الجميّل: المنظومة تخطّط للاتجاه لـ”عفا الله عمّا مضى”

اعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل أن “لبنان لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة لأنه على وشك الانهيار ويتم الكذب على اللبنانيين يوميًا وحزب الله يضع يده على البلد أكثر فأكثر”.

أضاف، خلال لقاء انتخابي اُقيم في جبيل: “كان لدينا خيار التواطؤ معهم على الشعب، لكننا اخترنا الخروج من هذه التركيبة العفِنة والانتقال إلى صفوف المعارضة والمقاومة من الخارج، غير أن الناس كانت لا تزال تؤمن بهم وأعطتهم فرصة جديدة”.

وحذّر الجميّل من أن المنظومة تتجه فورًا بعد الانتخابات إلى عملية “عفا الله عمّا مضى” لأنّها “تريد إقفال كل الملفات المالية في البلد وموضوع الكابيتال كونترول أول اشارة على هذا الأمر”. معتبراً “أننا أمام تحدٍّ هو المحاسبة السياسية في صناديق الاقتراع، والمحاسبة القضائية من خلال دعم القضاء للقيام بعمله، والمحاسبة المالية على كل الارتكابات وهدر الأموال، لأن هناك كمية من الأموال التي يمكن إعادتها ويمكن نشر أسماء كل من حوّل الأموال إلى الخارج وهذه المليارات يمكن ردّها”.

وجدّد “التأكيد أن حزب الكتائب أخذ رهانًا منذ العام 2015 بتقديم نموذج جديد للبنانيين”.

وأردف “الرفاق في حزب الكتائب كانوا يعرفون اننا سنمر بمرحلة تشبه السير في الصحراء ونعرف أن الناس والدولة في دنيا أخرى ولا يدرون بفظاعة الكارثة التي كان يتم التحضير لها. في الواجهة كانت الليرة بـ1500 وبالواجهة كان هناك رئيس قويّ وكتل تسمي نفسها قوية وتخبرنا عن استخراج الغاز والبترول وكيف سيتحوّل لبنان الى جنة، لكن كنا نرى الحقيقة ليس لأننا نقرأ بالماورائيات ولا نعرف بعلم الفلك، بل نقرأ ملفات وأوراقًا ونحن نمثّل الشعب لندافع عنه ومن واجباتنا قراءة الموازنة وأين أصبح ميزان المدفوعات، وأي إنسان عاقل يقرأ هذه الأرقام كان سيعرف تمامًا أنّ البلد سينهار، كما أن أي عاقل كان يعرف أن انتخاب مرشح حزب الله لرئاسة الجمهورية يعني أن الحزب سيستلم الدولة اللبنانية”.

وتوجّه الجميّل إلى كل اللبنانيين بالقول: “في هذه الانتخابات هناك خيار واضح يجب أن نأخذه، هل نحن شعب يضحكون عليه أو أننا شعب يُحاسِب. البلد لم يصل الى هذه المرحلة بالصدفة، بل هناك مسؤولون أخذوا قرارات على مدى السنوات الماضية أوصلتنا إلى هنا، حزب الله لم يستلم الدولة بالصدفة والموازنات المدمّرة صوّت عليها نواب وبالإجماع ما عدا قلة قليلة من المستقلين وحزب الكتائب، وقانون الانتخابات المسخ الذي أعطى الأكثرية لحزب الله تم التصويت عليه بإجماع النواب عدا قلة قليلة من المستقلّين وحزب الكتائب، وقد دمّرت سيادتنا وماليّتنا العامة لأن هناك قوى سياسية عملت بالتواطؤ مع بعضها البعض من أجل مصالحها ولم تنظر إلى مصلحة الشعب، والتجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة تم بإجماع القوى السياسية التي تترشح اليوم للانتخابات ما عدا الكتائب التي كانت في المعارضة لوحدها”.

وسأل: “هل سيكون هناك محاسبة في الانتخابات؟” وشدد على ان “أهمية المحاسبة السياسية ألا يُعيدوا الكرّة، ذلك أنّهم إن لم يشعروا أنّ الناس ستُحاسبهم سيُعيدون الكرّة”. وتابع “هل في لبنان شعب يُحاسب على الأخطاء ويكافئ على الصح؟”
وعن المحاسبة القضائية، قال “بيار الجميّل استشهد ولا محاسبة، انطوان غانم وجبران تويني و14 شهيدًا من 2005 الى 2013 سقطوا ولا محاسبة حتى اليوم، وقع انفجار مرفأ بيروت ولا محاسبة بعد مرور سنتين”.

