لو قدر لبلد في العالم أن يستهلك محاضر جلسات ومحابر ملفات بعدد التي أنفقها لبنان على ملف الكهرباء لدخل الرقم موسوعة غينيس للأرقام القياسية ولخرج من ظلمة السجالات وعتمة الوزارات المتعاقبة.
فبعد إقراره خطة الكهرباء مبدئيا في جلسة سابقة عاد مجلس الوزراء اليوم وأقر الخطة بصيغتها النهائية بعد نقاش طويل ومتشعب لا سيما حول البند المتعلق بإنشاء الهيئة الناظمة الذي استهلك الجزء الأكبر من المناقشات في الجلسة التي انعقدت في السراي وسط تسجيل اعتراض لوزراء حركة أمل وحزب الله على طول المهلة الزمنية المعطاة للبت بتعيين الهيئة الناظمة.
وفي الملف الانتخابي أخذت الحكومة علما بسير عملية التحضير للانتخابات النيابية، غداة إقفال باب الترشحيات منتصف الليلة الماضية مؤكدة مواكبة الاستعدادات لإجراء الاستحقاق في موعده وفي هذا السياق أعلنت وزارة المال أنه تم تحويل كافة الاموال المخصصة لاجراء الانتخابات النيابية في 15 أيار المقبل.
وفي الحديث عن التمويل يزور لبنان في الايام المقبلة وفد موسع من صندوق النقد الدولي لاستكمال المفاوضات التي انطلقت منتصف الشهر الماضي والتوغل في الكثير من التفاصيل المدرجة على جدول الاعمال والتحضير لخطة التعافي الاقتصادي والمالي..
وفي سياق ليس بمنفصل يزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الخامس والعشرين من الجاري دولة قطر لاستطلاع فرص دعم لبنان وتتقاطع الزيارة مع الجهود السعودية الفرنسية لإنشاء صندوق لدعم لبنان تحت إشراف مجلس التعاون الخليجي.
وفي يوميات اللبنانيين الموجعة حلقة جديدة من مسلسل صراع القضاء مع المصارف فقد انشغل الرأي العام اللبناني ولا سيما موظفو القطاع العام وغيرهم من عملاء فرنسبك بختم مكاتب المصرف وخزائن أمواله بالشمع الأحمر تنفيذا لقرار قضائي في دعوى مقدمة من مواطن مصري فكادت رواتب شريحة كبيرة من الموظفين تلقى مصير الودائع المحجوزة قبل أن يصار الى حلحلة الموضوع عصرا مع إعلان مصدر في المصرف أن غدا يوم عمل عادي غير أن خوف أصحاب الرواتب لم يتبدد كليا بعد..
بداية النشرة من جلسة الكهرباء لمجلس الوزراء.
أقفلت بورصة الترشيحات النيابية الباب على شهية مفتوحة بلغت ألفا وثلاثة وأربعين مرشحا من بينهم مئة وخمس وخمسون إمرأة في رقم لم يسجل مثيلا له منذ الستينيات من القرن الماضي
بالتوازي مع الإهتمام الخارجي غير المسبوق بالإستحقاق اللبناني الذي بقي الشغل الشاغل للدنيا من شرقها الى غربها لإسباب شتى البعض القليل منه عن حسن نية و محبة للبنان والبعض الاخر وهم يشكلون السواد الأكبر يريدون تحويل هذا الإستحقاق الى مناسبة لتسييل ما تم الإستثمار عليه طيلة السنوات الماضية من مشاريع فتن وحملات تشويه وافتراءات بالإضافة الى محاولة الإستثمار على وجع الناس وآلامهم ودمائهم وجنى اعمارهم ولقمة عيشهم وتقريش هذا الإستثمار المشبوه في العناوين المحقة داخل صناديق الاقتراع لتحقيق مآرب سياسية واستراتيجية تسعى بائسة لتغير وجه لبنان وهويته وخياراته وثوابته من بوابة الإنتخابات
انتهت مهلة تقديم الترشيحات ولكن الباب مازال مواربا لمن يريد أن ينسحب خلال مهلة خمسة عشر يوما قبل أن يدخل الإستحقاق مرحلة ولادة اللوائح وتقديمها في الخامس من نيسان المقبل أما المرشح الذي لا يجد لائحة قبل انتهاء مهلة تشكيل اللوائح فسيسقط ترشيحه ولا يمكنه استرجاع الرسم الذي سدده والبالغ ثلاثين مليون ليرة
على المستوى المالي من المرتقب أن يزور وفد موسع من صندوق النقد الدولي لبنان خلال الأيام المقبلة لاستكمال المفاوضات التي انطلقت الشهر الماضي والبدء بمناقشة التفاصيل المدرجة على جدول اعمال التحضير لخطة التعافي الاقتصادي والمالي وما يمكن القيام به بالتفاهم مع صندوق النقد.
