوازي يوماً الرفض الذي واجه اتفاق 17 أيار الذي تم توقيعه بين لبنان والعدو الاسرائيلي في العام 1983 وبعد مفاوضات مباشرة، وتم اسقاطه بالقوة في العام التالي.

هذه المفكرة، أعادت الذاكرة إلى ما حصل بين رئيس الجمهورية آنذاك أمين الجميل ورئيس الجمهورية السابق سليمان فرنجية الذي كان يوصفّه في مؤتمراته الصحفية الاسبوعية بـ”الرأس المريض”. وقد جاء ذلك إثر حادثة يذكرها العديد من الاعلاميين المخضرمين وفيها:

أن الرئيس فرنجية، وبعد انقطاع مع كل من يمت بصلة إلى حزب “الكتائب” على خلفية أحداث مجزرة اهدن، وافق على لقاء مع الجميل في ثكنة سمار جبيل للجيش اللبناني في قضاء البترون، من منطلق أنه رئيس جمهورية لبنان…

وبعد لقاء ثانٍ لبحث التطورات، طلب الجميّل من فرنجية رأيه في الخطوات التي يمكن اتخاذها إزاء الرفض الحاصل لإتفاق 17 آيار، فنصحه فرنجية بأن لا يلغي ذلك الاتفاق قبل أن يأخذ مقابله شيئاً يوازيه من سوريا التي كانت وراء حركة الرفض، ربما وعداً بانسحاب الجيش السوري من لبنان على سبيل المثال. فما كان من الجميّل إلاّ ان سافر إلى دمشق، وأبلغ مضمون الحوار إلى الرئيس السوري حافظ الأسد الذي كان يُعرف بحنكة كبيرة فأجابه: “نحن نعرف وطنية سليمان فرنجية وربما ذلك دفعه إلى ما اقترحه”!

بعد ذلك، صودف أن قُصف قصر الرئيس فرنجية في زغرتا بالصواريخ من تخوم عكار، على خلفية صراع بين “المردة” و “الحزب القومي” في منطقة الكورة.

تلك الذاكرة، تدعو إلى ضرورة التأنّي، وإختيار الخطوات بدقة متناهية، لأن ما يبدو في الظاهر أحلاماً وردية، قد يتحول بين ليلة وضحاها إلى أشرَاك لن تنقذها الوعود الأميركية البرّاقة، بل وحدة الموقف بين اللبنانيين!

للانضمام إلى مجموعة “الجريدة” على “واتساب”، إضغط على الرابط

https://chat.whatsapp.com/KcTcdtSlZ5a0SaZPTZsoiV?mode=ems_copy_c

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img