وتابع: “كل هدفهم اليوم ألّا يكون هناك محاسبة على الأموال، فكل هذه المليارات التي طارت من صندوق مصرف لبنان ممنوع أن نعرف إلى أين ذهبت، بعضها صّرف على مشاريع كلّها فساد وجزء من الأموال صرف للحفاظ على سعر الصرف وجزء تم تحويله إلى الخارج فيما الشعب “يتبهدل” حتى اليوم”. متسائلاً: “أين اختفى احتياطي مصرف لبنان؟ نريد أن نعرف كيف صُرف لأنّ أموالنا في المصارف صرفت ومن حقنا أن نعرف مَنْ صَرَفها وأن نستعيدها”.

أضاف: “نريد أن نعرف أين الأموال وأن نعرف مسؤولية رياض سلامة، من هنا أهمية التدقيق الجنائي في مصرف لبنان وفي كل وزارة لكي نعرف أي وزير قام بصفقات وضبّ الأموال في جيبه، ومن حقنا أن نعرف كيف كانت تصرف أموالنا في كهرباء لبنان وبعد كل ما صرف لم نحصل على كهرباء”.

الجميّل أشار إلى أن “هناك لوائح للمعارضة جدية ونحن شركاء فيها، وهي تخوض معركة للدفاع عن سيادة لبنان ومحاسبة هذه المنظومة السياسية التي دمّرت حياتنا”. وتابع: “هذه المعركة نخوضها في كسروان وجبيل وكل لبنان مع أشخاص يشبهوننا بهذا الخط السياسي”.

ولفت إلى أن “في المقابل هناك خيار حلفاء حزب الله وهذا غطاء ليبقى الحزب ممسكاً بالبلد، وهناك خيارات أخرى معظمها كانت جزءًا من المنظومة ويعتبرون أنفسهم اليوم من المعارضة، وهناك خيار معارض فقط لرياض سلامة ولا موقف من السيادة وحصرية السلاح بيد الدولة وتتشكل هذه اللوائح وبعضها بدفع من حزب الله لأخذ الأصوات من درب لوائحنا”.

وتوجه الجميّل “لكل الرفاق في إقليم جبيل، معركة لائحة صرخة وطن هي معركة المعارضة الحقيقية، وحزب الكتائب الى جانب شخصيات مستقلة ورفاق نضال يشكلون سويًا لائحة متضامنة، هدفها كسر السلطة وكل أتباعها في كسروان وجبيل كما نفعل في كل المناطق اللبنانية”.

وقال: “صحيح أننا نخوض المعركة بالمفرّق لكن سنكون كتلة معارضة وكبيرة في المجلس، ستواجه الى جانب كل الشرفاء وستكون من أكبر الكتل في المجلس والوحيدة المؤتمنة عن الدفاع على سيادة لبنان، ولا تساوم لا على السيادة ولا تخضع لحزب الله ولا تفرّط بأموال الناس ولا تكون من بوطة بري”.

وتابع: “حان الوقت لفصل نهائي بين المعارضة وهذه المنظومة، وحان الوقت لخلق بديل شبابي معارض سيادي لا يساوم على حقوق اللبنانيين ولا على سيادة لبنان، ونتّكل عليكم في جبيل لإعطاء أصواتكم لهذه اللائحة الموحّدة”.

ولفت الجميّل إلى أن “الخطوة الأولى بعد الانتخابات هي تحقيق مشروع اللامركزية، الذي قدّمه الكتائب وهو ناجز لكنه موضوع في الجارور، لتحسين الكهرباء والمستشفيات وكل حياتنا، وفي الوقت نفسه خوض معركة الاستقلال والسيادة واعادة النظر بكل طريقة حكم لبنان كي لا نبقى نعيش بالمؤقت، فلبنان الجديد يتطلّب أصحاب رؤية جديدة للبلد”.

وختم الجميّل بالقول “الشهداء الذين سقطوا هم أمانة برقبتنا لذلك وضعنا شعار لا نساوم لانه لا يمكن ان نساوم، ففي كل بيت هناك شهيد فكيف سنساوم؟ واتمنى لكل اللبنانيين اعطاء ثقتهم لمن برهن لهم انه لا يساوم”.