| بيروت حمود |
دخلت إسرائيل مرحلة مختلفة وجديدة في الحرب، وهو ما يظهر في تحليلات وتقديرات الخبراء والمعلّقين في إعلام العدوّ.
وقال المحلّل العسكري لـ«هآرتس»، عاموس هرئيل، إنه بعد سلسلة الضربات التي تلقّاها الحزب على مدار الأسبوعين الماضيين، «ينخفض منسوب إطلاق الصواريخ الذي يمكن أن يمطر إسرائيل». وعلى الرغم ممّا تقدّم، فإن بداية هذه العملية «ستترافق مع احتكاك وجهاً لوجه مع عناصر حزب الله الذين ظلّوا في جنوب لبنان، ما قد يؤدي إلى وقوع خسائر في الأرواح».
وبحسب هرئيل، فإن الهجوم الإسرائيلي الذي بلغ ذروته باغتيال الأمين العام لحزب الله، الشهيد السيّد حسن نصر الله، سيكون «حدثاً مؤسساً في الشرق الأوسط، حيث ضربت إسرائيل بقوة هائلة المقدرات العسكرية للحزب، مضعفةً مكانته الإقليمية»، إلى جانب «وضعها علامة استفهام كبرى على الاستراتيجية الإيرانية، وقدرتها العملانية على تحقيق أهدافها الطموحة؛ حيث افترض قادة المحور الراديكالي أن الضعف الإسرائيلي الذي نشأ عقب السابع من أكتوبر يسمح بتسريع برنامج إزالة إسرائيل».
لكن هرئيل يرى أن هناك مشكلة «في التعامل مع إدارة بايدن، لكونها غاضبة من تصرفات بنيامين نتيناهو»، في إشارة إلى أن تل أبيب «تأخّرت» في تبليغ واشنطن بهجماتها، وكذلك خشية أميركية من تورط طويل الأمد في لبنان، وصولاً ربما إلى حرب إقليمية، «لكن نتنياهو بالكاد يوليهم الاهتمام. وليس واضحاً حتى متى سيبالغ بالضغط عليهم».
أمّا بالنسبة إلى إسرائيل، فإن الأمر الذي يثير القلق، كما أوضحه هرئيل، هو «حالة النشوة التي استحوذت على المحلّلين والجنرالات المتقاعدين». وهي حالة بحسبه «بالإمكان تفهّمها بسبب حاجة هؤلاء إلى الاحتفاء، بعد كل ما مررنا به من رعب في 7 تشرين الأول»، لكنه نصحهم بأن «من الأفضل ألّا يقعوا في فخ التوهم بقيام إمبراطورية إسرائيلية شاملة القوة تملي شروطها على الشرق الأوسط بأكمله». وفي السياق ذاته، رأى المؤرخ آفي برئيلي، في مقالة أن «أعداءنا في غزة ولبنان سقطوا على الأرض، لكن لم يُفككوا بعد. ولذلك، فإن مهمة إسرائيل لم تنتهِ»، داعياً الى «إبادة «حماس» كلياً، وعلى الأقل إبعاد حزب الله عن الحدود، وتفكيك قدراته الهجومية بالصواريخ والقذائف، بالإضافة إلى تفكيك ترسانة الصواريخ الإيرانية – اللبنانية لاجتثاث قدرة إيران على ردع إسرائيل عن ضرب مشروعها النووي الخطير».
أمّا الطريقة التي يقترحها برئيلي في جبهتَي الشمال والجنوب، فتتّسق بطبيعة الحال مع النشوة الإسرائيلية أي بالاحتلال والسيطرة على الأرض وفرض حكم عسكري وشن اقتحامات موضعية لتفكيك القدرات العسكرية وإحباط عمليات المقاومة؛ فبحسبه «من دون الاحتلال والحكم العسكري، لن تفيدنا أي رؤى سياسية غير عملية بشأن اليوم التالي، سواء في قطاع غزة، أو في جنوب لبنان» فسلطات الأخير «لا يمكنها مساعدتنا هنا، حتى لو كان ذلك بمساعدة قوة دولية، وخصوصاً أن إيران لا تزال لديها أطراف في لبنان، وما زال حزب الله يعتمد عليها وعلى الطائفة الشيعية، مهدداً حكومة بلده بسلاحه». وعلى المدى الاستراتيجي، يقترح برئيلي استبعاد أيّ طرح معادٍ لـ«لنزعة الإسبرطية» التي تسيطر هذه الأيام على صنّاع القرار في إسرائيل، لأن أيّ تنظير خارج هذه النزعة «لن ينقذنا».