الحدود الشرقية “المشتعلة”: صراع داخلي أم مواجهة إقليمية بالوكالة؟

| خاص الجريدة |

اشتعلت الجبهة الشمالية الشرقية اللبنانية المحاذية للحدود السورية، بتصعيد أمني خطير خلال الأيام الماضية، حيث شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات تابعة للإدارة السورية الجديدة وعشائر لبنانية، حيث امتدت النيران من داخل الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية.

وجاءت هذه الاشتباكات في إطار سعي الإدارة السورية الجديدة لفرض سيطرتها على المناطق الحدودية.

المساعي الدبلوماسية

اندلعت المعارك الخميس الماضي حين شن الأمن العام السوري وإدارة العمليات العسكرية “حملة تمشيط” وسيطرة على القرى السورية الواقعة في ريف حمص الجنوبي الغربي، وهي مناطق ريف القصير الحدودية مع شمال شرقي لبنان، ما أدى إلى مواجهات مع العشائر في المنطقة قبل أن يتدخّل الجيش اللبناني.

من جهته، اتفق الرئيس اللبناني جوزيف عون مع نظيره السوري أحمد الشرع على التنسيق لضبط الأوضاع ومنع استهداف المدنيين، بعد أن كانت قد ناشدت أهالي الهرمل والبقاع السلطة لضبط الوضع.

وأصدرت قيادة الجيش أمرًا لوحداتها بالرد على مصادر النيران التي تطلق من الأراضي السورية، موضحة في بيان أنه أمر وحداته “المنتشرة على الحدود الشمالية والشرقية بالرد على مصادر النيران التي تُطلَق من الأراضي السورية وتستهدف الأراضي اللبنانية”.

وبعد تجدد حدة الاشتباكات تحديداً في منطقة مطربة، سقط أكثر من 3 ضحايا لبنانيين وجُرح اخرون.

وليَسلم الجيش أيضاً من الاعتداءات المتكررة، اذ استُهدف برج مراقبة للجيش اللبناني بقذيفة مدفعية أطلقت من الجانب السوري، في حين يوسع الجيش انتشاره في نقاط جديدة في جرود الهرمل المقابلة للحدود السورية.

وطالبت بلديات قضاء الهرمل في بيان نشرته الوكالة الرسمية بتدخل الجيش لوقف “الاعتداءات المتكررة على القرى اللبنانية من الجهة السورية”، وذكر أنها أدت إلى سقوط ضحايا وجرحى، وطالب البيان الجيش اللبناني “بالتصدي لهذه الأعمال العدوانية”.

وفي المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، أن إدارة أمن الحدود أطلقت “حملة موسعة في قرية حاويك الحدودية مع لبنان، بهدف إغلاق منافذ تهريب الأسلحة والممنوعات، ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز سيادة القانون والحد من الأنشطة غير المشروعة التي تؤثر سلباً على الشعبين السوري واللبناني”.

في ظل تصاعد الاشتباكات على الحدود اللبنانية-السورية، وتبادل الاتهامات بين الأطراف المعنية حول مسؤولية التصعيد، هل يمكن اعتبار هذه الاشتباكات نتيجة لصراع داخلي، أم أنها انعكاس لصراع إقليمي أوسع تستخدم فيه الحدود اللبنانية كساحة مواجهة غير مباشرة بين قوى إقليمية ودولية.