| رندلى جبور |
مشهد السويداء مؤلم إنسانياً، خطير وجودياً، ومستفز في كل صوره.
هذه عناوين عامة يمكن وضعها عند بدء، ولكن إذا دخلنا أكثر إلى العمق، يمكننا قول التالي:
أولاً ـ عندما قيل إن نظام الجولاني خطير على المكونات السورية تمّت شيطنة القائلين، فإذ بهذه المشاهد من الساحل العلوي، إلى الكنائس المسيحية، فدروز السويداء، تؤكد القول. اليوم يمكن التأكيد أن كل المكونات في سوريا مستهدفة بوجودها، ووحدهم الصهاينة مطمئون.
ثانياً ـ عندما قيل إن النظام الجديد في سوريا، حين يترك “إسرائيل” من دون مواجهة أو مقاومة، ستفعل ما تشاء وتصبح هي في سوريا أقوى من الدولة السورية ذاتها، تم رمي القائلين باتهامهم أنهم أعداء السلام، إذ قيل يومها إن “عدم المقاومة يستجلب السلام”، فإذ بعدم المقاومة يستجلب تل أبيب إلى قلب الشام.
ثالثاً ـ عندما صدرت تحذيرات من أن المشغِّلين ينقلبون بلحظة على أدواتهم، رُشق المحذِّرون بتوصيفات من طراز أنهم “مهووسون بنظرية المؤامرة”، فإذ بالجميع الواعي يرى المؤامرة وأمام الأعين: “إسرائيل” تقاتل أداتها لتحقق أهدافها هي، وليس من أجل الشعب ولا مصالح الدولة.
رابعاً ـ عندما تم التنبيه من أن سقوط نظام الأسد سيجعل سوريا لقمة سائغة في فم الأعداء، وسيجعل الدولة فيها مفككة، والمؤسسات بلا قيمة، والركيزة الأساسية للصمود في المنطقة ساقطة، قالوا إن هذا التنبيه يدافع عن نظام ديكتاتوري قمعي.
ما أهون الدكتاتورية أمام الانهيار التام.
وأخيراً، كل من اشترك بضرب سوريا، ولو بكلمة، سيدفع هو الثمن، وسندفعه معه من دون ارتكابنا أي ذنب.
سندفع ثمن ذنوب الآخرين وخطاياهم وغباءهم وتورطهم.
باسم أهل السويداء، وكل من آمن يوماً بالوطن، وبالتنوع، وبالوحدة، وبالعروبة: “شكراً على حماقتكم التي أوصلتنا إلى هذا الكابوس البشع”!
للانضمام إلى مجموعات “الجريدة” على “واتس آب” إضغط على الرابط
https://chat.whatsapp.com/Hyf3sXkneR09LaA2iMVWp3














