/ مرسال الترس /
عندما أطلق رئيس تيار “المستقبل” الرئيس سعد الحريري، قبل نحو سنتين، على نفسه لقب “بيّ السنّة” في لبنان، في ردّ على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي كان وصف نفسه بأنه “بيّ اللبنانيين”، لاقى تجاوباً في أوساط “المستقبل”.
لكن الحريري واجه رفضاً من باقي الأطياف السياسية السنّية، على خلفية أن هذه التسمية لم يطرحها حتى والده الشهيد رفيق الحريري في عز سيطرته على مفاصل الدولة في لبنان منذ العام 1992 وحتى العام 2005، على الرغم من انه استطاع “زعزعة” مواقع معظم القيادات السنية، ابتداءً من صيدا مروراً ببيروت وصولاً إلى الشمال والبقاع.
لذلك وجد كثيرون أن التسمية “مبهبطة” على “الشيخ سعد” الذي ما لبث أن سحب تدريجياً هذا المصطلح من التداول، وصولاً إلى إعلان تعليق عمله السياسي والانتخابي قبل شهرين من موعد الانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار المقبل.
فهل من يجرؤ على إعادة تبني هذه التسمية؟
بعض المصادر المتابعة أشارت بإصبعها إلى رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، نظراً للدور الذي تأبطه بعد انكفاء “التيار الأزرق” وزعيمه، ولحقه الرئيس الحالي نجيب ميقاتي، بعدما سبقهما الرئيس السابق تمام سلام، ولم يبق من “نادي رؤساء الحكومات” إلاّ “حديدان”، والذي تولّى ترتيب الأمور من تحت طاولة تأليف اللوائح.
وقد لاحظ المراقبون حرفية مميزة في رسم “عزف منفرد”، وكيف أن الرئيس، الذي أثار جدلاً كبيراً في العام 2006، وتحصّن في السراي الحكومي، كانت له أكثر من يد طولى في تركيب لوائح محددة في العاصمة بيروت والشمال والبقاع وعكار، وقدّم يد العون لمرشحين، عبر تسويقهم عند هذه المرجعية أو تلك، مبقياً من قرار انكفاء تيار “المستقبل” مسألة عدم ترشيحه فقط.
حتى أن بعض البيانات الصادرة عن بعض كوادر “التيار الأزرق”، قد خصّته بانتقاد مبطن في أكثر من مناسبة. ولكنه لم يكن يبالي بكل الاستهدافات التي صوبّت باتجاهه أو بالقرب منه، بل أكمل ويكمل ما يفكر ويخطط له، غير آبه بما يحصل حوله.
في هذا السياق، تشير مختلف الإحصاءات الانتخابية إلى أن الرئيس السنيورة ستكون له حصة في الطائفة السنية، كمجموعة متماسكة لها مرجعية محددة، سواء مباشرة أو مواربة، بعكس كل المجموعات الأخرى التي ستفرزها الانتخابات، وهذا ما سيرفع حظوظه، لما يلقاه من اهتمام غربي وعربي، في أن يضع عباءة “أبوة السنّة” على كتفيه، وإن لم يعلنها صراحة، فهو على الأقل سيمارس دوره كاملاً كموجّه في عرقلة أو تسيير أمور تشكيل الحكومات مثلاً، أو في سواها، من دون أي منازع.
وفي هذا السياق لفت المراقبين قول رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط إنه يأسف لغياب الرئيس سعد الحريري، وأنه لا يجد بديلاً للتعاون معه أكثر من الرئيس فؤاد السنيورة!
فهل تشكل هذه المعطيات، أوراقاً يمسك بها السنيورة لخلافة الحريري، وهو الذي يتقن التحدث مع السفراء غرباً وعرباً؟