الشيخ قاسم: الآن الفرصة للدولة اللبنانية لتثبت نفسها

أكد الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أن الحزب أثبت بالمقاومة أنه لم يمكن العدو من التقدم، والآن الفرصة للدولة اللبنانية لتثبت نفسها بالعمل السياسي.

ورأى، في كلمة له خلال تكريم في طهران، أن الاعتداء الذي حصل على جنوب لبنان هو اعتداء على الدولة والمجتمع الدولي.

وأضاف الشيخ قاسم: المقاومة مستمرة وقد استعادت عافيتها ولديها من الإيمان والثّلة المؤمنة، ما يمكّنها من أن تتقدم وتصبح أقوى، والكيان الاسرائيلي الذي قتل ودمر، وارتكب الإبادة في غزة، انكشف أمام العالم بأنه كيان وحشي مجرم بدعم أميركي مجرم، وعدو للانسانية، ويجب أن نستفيد من نتائج الحرب ونطور أعمالنا، رصيدنا كبير ومؤثر في الداخل اللبناني، سنعمل مع شركائنا في الوطن لانتخاب رئيس للجمهورية، وإعمار ما تهدم، وإطلاق عجلة الدولة وفق قوانينها، والبدء بورشة إصلاح وتعافي للاقتصاد، والوقوف مع الناس في أوضاعهم الاجتماعية الصعبة.

ورأى أن “المقاومة مرت في المواجهة مع العدو الاسرائيلي بثلاث مراحل، المرحلة الأولى مرحلة مساندة غزة وهذه المرحلة جزء من إيماننا واعتقادنا وجزء من وطنيتنا، وجزء من ضرورة تعاون أصحاب الخط الواحد لمواجهة العدو المشترك الذي تدعمه أميركا الشيطان الأكبر بكل إمكاناتها من أجل أن يخرب المنطقة، ومن أجل أن يسيطر عليها”.

وقال الشيخ قاسم: علينا أن نسأل الأمة والعالم لماذا لم يساند فلسطين وغزة، في مواجهة العدو. ونحن نفضح هنا بهذه المساندة تكالب شياطين العالم مع الغاصب المحتل، الكيان الاسرائيلي”، معتبراً أنه حصل صمود اسطوري في مواجهة العدو بغزة ولبنان، والتعاون بين الأشقاء ساعد في دعم هذا الصمود الاسطوري.

وأضاف: “دماء الشهيد قاسم سليماني وسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين ويحيى السنوار واسماعيل هنية، ودعم الحوثي و”أنصار الله”، وشهادة أبو مهدي المهندس ودعم الحشد الشعبي والمرجعيات الدينية في النجف الأشرف وقم المقدسة، وأحرار العالم الذين قدموا بحسب قدراتهم وإمكاناتهم، كل هذا التعاون جعلنا نفضح العدو ونحقق إنجازاً في استمرار المقاومة، ووقوف هذه المقاومة صامدة من أجل المستقبل وتحقيق الانجازات”.

وتابع الشيخ قاسم: المرحلة الثانية هي مرحلة العدوان على لبنان، والذي بدأ في 24 أيلول 2024، بدأ قبله بأيام بتفجيرات البيجرز واللاسلكي، ثم في 27 تم اغتيال سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، وكذلك شن الاسرائيلي حملة على قتل قيادات وضرب قدرات والاعتداء على المدنيين، وقتل الأطفال والنساء، وتجريف البيوت، والقيام بأعمال جبانة على مستوى لبنان.

وأكد أن “حزب الله” دفع في هذه المرحلة تضحيات كبيرة، وعلى رأسها سيد شهداء الأمة حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين، ولكن المقاومة صمدت والمقاومون كأن قلوبهم زبر الحديد، وشعبنا يحيط بهم ويقدم الغالي والنفيس.

وشدد على أن الالتفاف الشعبي الذي حصل حول المقاومة كان مؤثراً، وقد اجتمع المواطنون حول المقاومة، وكانت الحكومة والجيش كلهم حول المقاومة، وهذا ما ساعد على تحقيق هذا الانجاز بوقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني.

أما المرحلة الثالثة، مرحلة ما بعد اتفاق “وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان”، هذا الاتفاق يمنع العدو من استمرار عدوانه ويلزمه بالخروج من الأراضي اللبنانية المحتلة، وبالتالي يلتزم لبنان بوقف الدفاع، وينسحب من جنوب نهر الليطاني كأسلحة ومقاومين، مضيفاً: نحن بدأنا تنفيذ هذا الاتفاق والدولة اللبنانية هي التي عقدت هذا الاتفاق، ومسؤولة بشكل مباشر عن متابعته ومواكبته، هذه المرحلة جديدة، اسمها مرحلة “ما بعد الاتفاق”، والمسؤولية على عاتق الدولة اللبنانية والدول الراعية ولجنة تنفيذ الاتفاق بطريقة سياسية، حتى تخرج “اسرائيل” من لبنان، لكن “اسرائيل” ترتكب الخروقات والاعتداءات المختلفة التي وصلت إلى المئات جواً وبراً وبتجريف البيوت، وبالدخول إلى بعض المناطق التي لم تتمكن من أن تدخلها سابقاً.

وقال الشيخ قاسم: “حزب الله قرر أن يعطي فرصة، وأن تتحمل الدولة مسؤوليتها، هذه مرحلة سياسية تصدت الدولة لها وهناك أصوات، ونحن نوافق معهم، أن تكون الدولة المسؤولة عن تطبيق الاتفاق، لذا نحن نعتبر أن الاعتداء الذي يحصل الآن يحصل على الدولة والمجتمع الدولي، وكل الذين رعوا الاتفاق، هذه مسؤوليتهم، وعليهم أن يتحملوها بشكل مباشر. أما نحن فنصبر، ونعتبر أن المسؤولية على الدولة، ولا نريد أن نقوم بعمل يعيدنا إلى أن نتحمل مسؤولية مباشرة عن أمر يجب أن يتحمل مسؤوليته الجميع، ويجب أن تتضافر جهودنا ويتم الضغط السياسي بأعلى مراتبه، وهذه فرصة على كل حال”.