| خاص ـ “الجريدة” |
فرضت عملية معبر الكرامة الأردني مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، واقعاً جديداً عند المعبر الذي شكّل أحد شرايين الحياة لكيان الاحتلال على مدى 11 شهراً، منذ طوفان الأقصى وبدء القوات اليمنية تنفيذ حصار بحري يمنع وصول الإمدادات الغذائية لكيان الاحتلال، حيث “أنقذت” دول عربية، من بينها الأردن، كيان الاحتلال الإسرائيلي من الحصار، وذلك بتأمين مرور شاحنات البضائع الآتية براً من مرافئ عربية إلى كيان الاحتلال عبر المعابر الحدودية، ومن بينها معبر الكرامي ـ “اللنبي” مع الضفة الغربية الذي تستخدمه “إسرائيل” أيضاً لعبور البضائع إلى كيان الاحتلال، وهو ما أكدته بيانات وزارة التجارة في كيان الاحتلال عن ارتفاع الصادرات من عدد من الدول العربية إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي عشرات الأضعاف.
“عملية الكرامة”، التي أسفرت عن مقتل 3 أمنيين إسرائيليين، ستكون بنداً رئيسياً في حسابات كيان الاحتلال، لأن إقفال “الجسر البرّي” للترانزيت سيؤدي إلى تطبيق حصار شديد على الاحتلال، لن تستطيع طائرات الشحن تعويضه. وبالتالي، فإن العملية تكون قد حققت أربعة أهداف دفعة واحدة، وهي أهداف تخشاها “إسرائيل”، وقد عملت جاهدة لتفاديها، بدعم أميركي وضغوط على دول عربية:
ـ فضح الدور الأردني على المعابر الحدودية مع كيان الاحتلال، والذي لطالما نفت السلطات الأردنية أي دور لها في تأمين المواد الغذائية والبضائع المختلفة لكيان الاحتلال، وتعمّدت تنفيذ عمليات “إنزال” استعراضية لمواد غذائية للفلسطينيين في غزة، بهدف تمويه عملية “الدفق التجاري” على معبر الكرامة.
ـ إعادة النظر بالاطمئنان الذي كان سائداً للمعابر، وكذلك لخط الترانزيت من المرافئ الخليجية عبر الأردن إلى كيان الاحتلال. فهذا الطريق قد لا يعود آمناً، خصوصاً أن عملية أخرى ضد أي شاحنة تتوجه إلى كيان الاحتلال، ستؤدي حكماً إلى تعطيل “طريق الحرير الإسرائيلي”.
ـ ارتباك في التنسيق الأمني الأردني ـ الإسرائيلي، خصوصاً عند النقاط الحدودية، مع ما سيتركه هذا الارتباك من شكوك إسرائيلية بـ”جبهة” جديدة تفتح ضده من منطقة الأغوار، ما يفرض عليه الاستنفار الشامل على طول هذه “الجبهة” وامتدادها إلى الضفة الغربية.
ـ ارتفاع منسوب الاحتقان في الأردن، خصوصاً في ظل الوجود الفلسطيني الكبير داخل الأردن وارتباطه العميق مع الضفة الغربية، فضلاً عن وجود حالة إسلامية أردنية واسعة مؤيدة لحركة “حماس”. ما ينذر بانطلاق عمليات متكررة ضد المصالح الإسرائيلية في الأردن، أو على الحدود أو على خط نقل البضائع إلى كيان الاحتلال.
لكن، قد يحاول اليمين الإسرائيلي الاستثمار في عملية معبر الكرامة ضد الأردن لتحقيق رغبته بضم منطقة الأغوار والسيطرة عليها، خصوصاً أن العملية تضرب ليس فقط منظومة التنسيق الأمنية بين السلطات الأردنية والجانب الإسرائيلي، لكن الأهم خط الترانزيت الذي طالما احتج عليه الأردنيون واستمرت السلطات الأردنية تنفي التقارير عن دورها في “الجسر البري” الذي تحول إلى شريان حياة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.