البطريرك الراعي

هل يتنحى الراعي بعد انتخاب رئيس للجمهورية!

| مرسال الترس |

بدا واضحاً لدى المقربين جداً من الصرح البطريركي الماروني في بكركي، أن البطريرك الكاردينال بشارة الراعي يفكر جدياً في التنحي عن منصبه، وهي ليست المرة الأولى التي يتنحى فيها بطريرك للطائفة شخصياً أو يُدفع إلى التنحي من قبل الفاتيكان. ولكن، وفق ما تناهى إلى موقع “الجريدة” من مصادر روحية، فإن هذه الخطوة لن تكتمل قبل انتخاب رئيس للجمهورية، نظراً للظروف الصعبة والمؤلمة التي تمر فيها البلاد، ويتحمل فيها سيد بكركي هامشاً واسعاً من تمثيل الطائفة المارونية التي كانت عنصراً محورياً في الوصول إلى رسم خريطة لبنان الكبير عام 1920.

اللافت، أن الخطوة التي يرجح أن يُقدم عليها الراعي تبلورت بعد زيارة له إلى الفاتيكان، حيث شارك في إعلان تقديس الأخوة “المسابكيين” الدمشقيين الثلاثة على يد البابا فرنسيس، والتقى عدداً من كبار المسؤولين.

فالبطريرك الراعي، الذي يحمل على منكبيه 84 من الأعوام، كان قد انتخب في 15 آذار عام 2011 من قبل مجلس المطارنة، إثر استقالة سلفه البطريرك الكاردينال نصر الله صفير للانصراف للتأمل والصلاة، كما جاء في بيان له آنذاك. وكان قد سمع دعوات عدد من وجهاء الطائفة تتمنى عليه التنحي، نظراً لما رافق ولايته من التباسات ترتبط بأداء المحيطين به. مع العلم أن تولي البطريرك لمسؤولياته لا يرتبط بأي عمر، على عكس المطارنة الذين يُجبرون على الاستقالة في عمر الـ75، مع استثناءات ضيقة جداً يقررها البطريرك بنفسه.

فهل هو الوضع الصحي، أم أن معطيات أخرى قد تبلورت لدى البطريرك الراعي أدّت إلى ما ليس مستحباً لدى أي شخصية تتبوأ مركزاً بهذه الأهمية؟

الواضح أن الوضع الصحي للبطريرك الراعي لم يكن حائلاً دون توليه مسؤولياته البطريركية، وهو الذي اشتهر بمروحة واسعة من الحركة داخلياً وخارجياً، على الرغم من أن بعضها قد جلبت له الانتقادات الحادة، ولم يوحِ يوماً أن الحالة الصحية ستقف حائلاً دون ممارسة مهامه في إدارة الصرح، كما أن أحداً من زواره لم يُشِر إلى هذه الناحية لا من قريب أو بعيد.

أما في ما يتعلق بالمعطيات الأخرى، فقد تحدثت مصادر لها ارتباطات وثيقة مع الفاتيكان، عن أن لقاءه مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، على هامش تقديس الأخوة “المسابكيين”، قد تضمنت لوماً يتصل بالأوضاع العسكرية الطارئة على لبنان وبأن أداء الكنيسة مع أبنائها، ولا سيما منهم الذين يعيشون في الأطراف، لم تكن بالمستوى الذي يتمناه الكرسي الرسولي، وتحديداً تجاه الذين اضطروا إلى النزوح باتجاه العاصمة وقرى وبلدات الجبل المسيحي.

فهل ستكون الزيارة الأخيرة للبطريرك الراعي إلى حاضرة الفاتيكان، والتي حصلت في نهاية شهر تشرين الأول الماضي، هي الأخيرة.. أم أن تمنيات بعض رموز الطائفة لن تصل إلى مستوى التحقيق؟