| مرسال الترس |
أبدى معظم اللبنانيين استغرابهم للأسلوب الذي اعتمده العدو الاسرائيلي للتأثير على “حزب الله”، والسعي لتفكيك بيئته التي يسند ظهره إليها منذ إطلاق عمله المقاوم في العام 1982، حين كانت اسرائيل تحتل العاصمة بيروت والى حدود محافظة الشمال.
لا شك أن العدو فاجأ الجميع مطلع هذا الأسبوع بجريمة مزدوجة في الاتصالات الحديثة، حيث عمد إلى تفجير أجهزة متخصصة في نقل الرسائل النصية، تسجيل، خلال لحظات معينة، ارتقاء اكثر من ثلاثين شهيداً وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة إصابة في صفوف بيئة حزب الله تحديداً، الأمر الذي اعتبره كثيرون بأنه وصل إلى مستوى إرهاب الدولة بكل معنى الكلمة.
وبغض النظر عن الرد الذي سيعتمده “حزب الله” ليوجع “إسرائيل” في الصميم كما حصل معه، فإن الذاكرة لم تنسَ ما اقترفه الاحتلال الإسرائيلي من مجازر على أرض فلسطين ودول الجوار، منذ قيام هذا الكيان في العام 1948، غير آبه بعدد الأبرياء الذين يسقطون، وإنما همه الوحيد هو تحقيق أحلام زعمائه بانشاء دولة تكون الأقوى في منطقة مفتتة طائفياً ومذهبياً، ويتوق الجميع لطلب رضاها. وفي هذا السياق يمكن فتح أبرز نوافذ الذاكرة على التواريخ التالية:
• مجزرة حيفا في 6 آذار 1937 ـ 18 شهيداً، مجزرة القدس في 6 كانون الأول 1937 عشرات الشهداء والجرحى قرب بوابة نابلس، مجزرة حيفا في 6 تموز 1938 ـ 21 شهيداً، مجزرة القدس في 15 تموز 1938 ـ 35 شهيداً، مجزرة حيفا في 27 آذار 1939 ـ 39 شهيداً، مذبحة دير ياسين في نيسان 1948 ـ 250 شهيداً و360 جريحاً، مذبحة قبية في 14 تشرين الأول 1953 ـ 67 شهيداً وعشرات الجرحى، مجزرة قلقيلية في 10 تشرين الأول 1956 ـ أكثر من 70 شهيداً، مجزرة قانا الأولى في 18 نيسان 1996 ـ 106 شهداء، مجزرة جنين في 29 آذار 2002 ـ أكثر من 60 شهيداً و243 جريحاً، مجزرة قانا الثانية في 30 تموز 2006 ـ 55 شهيداً، الحرب على غزة ابتداء من 7 تشرين الأول 2023 ـ أكثر من 41 الف شهيد ونحو مئة الف جريح.. وصولاً الى تفجير البيجرز وما شابهه في لبنان في 17 و18 ايلول 2024.
إنه غيض من فيض، ونماذج محدودة مما اقترفه هذا الاحتلال من إرهاب على مدار تلك السنوات، وهو لن يتورع عن اقتراف المزيد طالما لم يحقق قادته أحلامهم، وطالما أن هؤلاء المستوطنين يرددون عبارة أن “الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الموجود في القبر”، وما جاء في كتبه الدينية من أن “شعوب العالم هي حيوانات في خدمة شعب إسرائيل”!