الجمعة, ديسمبر 5, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداثكيف تطور التوصيلات العصبية في الدماغ؟

كيف تطور التوصيلات العصبية في الدماغ؟

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

حدد العلماء، في دراسة هي الأكثر شمولًا من نوعها حتى الآن حول كيفية تطور التوصيلات العصبية من مرحلة الرضاعة إلى الشيخوخة، خمس “عصور” رئيسية لتطور الدماغ البشري.

واستطاع فريق من جامعة كامبريدج، من خلال تحليل مسوح دماغية لـ4 آلاف شخص من مختلف الأعمار، أن يكتشف تنظيم الوصلات العصبية في دماغ الإنسان الذي يمر بخمس مراحل متمايزة، متميزة عند أربع نقاط تحول رئيسية تقع عند أعمار 9 و32 و66 و83 عامًا.

وقال البروفيسور دونكان أستل، الباحث الرئيس في الدراسة: “كما نشعر بأن حياتنا تمر بمراحل متعاقبة، يبدو أن أدمغتنا تعيش عصورا متمايزة أيضا”، مضيفًا “إدراك أن تطور البنية الدماغية ليس مسارا مستقيما بل سلسلة من المنعطفات المحورية، سيساعدنا في فهم مواطن ضعف الدماغ للاضطرابات”.

وبدأت الرحلة في مرحلة الطفولة من الولادة حتى التاسعة، ثم مرحلة المراهقة التي تمتد حتى 32 عامًا.

وينتقل الدماغ  في مطلع الثلاثينات، إلى طور البلوغ الذي يستمر ثلاثة عقود كاملة، وعند 66 عاما طور “الشيخوخة المبكرة”، ليصل أخيرًا إلى طور “الشيخوخة المتأخرة” عند 83 عامًا.

واعتمد العلماء على 12 مقياسًا مختلفًا لتحليل البنية الدماغية، شاملة كفاءة الشبكات العصبية، درجة التجزئة، وطبيعة توزع الوصلات بين المراكز الرئيسية، وما إذا كان لدى الدماغ شبكة إتصال أكثر انتشارًا.

وفي رحلة الدماغ من الطفولة إلى المراهقة، يتحول من الفوضى إلى النظام، إذ أن دماغ الطفل الغني بالوصلات العصبية يخضع لعملية “تنقية ذكية”، حيث تزول الوصلات الأضعف محتفظًا بالأقوى فقط.

وقد قد تنخفض كفاءة الشبكات العصبية خلال هذه المرحلة، إلا أن هذا التقليم (Synaptic Pruning – عملية تشبه إلى حد كبير “تقليم الأشجار”) يجعل المادة الرمادية والبيضاء تنمو بسرعة، ليصل سمك القشرة الدماغية وطياتها إلى ذروة الاستقرار.

وتدخل الشبكات العصبية مع دخول مرحلة المراهقة في مرحلة “ضبط دقيق”، حيث تزيد كفاءة الاتصالات الدماغية بشكل ملحوظ، ما ينعكس إيجابًا على القدرات العقلية.

وأكدت الباحثة موزلي أنهم “يرصدون أنماط التطور، وليس تشابها في السلوك بين المراهقين والبالغين”.

وتأتي نقطة التحول الأبرز عند منتصف العمر (32 عامًا)، إذ ينتقل الدماغ إلى مرحلة الاستقرار، ويزداد تخصص كل منطقة من مناطق الدماغ، وقد تكون الأبوة وغيرها من المنعطفات الحياتية وراء هذا التحول، رغم الحاجة لمزيد من البحث لتأكيد هذه الصلة.

ويشهد الدماغ في المراحل المتأخرة من العمر (66 و83 عاما)، انخفاضًا طبيعيًا في الوصلات العصبية، إلا أن هذه التغيرات تمثل فصلًا جديدًا في حياة الدماغ وليس مجرد انحدار.

وكشفت هذه الرحلة المتطورة أن أدمغتنا لا تتوقف عن إعادة تشكيل نفسها، حيث تنتقل بين عصور متمايزة، كل منها تحمل سماتها الفريدة وتحدياتها الخاصة.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img