كيف انهار “الجيش الأقوى” في الشرق الأوسط؟

تساءلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن كيفية انهيار “الجيش الأقوى في الشرق الأوسط” لساعات طويلة يوم السابع من تسرين الأول 2023، في معرض تعليقها على نشر تحقيقات جيش الاحتلال الإسرائيلي حول فشله في ذلك اليوم.

وقالت الصحيفة على لسان مراسلها العسكري “يوسي يهوشاع” إن الجيش و”الشاباك” يتحملان مسؤولية الهزيمة وليس الجيش فقط، مستغرباً من عدم تحميل “الشاباك” مسؤولية الفشل الأكبر كونه المسؤول عن تجنيد العملاء في قطاع غزة، وهو الذي كان من المفترض أن يحصل على إنذارات قبل “الكارثة”.

أضافت الصحيفة: “انفجرت أخطاء سنوات طويلة في وجوهنا صبيحة السابع من أكتوبر وانهار الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، حيث استهانت إسرائيل بحركة حماس وقدراتها العسكرية، وركّز المستوى السياسي على الردع الفارغ”.

وحمّلت الصحيفة جهاز “الشاباك” المسؤولية الكبيرة على الفشل الاستخباري كونه المشغّل الحصري للعملاء في قطاع غزة قبل السابع من أكتوبر، وكان عليه جلب “المعلومة الذهبية”.

وأضافت “الشاباك هو الجهة المسؤولة عن تقديم إنذارات ساخنة حول ما يدور في القطاع، فعلا سبيل المثال كان يجب أن يشكّل تشغيل مئات الشرائح الإسرائيلية دفعة واحدة في القطاع ناقوس خطر حول نوايا حماس، والشاباك هو الجهة الحصرية التي تشغل العملاء في القطاع، فكيف نجحت حماس في إخفاء خطتها دون أن يرفع أحد العملاء بالقطاع سماعة هاتفه لمشغّله؟”.

وتابعت الصحيفة “فضيحة الشرائح الإسرائيلية كان يجب أن توقظ الجميع، ولكن تم اقتصار الحديث عنها عبر مجموعة واتساب لكبار ضباط هيئة الأركان، فلواء الأبحاث لم يعمل كما يجب، والوحدة 8200 لم تستنفد قدراتها ولم تشخّص المنظومة الأمنية برمتها خطوات حماس على الأرض كتحضير للهجوم”.

واستشهدت الصحيفة بالتصريحات الأخيرة للمسؤول المستقيل لوحدة الاستخبارات الإلكترونية “8200” حين قال إن الجيش انهار لساعات طويلة في السابع من أكتوبر.

ووصفت الصحيفة الفشل بـ”العمى الاستخباري”، متسائلة “كيف وقعت شعبة الاستخبارات في فخ الخداع الاستراتيجي الذي أعدته حماس؟ وكيف لم نفهم عقلية حماس المتطرفة وربطها مع قدراتها العسكرية؟ وكيف اعتمدنا على الجدران والوسائل التكنولوجية لهذا الحد الفاضح؟”.