الجمعة, ديسمبر 19, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةشريط الاحداث"حرب سرّية" أميركية ضد "الصحوة" في "بادية الشام"!

“حرب سرّية” أميركية ضد “الصحوة” في “بادية الشام”!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الولايات المتحدة الأميركية تخوض “حرباً سرية” في سوريا ضد تنظيم “داعش”.

وأشار تقرير للصحيفة من قاعدة للقوات الأميركية الخاصة في شمال شرق سوريا، أن القادة العسكريين الأميركيين يبحثون عن طرق لاحتواء “الصحوة” في نشاطات تنظيم “داعش”. وبحسب ضباط أميركيين ومن “قوات سوريا الديمقراطية” التي يتحكم بها الأكراد، فإن تنظيم “داعش” يحشد قواته في بادية الشام، ويعد جيلاً شاباً للقيام بعمليات انتحارية، وتوجيه الهجمات ضد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ومحاولة إحياء حلمه بـ”الخلافة الإسلامية”.

ورأى التقرير أن المقاتلين زادوا هذا العام من وتيرة الهجمات في العراق وسوريا، وحاولوا تحرير آلاف من زملائهم المعتقلين في السجون منذ سيطرة التحالف الأميركي ـ الغربي على المدن التي كانت واقعة تحت سيطرة “داعش”.

وأوضح التقرير أن القوات الأميركية تدير حملة بعيداً عن الإعلام، حيث قام الطيران الأميركي بشن غارات وعمليات مراقبة لقوات سوريا الديمقراطية التي شنت مداهمات على خلايا يشتبه بعلاقتها بتنظيم “داعش”. ورغم أن القوات الأميركية تقف بعيدة عن القتال، إلا أنها تقوم بغارات بنفسها لقتل أو اعتقال قادة تنظيم “داعش”.

ونقلت الصحيفة عن القائدة المشاركة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” الجنرال روحيلت عارفين كانت موجودة في قاعدة قيادة أميركية في شمال ـ شرق سوريا: “كان هذا العام الأسوأ منذ هزيمة تنظيم داعش، ومهما ضربتهم، فإنهم يحاولون الوقوف من جديد”.

ورأت الصحيفة أن عودة “داعش” تمثل تحدياً مختلفاً عما كان في ذروة قوته، عندما كان مئات المقاتلين يهاجمون القرى المعزولة والمدن المزدحمة بالدبابات والشاحنات الصغيرة التي ركّبت عليها الرشاشات. واليوم يعمل التنظيم من خلال خلايا صغيرة مسلحة بالبنادق والمفخخات.

كما أن رد الولايات المتحدة وفرنسا، والدول الغربية المتحالفة معهما، معقّد، بسبب الغموض الناجم عن المفاوضات الدبلوماسية والانتخابات الأميركية المقبلة، وما هو الدور الذي يجب أن يلعبه التحالف في المنطقة خلال الأشهر والسنوات المقبلة. وأعلن تنظيم “داعش” في النصف الأول من العام الحالي، المسؤولية عن 153 هجوماً في العراق وسوريا، ويقوم ببناء صفوفه سراً من خلال الشباب في المعتقلات التي تُحتجز فيها زوجات مقاتلي تنظيم “داعش” وأطفالهن، بحسب الصحيفة الأميركية.

وقال ضابط في القوات الأميركية الخاصة المتمركزة في سوريا: “ما نراه هي حركة للرجال ونقلا للسلاح والمعدات”.

وتقول “قوات سوريا الديمقراطية” المتحالفة مع الأميركيين، إنها اعتقلت 233 شخصاً يشتبه بعلاقتهم بتنظيم “داعش” في 28 عملية قامت بها خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام. وحتى الآن، شن الطيران الأميركي ثلاث غارات ضد تنظيم “داعش” في سوريا وواحدة في العراق.

وتحتفظ الولايات المتحدة بـ900 جندي وأفراد مدنيين في سوريا، و25 ألف جندي في العراق. وبحسب بيانات البنتاغون، فقد ساعد الطيران الأميركي في 50 غارة أخرى شنها الطيران العراقي منذ بداية العام الماضي.

وتقوم “قوات سوريا الديمقراطية” بعمليات في القرى والمدن بشمال شرق سوريا. وفي واحدة من الغارات في تموز/ يوليو، قامت وحدات “الكوماندوز” في “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من القوات الأميركية الخاصة، بضرب 8 مجمعات يقيم فيها متشددون يشتبه بعلاقتهم بتنظيم “داعش”. واستغرق التخطيط للعملية 7 أسابيع، واستُخدمت المسيّرات ومروحيات الأباتشي في عمليات المراقبة وجمع أكبر قدر من المعلومات حول حركة المقيمين في الأبنية من ناحية الدخول والخروج.

ولغرض التخطيط للهجوم، بنت القوات الأميركية نماذج عن المجمعات المشتبه بها. وتوزع أكثر من 100 مقاتل من “قوات سوريا الديمقراطية” على مسافة 10 أميال خارج القرى لمنع مقاتلي “داعش” من تحذير المقيمين في المجمع بأن الحلقة تضيق عليهم. وتم اعتقال عدد من الموجودين في المجمعات بدون إطلاق رصاصة واحدة، على حد قول ضابط في القوات الأميركية الخاصة.

وعندما أمّنت “قوات سوريا الديمقراطية” المكان، دخلته القوات الأميركية وصادرت أجهزة الهاتف على أمل متابعة تاريخ الاتصالات فيها وتحديد أماكن عناصر التنظيم الآخرين.

وفي العراق، يطالب قادة البلد، الولايات المتحدة بمغادرة البلاد، والتي تستخدم كقاعدة لوجستية لعمليات البنتاغون في سوريا. وانتهت المحادثات الأميركية – العراقية في واشنطن الشهر الماضي بدون قرار الانسحاب، إلا أن حلفاء أميركا الأكراد في سوريا يشعرون بالقلق.

ونقلت الصحيفة عن الجنرال علي الحسن، المتحدث باسم “قوات الأمن الداخلي” في شمال شرق سوريا: “سنرى فوضى لم نرها من قبل، وأي انسحاب سيتسبب بإعادة تفعيل مباشر لخلايا تنظيم داعش”.

وأضافت الصحيفة أنه رغم هزيمة تنظيم “داعش” في معركة “الباغوز” عام 2019، إلا أن هناك عشرات الآلاف من عائلات المقاتلين وأطفالهم لا يزالون في المعتقلات. ففي ذروة تأثيره، صكّ التنظيم عملةً خاصة به، وفرض الضرائب على سكان المناطق التي خضعت لسيطرته في العراق وسوريا، حيث تجاوز عددهم 12 مليون نسمة.

وجذبت أيديولوجية التنظيم حوالي 30,000 مقاتل أجنبي وعائلاتهم من بلدان مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا ودول عربية وإسلامية أخرى.

وهناك حوالي 9,000 مقاتل لا يزالون في معتقلات خاضعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، ولم يخفِ التنظيم نيته تحرير المقاتلين كي يعودوا إلى ساحة المعركة. وحاول المعتقلون هذا العام الهروب مرتين من السجون. وفي مرة، حاول انتحاري اختراق بوابة سجن الرقة، عندما ساق مركبة محملة بالمتفجرات. وهناك حوالي 43,000 من العراقيين والسوريين والنازحين الذين يعيشون في مخيمات بشمال شرق سوريا، بمن فيهم أطفال مقاتلي تنظيم “داعش” المعتقلين.

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img