يشهد العالم حالات نادرة لأشخاص يكتسبون فجأة قدرات استثنائية بعد إصابة دماغية أو حادث شديد، ليصبح المرء فجأة موسيقياً أو رساماً أو حتى عالماً رياضياتياً، في ظاهرة تعرف باسم “متلازمة العالم المكتسب”.
وأكدت صحيفة لوفيغارو أن عدد هذه الحالات لا يتجاوز بضع عشرات في العالم، لكنها تثير فضول العلماء، مشيرة إلى أن علوم الأعصاب بدأت تكشف أسرار هذه الظاهرة الغامضة.
وأبرزت الصحيفة قصة أمريكي يدعى توني سيكوريا، الذي أصابته صاعقة برق عام 1994، ما جعله فجأة موهبة موسيقية غير مسبوقة، فبدأ بالتأليف الموسيقي وجعل منه مهنته الجديدة.
وأوضحت الصحيفة أن العامل المشترك بين هذه الحالات هو وجود مشكلات أولية في الدماغ، مثل إصابة أو جلطة دماغية أو خرف أمامي صدغي، مما يؤدي إلى بروز موهبة كامنة لم تظهر سابقاً.
وأكد أطباء الأعصاب أن الدماغ لا ينتج مهارة جديدة من العدم، بل يحرر قدرات كانت خامدة، مستبعدين فكرة اكتساب مهارات غير معروفة مسبقاً، مثل التحدث بلغة أجنبية دون تعلمها.
كما ربطت الدراسات بين هذه الظاهرة و بعض حالات التوحد، حيث يمتلك 10 إلى 30% من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد مواهب استثنائية في مجالات محددة مثل الموسيقى أو الرسم أو الحساب، رغم صعوباتهم في مجالات معرفية أخرى.
وأوضحت الصحيفة أن السبب يعود إلى نمط غير اعتيادي في توصيل الدوائر العصبية، إذ تكون بعض المناطق مفرطة الاتصال وأخرى ضعيفة، مما يسمح ببروز قدرات مخفية. ويشير الخبراء إلى أن ضعف الدور المثبط للفص الجبهي قد يحرر هذه الدوائر، فتظهر المهارات الكامنة سواء لدى الأطفال أو البالغين بعد إصابة دماغية.
ويسعى الباحثون اليوم، عبر تخطيط دماغي عالي الدقة، إلى رسم خريطة للشبكات العصبية لفهم آليات هذه المهارات غير العادية، بهدف تطوير قدرات الأطفال المصابين بالتوحد وتحسين جودة حياتهم.














