إلغاء بدل الإنتاجية يثير بلبلة بين معلّمي “الرسمي”

| فاتن الحاج |

لا يزال القرار الأخير لمجلس الوزراء المتعلق بـ«الحوافز» المالية يثير التباسات عدة في أوساط الأساتذة والمعلمين في الملاك والمتعاقدين، رغم البيان التوضيحي لوزارة التربية صباح الأحد.

ولا يتوقف هؤلاء عن التكهن حول ما ستؤول إليه رواتبهم ومخصصاتهم، ولا سيما بعد إلغاء بدل الإنتاجية (375 دولاراً) واستبدالها ببدل مثابرة وثمن صفائح بنزين تُقبض مع الرواتب من المصارف عبر دائرة المحاسبة في الوزارة، وليس عبر شركة تحويل الأموال OMT، استناداً إلى المرسوم 13020 أسوة بموظفي الإدارة العامة.

في بيانها، لم تجب وزيرة التربية ريما كرامي على هواجس الأساتذة لجهة ما إذا كانت الإجراءات نفسها التي كانت تنطبق على «بدل الإنتاجية» تنطبق على بدل المثابرة، إنما اكتفت بشرح مضمون قرار مجلس الوزراء وهو أنه «لم يلغ بدل الإنتاجية، بل أوجد حلاً سريعاً بعد صدور موازنة عام 2025، وعدم موافقة وزارة المال والحكومة على إعطاء سلف خزينة لهذه الغاية».

وأشارت إلى أنه تمّ إعطاء راتبين إضافيين و32 مليون ليرة للمعلمين في التعليم الأساسي من دون أن توضح أن 32 مليون ليرة هي عبارة عن ثمن 10 صفائح بنزين و17 مليون ليرة بدل مثابرة. وجرى إعطاء راتبين إضافيين و37 مليون ليرة للأساتذة في ملاك التعليم الثانوي (18 مليوناً ثمن 12 صفيحة بنزين و19 مليوناً بدل مثابرة). ومُنح المديرون زيادة إضافية على تعويض الإدارة (المنصوص عليه في القوانين)، تسري مفاعيلها من الأول من شباط 2025.

وتمّ رفع أجر الساعة للمعلمين المتعاقدين في التعليم الأساسي إلى 366 ألف ليرة وللأساتذة المتعاقدين في التعليم الثانوي إلى 660 ألفاً، ابتداءً من بداية العام الدراسي 2024 ـ 2025. ويضاف تعويض مؤقت، ابتداءً من الأول من شباط، ليصبح مجمل أجر الساعة 22 ضعفاً.

أما المتعاقدون مع اللجان التنفيذية للمشاريع المشتركة والمستخدمون على حساب صناديق المدارس من عمال مكننة وأجراء (حارس، خادم، سائق…) وسائر المستخدمين في الثانويات والمدارس والمعاهد الفنية، فيستفيدون من التعويض المؤقت المماثل للملاك استناداً إلى المرسوم 13020/2024 والتعميم 6/2024 كلّ بحسب الوظيفة والفئة اللتين يشغلهما.

لكن، ثمة أسئلة لم يجد المعلمون لها أجوبة حتى لدى روابط التعليم، فهم اعتادوا أن يحصلوا على «بدل الإنتاجية» في العشرين من كل شهر، ولا يعرفون بعد هذا القرار ما إذا كانوا سيتقاضون حوافز هذا الشهر أم لا، خصوصاً أنه تقرّر توقيف السلف المالية، ولم يصدر بعد المرسوم الذي يلغي استثناءهم من المرسوم 13020.

وإذا كانت الحوافز الجديدة مرتبطة بالدوام، فهل ستسري عليها الإجراءات التي كانت تُطبّق على بدل الإنتاجية، ومنها حسم أيام التغيّب بسبب المرض أو الوفاة؟ وهل سيُدمج بدل المثابرة للمتعاقدين بالمستحقات التي يتقاضونها فصلياً أم سيُدفع شهرياً على غرار بدل الإنتاجية؟ وهل ستُحول حوافز المتعاقدين على حساب صناديق المدارس إلى الصناديق الخاوية وغير القادرة على تغطية تكاليف هذا البدل؟

مصادر نقابية تطالب بتطمين المعلمين سواء أكانوا في الملاك أم التعاقد بأن بدل المثابرة سيستمر لأشهر الصيف تماماً مثل بدل الإنتاجية وبحل مشكلة المعلمين المتعاقدين بتقسيم السنة الدراسية إلى قسمين: الأول يمتد من بداية العام الدراسي وحتى الأول من شباط 2025 يتقاضى خلاله المعلمون 366 ألف ليرة للساعة الواحدة إضافة إلى 375 دولارا سبق أن قبضوها كبدل إنتاجية، والقسم الثاني يمتد من شباط إلى نهاية العام الدراسي، بحيث يتقاضى المعلمون مستحقاتهم شهرياً، على أن تكون أجرة الساعة 432 الف ليرة مضروبة باثنين وليس 366 ألفا، لأن أجرة الساعة الأساسية يجب أن تُضرب بـ 13 مرة وليس بـ 11 مرة.