الحرارة المرتفعة تسارع الشيخوخة وتغير الجينات

أثبتت دراسة حديثة، أن حجم الضرر الذي يمكن أن يتسبب فيه التعرض لدرجات حرارة مرتفعة، يمكن أن يحدث أيضًا على المدى الطويل بدون إدراكنا له.

وتوصل علماء في الولايات المتحدة مؤخرًا، إلى أن التعرض لفترات طويلة للحرارة الشديدة، يمكن أن يغير من سلوك الجينات، بشكل يؤدي لإسراع شيخوخة الجسم والتقدم في العمر، وفقًا لموقع “راديو NPR” الأميركي.

وحاول الباحثون تحديد تأثير درجات الحرارة على أكثر من 3600 شخص من كبار السن في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بدايةً من أكثر المناطق سخونة حيث ترتفع درجات الحرارة لأكثر من نصف العام، ووصولًا إلى أكثر المناطق بردوة حيث ترتفع الحرارة لعدة أيام فقط خلال العام الواحد.

واستعرضت الدراسة، المنشورة في مجلة “ساينس” العلمية، العمر البيولوجي للمشاركين في الدراسة من خلال البحث عن تغييرات دقيقة في الحمض النووي الخاص بهم بعد فترات مختلفة من التعرض للحرارة، من بضعة أيام إلى عدة سنوات.

ويشرح عالم الشيخوخة بجامعة جنوب كاليفورنيا والباحث الرئيسي في الدراسة إيونيونج تشوي، أن بعض الأشخاص يبدو أنهم يتقدمون في العمر بشكل أسرع من غيرهم، وذلك لأن الشيخوخة البيولوجية لا تتطابق دائمًا مع الشيخوخة الزمنية، وغالبًا ما يرتبط العمر البيولوجي بآثار كيميائية تتراكم على الحمض النووي للأشخاص بمرور الوقت.

ويوضح الباحثون أن الأمر لا يتعلق بتغيير الجينات نفسها، وإنما تغيير طريقة عملها مع مرور الوقت، ويمكن أن تتسارع عملية الشيخوخة الجينية لأسباب مختلفة، مثل تناول طعام غير صحي أو عدم ممارسة التمارين الرياضية أو الإجهاد النفسي أو التعرض للتلوث.

ووجدت الدراسة أن سكان المناطق شديدة الحرارة في الولايات المتحدة “يكبرون بيولوجيًا بنحو 14 شهرًا”، عن سكان المناطق شديدة البرودة.

ويعني هذا أن تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الجسم “يشبه تأثير التدخين وشرب الخمر”، على حد قول تشوي، بما يؤكد على تزايد المخاطر مع تسارع وتيرة تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة الأرض.