وفق ما تشير مصادر مطلعة لـ»البناء» فإنّ الخطوة الرئاسية جاءت أولاً كترجمة عملية للمبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية في خطاب عيد الاستقلال وتلبية للضغوط الأميركية والدولية التي مورست على الدولة اللبنانية لإطلاق المسار التفاوضي مع «إسرائيل» للتوصل إلى إنهاء التوتر ووقف الأعمال العدائيّة، كما جاءت الخطوة لاحتواء التصعيد العسكري الإسرائيلي الواسع الذي كان سيحصل وفق تحذيرات نقلها أكثر من مسؤول أميركي وغربي وعربي للبنان بأن «إسرائيل» تحضّر لجولة تصعيد واسعة النطاق ضد لبنان لتفكيك المنظومة العسكرية والأمنية لحزب الله.
وكشف مسؤول أوروبي لـ»البناء» عن قرار إسرائيلي بتغطية أميركية لتوسيع الضربات العسكرية الجوية على أهداف ومراكز وقواعد تدريب عسكرية ومؤسسات مالية وإعمارية لحزب الله في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية بهدف إضعاف حزب الله الى الحدّ الأقصى وتزخيم الضغط على الدولة اللبنانية لدفعها لنزع سلاح الحزب، والهدف المركزيّ وفق المصادر تهجير إضافيّ للمواطنين على طول الشريط الحدوديّ لفرض المنطقة العازلة لضرورات الأمن القومي الإسرائيلي وفق المسؤول الأوروبي الذي توقع عودة التصعيد والضربات خلال أيام ويصل ذروته مطلع الشهر المقبل.
ووفق المسؤول فإنّ القرار متخذ في «إسرائيل» والولايات المتحدة ودول أخرى بالقضاء على حزب الله عسكرياً أو بالحد الأدنى تدمير المنظومة الصاروخيّة، لكن من غير المؤكد بلوغ هذا الهدف في ظل رفض حزب الله التسليم والاستسلام واستخدامه لهذا السلاح الصاروخي بحال فُرضت الحرب عليه، وأضاف أن «إسرائيل» تريد التدرّج بالتصعيد العسكري والأمني ضد الحزب حتى وضعه بين خيارين: إما الاستسلام أو الردّ على الضربات والذهاب إلى مواجهة تكون ذريعة لـ»إسرائيل» لتوسيع اعتداءاتها بشكل غير محدود.
وقرّر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد التنسيق والتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، تكليف السفير السابق المحامي سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني إلى اجتماعات اللجنة التقنيّة العسكريّة للبنان. وقد شارك للمرة الأولى في اجتماع الميكانيزم الذي عُقد في الناقورة أمس، بحضور الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس.














