كشف الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم تفاصيل استهداف منزل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وأوضح أن “أحد الإخوة في الميدان كان معه الخريطة ويعرف التوزيعات؛ فأخبر مسؤوله قائلاً: إذا كان عندكم فكرة لضرب هذا المكان فأنا قادر أن أعدّ الإحداثية الدقيقة من أجل ضربه.الأخ أخذ الإذن ونفّذ الضربة، وكان موفقًا. هذا الأخ قدر أن يركّب الإحداثية بطريقة صحيحة. ومثل هذا كثير، لأنَّ المُدرِّبين من الإخوة يملكون خبرات عالية، ودليل ذلك أن كل الأماكن التي استهدفوها وأرادوا إصابتها أصابوها”.
وأكد قاسم أن ضربة منزل نتنياهو “كانت مقصودة، إما لإصابته أو لإصابة منزله”. وأوضح أن “الاستهداف كان موجَّهًا للمنزل ككل وليس لغرفة النوم تحديدًا، وكان هذا إنجازًا استخبارياً وعمليًا، إذ تحققت الإصابة في المكان المستهدف”.
واشار إلى استهداف تل أبيب بطريقة موجعة، وقال “كنا نضرب تل أبيب بين حين وآخر، وقبل وقف إطلاق النار تم اتخاذ القرار كجزء من الإيلام الذي قد يُسرّع موضوع الاتفاق على وقف إطلاق النار،الاستهداف كان بناءً على قرار سياسي وليس مجرد عمل ميداني، حتى أن القيادة العسكرية كانت على علم بالمستوى العالي جدًا من الانضباط والالتزام”.
وأوضح أن الضربة التي حصلت في 23 أيلول قبل شهادة شهيد الأمة بأربعة أيام، والتي بلغت في مجملها 1,600 غارة وارتقى فيها 550 شهيدًا، كانت ضربة مؤثرة جدًا. ولما طالَت الضربات قيادات العدو أيضًا، لعب ذلك دورًا في تقليل قدرته وإنقاص جهوزيّته.
أضاف: “عندما بدأنا بمتابعة المعركة كنا نعمل بقدرةٍ أقلّ من القدرة الأولى، وكنا نعتمد على معطيات نرتّب من خلالها الأثر والنتائج. وكنا ننظر إلى أنه إذا تصرفنا بوحشيةٍ فسيكون العدو أعنف، وسندفع ثمناً باهظًا؛ لذلك كنّا محافظينَ على الدقّة”.
وتابع: “حافظنا على استهداف الأهداف العسكرية فقط ومراعاة ظروفنا الموجودة وتقديرنا السياسي لما يجدي، وهذه نتيجة تقدير وقدرة، والمسألة كلها تتعلق بكيفية إدارة المعركة بحيث نضمن أطول فترة ممكنة من المواجهة”.
وقال: “نحن في النهاية عملنا ما نقدر عليه، وبتقديرنا أن هذا هو الممكن، والذي ينظر من خارج الميدان يختلف عن الذي يدير الميدان والذي يعتقد أن ما فعلناه هو ما يجب أن نفعله وما نقدر عليه”.
وأكد الشيخ قاسم أنه “لا توجد معركة بلا بُعدٍ سياسي، لأنّه يجب أن نرى كم يمكن أن تستمرَّ المعركة؛ وردودُ فعلِ العدوِّ تلعب دورًا في ذلك، وما الذي نريد أن نستهدفه؟ إيلام العدو هدفٌ واقعي يمكن الوصول إليه، وهو مرتبط بقراءةِ الظروفِ وتقديرِ الموقفِ وطريقةِ العمل”.
وأوضح أنه من عام 2006 حتى عام 2023 كان الردع تجاه “إسرائيل” قائمًا على إبراز فائض القوة، وقد خدمت هذه الطريقة وأفادت في المرحلة التي كنا فيها. فإذا جاء أحدٌ يقول: لماذا فعلتم ذلك؟ فالسؤال ليس: هل فعلناه أم لم نفعله؟ بل: هل أدّى غايته وفائدته أم لا؟
وكشف أنه أصبح لدى الحزب اليوم “تكتيك مختلف وعرض مختلف. على العكس، نحن لا نُظهر فائض قوة، ولا نمتلك فائض قوة. نحن نعمل بطريقة عادية، ولدينا ما يكفينا من القوة، فلماذا نُظهر أكثر مما نملك؟”.
وحول قرار دخول حرب الإسناد، قال قاسم: “اتخذنا القرار، ولماذا؟ لأنه لا يُعقل أن يكون العدو على حدودنا يشنّ حرب إبادة على المقاومة في غزة، ليتفرغ بعدها لبقية المنطقة. وما أعلنه نتنياهو عن «إسرائيل الكبرى» وما شابه، يؤكد هذا التوجّه”.
أضاف: من الناحية السياسية، ومن الناحية الأدبية، ومن الناحية الأخلاقية، ومن منطلق إيماننا وقناعتنا… نعم، كانت مشاركتنا في معركة الإسناد في محلها وصحيحة، ولو تكرّر الأمر، لكررناها على الأساس نفسه والمبدأ ذاته.
واعتبر الشيخ قاسم أن الربط بين استشهاد السيد نصر الله وبين معركة إسناد غزة “هو نوع من التوجّه السياسي الهادف إلى تشويه صورة المشاركة في عملية الإسناد… كل ما جرى كان في محلّه، ونال سماحة السيد ما تمنى من أسمى المراتب، وهي مرتبة الشهادة”.
أضاف: “أثبت سيّد شهداء الأمّة، هذا الرجل العظيم، أنّه ترك وراءه حزبًا وأمّة قادرتين على حمل التعاليم التي رسّخها في حياته بقوّةٍ عظيمة، وهذا بحدّ ذاته إنجازٌ استثنائي، إذ أنّ جميع الأعداء كانوا يراهنون على أن ما جرى مع حزب الله يمكن أن يُبيده”.
الشيخ نعيم قاسم: تكتيك “حزب الله” مختلف اليوم.. ولا نمتلك فائض قوة
مقالات ذات صلة














