تأكيدات دولية على مسار التصعيد.. ماذا عن نتنياهو؟

| غاصب المختار |

تنتظر الدول المعنية بالوضع اللبناني، وكذلك كيان الاحتلال الإسرائيلي، “على رجل ونص”، رد محور المقاومة على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الشهيد اسماعيل هنية والقائد العسكري في المقاومة الإسلامية فؤاد شكر، وسط أجواء ضبابية زادها جهل هذه الدول بطبيعة الرد وحجمه ومكانه وزمانه، ما استدعى الحشد العسكري الأميركي البحري في شرق المتوسط، بهدف الدفاع عن “إسرائيل” ـ كالعادة ـ والتغاضي عن كل جرائمها.

وأكدت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة تواكب الاتصالات والتحركات الدولية لموقع “الجريدة”، أن تقديرات أغلب الدول في المنظمة الدولية تميل إلى أن المنطقة تتجه نحو التصعيد، وفق طبيعة الرد من محور المقاومة، وهل ستستوعبه “إسرائيل”، لكن لا أحد يعرف بالضبط كيف ستتجه الأمور وإلى أي مدى، فالمشهد فضفاض.

وقالت المصادر: “كل هذا، وسط أجواء دولية عبر عنها أيضا وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيين اللذين زارا لبنان وانتقلا إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، بأن على الأطراف الحذر من ارتكاب الأخطاء والانزلاق نحو مخاطر التصعيد. وشددا على تطبيق القرار 1710”.

أضافت المصادر: “إن المخاوف أكثر هي مما يمكن أن يلجأ إليه نتنياهو، لأن لا ثقة دولية بنواياه، على الرغم من الدعم الدولي غير المحدود لإسرائيل. وهو لا يستجيب لكل المناشدات الدولية بوقف المجازر في غزة، والذهاب نحو استئناف المفاوضات”.

وفي السياق، أوضحت مصادر رسمية لبنانية لموقع “الجريدة”، أن الخطير في الوضع الحالي هو توقف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، ولو المؤقت، وتبادل الأسرى. والموفدان البريطانيان لم يأتيا بشيء جديد للبنان، وما ينقله البريطانيون للبنان من تحذير بعدم الانزلاق لتوسيع المواجهات، ينقلونه لـ”إسرائيل”، لكن بصيغة مخففة وتمنيات بعدم التصعيد مع تأكيد الدعم الغربي لكيان العدو، كما ابلغ وزير الدفاع البريطاني جون هيلي نظيره الإسرائيلي غالانت بعد لقائه به إثر انتقاله من بيروت إلى تل ابيب. لكن السؤال هل يسكت نتنياهو على الرد المرتقب؟

بحسب بيان صادر عن وزارة الحرب الاسرائيلية، “قدم غالانت لهيلي تقييمًا للوضع العملياتي. وناقش الطرفان العلاقات الدفاعية المهمة بين إسرائيل والمملكة المتحدة، والتزامهما المشترك بالحفاظ على التعاون وتعزيزه في عدد من المجالات الاستراتيجية والعسكرية، بما في ذلك مجال الاستخبارات. وعبّر غالانت عن تقديره لدعم المملكة المتحدة المستمر لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس”!

هذا البيان يحمل مدلولات كثيرة، لعل أبرزها أن بريطانيا، الأكثر خبرة بالشرق الاوسط وبالدول العربية والكيان الاسرائيلي منذ ما قبل “وعد بلفور” وما بعده، تدرك ما يمكن أن تسفر عنه مواجهة كبرى بين الكيان الاسرائيلي ومحور المقاومة من تأثيرات سلبية وخطيرة، وربما مدمرة، على الكيان، لذلك كانت “النصيحة من باب الحرص على هذا الكيان” بعدم اللجوء إلى مزيد من التصعيد.
وعلى خطٍّ موازٍ، يظهر الموقف الأميركي مشابهاً للموقف البريطاني، وإن كانت الإدارة الأميركية الضعيفة والراحلة خلال أشهر قليلة، مربكة ومحرجة من عدوانية نتنياهو البالغة الشدة، بعد ما ارتكبته في طهران والضاحية الجنوبية ودول أخرى.

لذلك، قال مسؤول لبناني بارز إن الرئيس الأميركي جو بايدن كان يريد أن يصل نتنياهو إلى واشنطن أواخر الشهر الماضي، وهو مهشّم نتيجة إخفاقاته في أكثر من مجال في غزة ولبنان، لكنه فوجئ بحجم العدوانية التي مارسها، فيما ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي أن بايدن  طلب من نتنياهو “خلال محادثة هاتفية صعبة بينهما، التوقف عن تصعيد التوترات في المنطقة، وأن بايدن حذر نتنياهو من أنه إذا أقدم على التصعيد مجدداً، فينبغي له عدم الاعتماد على الولايات المتحدة لإنقاذه”.

ووفقاً للمصادر نفسها، فقد أبلغ بايدن نتنياهو “أن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل على إحباط أي هجوم إيراني، لكنه يتوقع بعد ذلك عدم حدوث مزيد من التصعيد من الجانب الإسرائيلي والتحرك فوراً نحو صفقة الرهائن”.
ويبقى السؤال: كيف ستتصرف أميركا أيضاً.. وليس “إسرائيل” فقط؟