حرّضت الحرب المستمرة في السودان على أزمة تعليمية حادة، إذ حُرم أكثر من ثلاثة أرباع الأطفال في سن الدراسة من حقهم في التعليم، وفق منظمة “أنقذوا الأطفال”، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن 16.5 مليون طفل سوداني خارج المدرسة، ما يهدد ضياع جيل كامل إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
وأبرزت التقارير الميدانية للمنظمة الوضع المأساوي في مختلف الولايات، خصوصًا داخل مخيمات النزوح.
وأشار الطاهر المرضي من ولاية شمال كردفان إلى أن أكثر من 335 ألف تلميذ في المرحلة الابتدائية تأثروا باستهداف المدارس، لا سيما في ولايات شمال وغرب كردفان، مؤكّدًا أن واقع المدارس المدمرة في العاصمة الخرطوم وأم درمان مشابه لمئات المدارس الأخرى.
في مخيم العفاض بالولاية الشمالية، قالت أسماء محمد إن الأطفال المحرومين من التعليم يدرسون حاليًا على يد معلمين نازحين باستخدام وسائل بسيطة، بينما بدأت السلطات المحلية حصر وتصنيف الأطفال بهدف دمجهم في فصول ومدارس جديدة تُنشأ في المخيم شرقي مدينة الدبة.
من جهته، أشار أحمد عوض السيد، مدير منظمة “بلان” لحقوق الأطفال في كردفان، إلى أن المنظمة تعمل منذ أكثر من 30 عامًا على تقديم الدعم التعليمي للأطفال، وخاصة في مدينة الأبيض التي استقبلت عدداً كبيراً من النازحين من غرب وجنوب كردفان، مؤكدًا أن 40 مدرسة في المناطق الريفية تقدم تعليمًا منظّمًا أو مؤقتًا للأطفال في المناطق النائية.
