يشكّل الجبن إضافة محببة للعديد من الوجبات، لكنه غالبًا ما يُتَّهم بالتسبب في زيادة الوزن ورفع مستويات الكوليسترول الضار، مما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتات الدماغية. فهل يمثّل الجبن فعلًا “قنبلة موقوتة” صحيّة، أم أن الصورة المتداولة عنه ليست دقيقة؟
يقول خبير التغذية البريطاني روب هوبسون لصحيفة “ديلي ميل” إن الجبن غنيّ بالعناصر الغذائية المفيدة، فهو مصدر ممتاز للبروتين والكالسيوم والفوسفور وفيتامينَي B12 وA، كما تحتوي بعض الأنواع التقليدية على بكتيريا تدعم صحة الأمعاء.
ويشير هوبسون إلى أن المشكلة الأساسية التي يواجهها البعض مع الجبن هي محتواه من الدهون، إلا أن الدراسات لم تثبت رابطًا مباشرًا بينه وبين أمراض القلب، بل أشارت في حالات كثيرة إلى تأثير محايد أو حتى وقائي بسيط. ويُعتقد أن مزيج العناصر الغذائية والكالسيوم ودهون الحليب قد يؤثر على امتصاص الدهون وعلى مستويات الكوليسترول بطرق غير متوقعة.
الشيدر… نَفَع أكثر من ضَرر؟
يعد جبن الشيدر من أغنى مصادر الكالسيوم، إذ توفر شريحة واحدة نحو ثلث الحاجة اليومية للبالغين. كما أن الأجبان الصلبة عمومًا غنية بالبروتين، ما يجعلها مناسبة للمراهقين وللنساء بعد انقطاع الطمث وكبار السن لدعم صحة العظام.
لكن الشيدر يحتوي أيضًا على نسبة عالية من الملح، ما قد يرفع ضغط الدم عند الإفراط في تناوله.
جبن القريش… الأقل سعرات والأغنى بالبروتين
100 غرام من جبن القريش تحتوي على 17 غرامًا من البروتين و111 سعرة حرارية فقط، أي أقل بثلاث مرات من جبن الشيدر. لذلك يُعد خيارًا ممتازًا لمن يتابعون وزنهم أو يبحثون عن مصدر بروتين خفيف.
الفيتا والحلوم… مفيدة ولكن بحذر
رغم غناهما بالبروتين، تُعد هذه الأجبان من الأكثر ملوحة، مما يستدعي الاعتدال في الاستهلاك.
ويتميز جبن الفيتا —المصنوع تقليديًا من حليب الأغنام أو الماعز بأنه أقل سعرات وأكثر غنى بالمعادن والفيتامينات مقارنة بحليب البقر.
الجبن الأزرق… بين الفوائد والدهون
الجبن الأزرق غنيّ بالنكهات وببكتيريا نافعة محتملة، لكنه في المقابل يحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة والملح.
وقد وجدت دراسات أن جبن الروكفور يمتلك خصائص مضادة للالتهابات، وهو ما قد يفسر “المفارقة الفرنسية” المتعلقة بصحة الفرنسيين رغم نظامهم الغذائي الغني بالدهون.
