كشف فريق من علماء الفلك في جامعة هاواي بالولايات المتحدة الأميركية عن آلية تكوين ظاهرة “المطر الشمسي”، إحدى أكثر الظواهر الشمسية غموضًا، حيث تبين أن سقوط البلازما على سطح الشمس قد يكون ناتجًا عن تيارات سريعة من العناصر الثقيلة مثل الحديد والسيليكون والمغنيسيوم تتحرك في هالة الشمس بشكل غير منتظم.
ويختلف هذا المطر عن المطر الأرضي، فهو يتكوّن من بلازما شديدة الحرارة تصل إلى ملايين الدرجات، تسقط من الطبقات الخارجية لغلاف الشمس الجوي نحو سطحها، خلال عملية ترسم فيها البلازما خطوطًا متوهجة تكشف المجالات المغناطيسية الخفية وتشكل أقواسًا ضخمة قد يصل ارتفاعها إلى خمسة أضعاف حجم الأرض.
ويُعد هذا الاكتشاف ثوريًا لأنه يتحدى الافتراضات السابقة التي كانت تعتبر توزيع العناصر في الهالة الشمسية ثابتًا. واستخدم العلماء نماذج محوسبة متطورة أظهرت أن السماح بتغير تركيز العناصر مع الزمن يؤدي إلى تكوين المطر الإكليلي في 35 دقيقة فقط، مقارنة بساعات أو أيام في النماذج التقليدية.
ويشرح العلماء أن تراكم الحديد في قمم الحلقات الإكليلية يزيد فقدان الطاقة الإشعاعية، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في درجة الحرارة، ويسحب المزيد من المواد، فيحدث تبريد متسارع ينتهي بتكثف البلازما وسقوطها على شكل “مطر شمسي”.
ويشير الباحثون إلى أن أهمية هذا الاكتشاف لا تقتصر على فهم ظاهرة المطر الشمسي، بل تمتد إلى إعادة النظر في نماذج تسخين الهالة الشمسية، وقد يشكل مفتاحًا لفهم أعمق لآلية عمل الشمس وشرح العديد من الظواهر الغامضة التي حيرت العلماء لعقود.














