/إيناس القشّاط/
غرق لبنان في بحر الازمات والمشاكل. من أزمة البنزين وطوابيرها، الى أزمة الخبز والطحين… وصولاً الى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي عصفت باللبنانيين وتلاعب سعر الدولار في السوق السوداء.
في سيناريو الانهيار، قادت أزمة الكهرباء، لبنان، الى العتمة الكاملة. لتكون “الضربة القاضية” في ظل الظروف القاسية.
ومع انقطاع خدمات الانترنت، عن معظم المناطق اللبنانيّة، بفعل انقطاع التيار الكهربائي، دخل لبنان في عزلة عن العالم، بسبب ضعف الارسال وانقطاعه عن مناطق متعددة، بالإضافة الى ضعف خدمات الانترنت “3Gو” “4G” لدى هواتف المواطنين.
وأثارت هذه “الدوّامة” غضباً في أوساط اللبنانيين. فبعد انتهاء الانتخابات النيابيّة، ارتفعت صرخة العديد من المواطنين، بعد أن تعطلت اعمالهم، بسبب انقطاع الكهرباء الانترنت والاتصالات وفقدان البنزين مع أزمة الخبز.
ولم تقف هذه المسألة عند أصحاب المصالح والمؤسسات فقط، انما ايضاً لدى الطلاب والمعلّمين والمعلّمات، مما أعاق استئناف الدراسة.
وفي أوج أزمة الانترنت، تتجه وزارة الاتصالات، الى رفع أسعار الاتصالات الهاتفيّة للشبكتين، الخلوية والأرضيّة والإنترنت، بحجّة “تلافي توقّف الخدمات الهاتفيّة وتراجع حجمها ونوعيتها دراماتيكياً في وقت قريب، قد لا يتعدّى حزيران المقبل، نتيجة النقص في تمويل أعمال الصيانة والتجهيز بالعملات الأجنبية والصعبة”، على حد تعبير وزير الاتصالات.
هذه الأزمة، وضعت المواطن أمام خيارين لا ثالث لهما: اما انترنت بجودة سيئة جداً وانقطاع مستمر، أو القبول بارتفاع السعر لتأمين الخدمة المناسبة. في استكمال لسياسة “الأمر الواقع”، التي تستخدمها الدولة منذ بداية الأزمة، والتي برزت جلياً في “الحل الفلهوي” لازمة طوابير البنزين. عندما خيّروا المواطن بين “الذل” وزيادة السعر، ليصبح العيش في لبنان تحت شعار “هين قرشك وما تهين نفسك”.
ما يستدعي الاستغراب، ان الانترنت كان متوفراً يوم الانتخابات النيابية، وبدأت بالتراجع في اليوم التالي، وصولاً إلى انقطاعها… وهذا ما جعل اللبنانيين يرددون “يا ريت كل يوم في انتخابات”!