تشهد مدينة غوما، شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، قصفاً عنيفاً بالمدفعية الثقيلة.
يأتي ذلك بعد ساعات من دخول قوات رواندية ومقاتلي حركة “إم 23” المسلحة المدينة، مما زاد من حدة الفوضى في المنطقة المحاصرة منذ أيام.
وتزامنًا مع التطورات، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أن “غوما على وشك السقوط”، مدينًا بشدة الهجوم العسكري على المدينة.
ويواصل الجيش الرواندي ومقاتلو حركة “إم 23” تقدمهم منذ أسابيع نحو غوما، التي تضم نحو مليون نسمة وعددًا مماثلًا من النازحين، وسط مقاومة محدودة من جيش الكونغو الديمقراطية.
في ظل هذه الأحداث، تم تنظيم عملية إجلاء لموظفي الأمم المتحدة وأسرهم صباح الإثنين إلى كيغالي، العاصمة الرواندية، وفق ما أعلنت هيئة البث الإذاعي الرواندية.
وفي حادث إضافي يدلّ على الفوضى التي تعمّ المدينة، “أحرق بالكامل” سجن غوما، الذي “كان يضمّ نحو 3 آلاف سجين” بعد عملية “فرار جماعي” أسفرت عن سقوط “قتلى”، وفق ما أفاد مصدر أمني وكالة “فرانس برس”، من دون تحديد حصيلة الضحايا. فيما شوهد سجناء في الشوارع المحيطة بالموقع.
وبحسب النداءات التي وصلت لموقع “الجريدة”، فإن الجالية اللبنانية في الكونغو تعاني الأمرّين، بسبب حصار أبنائها داخل منازلهم منذ بداية النزاع.
ووجهوا نداءً لرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والرئيس المُكلّف نواف سلام ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب و”كل من يهمه الأمر ويستطيع المساعدة”.
كما ذكرت الجالية “أن بقاءهم في المنطقة تشكل خطراً على حياتهم، وحياة الأطفال والنساء، في ظل عدم استجابة من قبل السفارة اللبنانية هناك، في الوقت الذي عملت سفارات كل الدول على سحب جالياتها من غوما.
وبحسب المعلومات الواردة من الجالية اللبنانية، فإن المُؤن الغذائية على وشك النفاد ووضع اللبنانيين من سيء إلى أسوأ.
كما دعت الجالية الجولة اللبنانية للتدخل الفوري والعاجل لأنهم محاصرون بالقذائف والرصاص والجوع.
يذكر أن المنطقة الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، تشهد نزاعات مستمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود رغم توقيع عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار، كان آخرها في تموز الماضي، إلا أنها سرعان ما تُنتهك، ما يجعل السلام في هذه المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية حلماً بعيد المنال.
ومنذ عدّة أسابيع، يتقدّم الجيش الرواندي مع مقاتلي حركة “إم 23” باتّجاه غوما عاصمة إقليم شمال كيفو، الواقعة على الحدود مع رواندا في شرق الكونغو الديموقراطية، والتي تضمّ مليون نسمة وعددًا مماثلًا من النازحين، في وجه جيش كونغولي أثقلته الأحداث لتدخل القوّات الرواندية وحركة “إم 23” المدينة الأحد.
وتتوالى النزاعات منذ أكثر من 30 عامًا في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، الغنيّة بالموارد الطبيعية. وسبق أن أُعلنت التوصل إلى ستة اتفاقات وقف إطلاق نار وهدنة في المنطقة، لكنها ما لبثت أن انتُهِكَت. ووُقِّع آخر اتفاق لوقف النار في نهاية يوليو/ تموز.














