ذكر تحقيق لجيش الإحتلال حول هجوم 7 أكتوبر\تشرين الأول أن “حماس خططت لاقتحام غلاف غزة في عيد الفصح اليهودي عام 2023 بينما كان رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي يبيت ليلته في موقع كيسوفيم بغلاف غزة دون أن تعلم بذلك لكن أجلت العملية لتحصيل المزيد من الجهوزية”.
وأشار التحقيق إلى “دخول حوالي 5500 فلسطينيًا إلى المستوطنات في ثلاثة موجات، وعبروا الحاجز الحدودي في 114 نقطة اختراق، وتحركوا عبر 59 مساراً للهجوم في طريقهم إلى مدن الجنوب والوسط، وحاولت 7 زوارق تحمل 50 مسلحًا اختراق الحدود البحرية في طريقهم إلى مراكز استراتيجية”، مضيفاً: “تعرضت إسرائيل للهجوم في الجو بواسطة 63 طائرة، منها 6 مظلات و57 طائرة مسيرة”.
وتابع التحقيق: “في الصيف الذي سبق الحرب، قدّرت قيادة المنطقة الجنوبية أن أسوأ سيناريو محتمل هو تسلل مفاجئ لحوالي 70 مسلحًا من غزة عبر محورين. لكن في الواقع، تسلل حوالي 5,000 مسلح”.
وأكد التحقيق فشلهم في الدفاع عن المستوطنين الصهاينة في 7 أكتوبر\تشرين الأول، معتبراً أن “شعبة الاستخبارات العسكرية كانت مصابة بالغطرسة والعمى”.
وأعلن أن “صد الهجوم بدأ في ساعات الظهيرة”، مضيفاً: “الثمن الذي دفعناه في 7 أكتوبر\تشرين الأول كان غير محتمل من حيث القتلى والجرحى”.
وأردف: “قبل ثلاثة أشهر من 7 أكتوبر، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو توجيهًا للجيش الإسرائيلي بالتركيز على إيران، وحزب الله، والضفة الغربية، وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة. والطريق الذي سلكته حماس نحو الحرب، كما تم تحليله بأثر رجعي، أظهر أن الواقع كان مختلفًا تمامًا. كان تحرير فلسطين الهدف الرئيسي لحماس، واعتبرته المنظمة هدفًا واقعياً وقابلاً للتحقيق. التصعيد العسكري كان المسار الاستراتيجي الأساسي لتحقيق الأهداف الكبرى، في حين أن التفاهمات مع إسرائيل لم تكن بديلاً استراتيجيًا، بل كانت مجرد وسيلة لمعالجة الأوضاع المدنية”.
واعتبر: “انهارت فرقة غزة لعدة ساعات، ولم يتم استيعاب هذه الحقيقة في الوقت الفعلي، مما أدى إلى فجوة كبيرة في القدرة على تشكيل صورة واضحة للموقف، وهو ما أثّر أيضًا على القرارات التي اتخذتها قيادة المنطقة الجنوبية وهيئة الأركان العامة”.
وأكد “تعرض سلسلة القيادة والسيطرة في اللواء الجنوبي لضربة جوهرية، مما زاد من صعوبة تشكيل صورة واضحة للوضع الميداني وتقديم استجابة عملياتية فعالة لأحداث القتال، معتبراً أن “إحدى المفاجآت التي واجهها سلاح الجو الإسرائيلي كانت قدرة حماس الجوية على نقل مقاتلين باستخدام المظلات الطائرة”.
وقال: “تمكنت حماس من ضرب القيادة والسيطرة في الجيش الإسرائيلي في الدقائق الأولى من الهجوم. قُتل معظم القادة من مستوى قادة الفصائل والكتائب وثلاثة قادة ألوية في بداية المعارك. خلال الساعات الثلاث الأولى، قُتل 157 جنديًا في المعارك على الحدود وفي المستوطنات القريبة من الحدود”.
أما الإعلام العبري، فاعتبر أنه “على الرغم من أن العديد من التحقيقات التي تُعرض حاليًا تركز على الاستخبارات وإخفاقاتها، إلا أن دور الشاباك غائب عنها. لم يقدم جهاز الأمن العام (الشاباك) حتى الآن للجمهور نتائج التحقيق الداخلي الذي أجراه، كما أن تعاونه مع الجيش الإسرائيلي في تحقيقاته كان جزئيًا”.
وأضاف: “في الجو والبحر والبر. فشل الجيش الإسرائيلي بشكل تاريخي وغير مسبوق في معارك السابع من أكتوبر. هذه هي الصورة القاسية التي تنبثق من التحقيقات الواسعة التي أجراها الجيش الإسرائيلي”.
لكن، اعتبر التحقيق من جهة أخرى أنهم “وجهوا ضربة قوية لحماس وحزب الله وهاجموا في إيران واليمن وأحدثوا تغييراً استراتيجياً”.