أقفل باب الترشح وفتحت ابواب التأليف، وفي تعداد المرشحين ما يشير الى زحمة على طريق الانتخابات، حيث بلغ عدد المتنافسين الالف ومعه ثلاثة واربعون.
اسماء غابت ومعالم تحالفات تشكلت، وتصفيات وتجاذبات حتى موعد الانتخابات، فيما الاشارة الدالة ان القطار انطلق بجدية نحو محطة الخامس عشر من ايار..
قطارات مترنحة لا تزال تسد طرقات الحل، ومنها الكهرباء، حيث لا يزال الاميركي اكبر المعرقلين وسيد العتمة التي تحكم على اللبنانيين، وان كان نقاش مجلس الوزراء اليوم حول الخطة المقترحة، فان الفيتويات الاميركية على الخيارات الروسية والايرانية والصينية، وعرقلة وصول الغاز المصري والكهرباء الاردنية أكبر ازمة امام القطاع، وما غير ذلك نقاش لبناني لا يخلو من المزايدات.
ما يزيد الاختناق المحلي اللوبي المصرفي، الذي اصيب جبروته اليوم بقرار قضائي بالحجز على فرعين مصرفيين في بيروت لصالح دعوى تقدم بها مودع حجزت امواله، فهب الكارتيل المصرفي بعناوين التهديد والوعيد والابتزاز، كيف لا وبين ايديهم حاكم متحكم بامر المال والبلاد..
في البلاد الروسية أبعد من حرب واكثر من صراع، هي “معركة من أجل مستقبل النظام العالمي”، كما يقول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وفيما الميدان الاوكراني يقاس بالحديد والنار بعيدا عن الصخب الاعلامي والعراضات السياسية للناتو واميركا، فان المفاوضات الروسية الاوكرانية عالقة عند ثابتة موسكو بضرورة حياد كييف مع ضمانات امنية..
اما ضرورات الازمة التي باتت ترهق الاوروبي فرضت على رئيس الوزراء البريطاني ان يكون اول المبادرين مؤكدا ان حلفهم الاطلسي لن يضم اوكرانيا اليه، ولن يرسل جنوده الى اراضيها..
والى الاراضي المحتلة وخدمة لمغتصبها لا يزال بعض اللبنانيين يتوقون بدافع الاحقاد الدفينة لا الحاجة المالية، والجديد عميل من مرتبة رجال الاعمال كان في خدمة الموساد من زمن الميليشيات وما تاب، وجد ضالته لدى انظمة التطبيع الخليجية، وزود الصهاينة بمعلومات امنية. انه واحد من احجار العار التي تتهاوى، تكشف عنه المنار في تقرير خاص..
انها اخطر مواجهة، ونتائجها مدمرة للجمهورية ككل. فالقاء الحجز التنفيذي على كل اسهم وعقارات وموجودات مصرف فرنسبنك، والحجز على جميع موجودات فروع المصرف بما فيها الخزائن والاموال وختمها بالشمع الاحمر، أمران يسعران المواجهة القضائية – المصرفية، بما يؤدي الى ان يدفع المودعون الثمن، وما تبقى من سمعة للقطاع المصرفي . وقد بدأت معالم المواجهة تتظهر من خلال اعتذار “فرنسبنك” عن عدم امكان تلبية حاجات عملائه، ولا سيما دفع رواتب موظفي القطاع العام وسواهم. كما ان جمعية المصارف اصدرت بيانا تصعيديا ، ودعت الى جمعية عمومية قد تؤدي الى توقف المصارف عن العمل. فالى اين تريد المنظومة السياسية ان توصلنا في أدائها المدمر؟ لقد استباحت كل شيء، وقضت على كل شيء، وضربت القطاعات واحدا تلو الاخر. وها هي اليوم تستكمل سياسة الارض المحروقة عبر ضربها عصفورين بحجر واحد: القطاع المصرفي ومصالح الناس. فهل من يحرق الارض بوحشية ويثير الفوضى الشاملة قبل شهرين من الانتخابات، يريد الانتخابات حقا؟
إنتخابيا، بورصة الترشيحات أقفلت على 1043 مرشحا بينهم 155 مرشحة. وبعد اتضاح صورة الترشيحات فرديا، بدأت المرحلة الثانية التي تقضي بنسج تحالفات وتركيب اللوائح. معالم المرحلة رسمها بوضوح الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي قال بالحرف الواحد ان معركة حزب الله في الانتخابات المقبلة هي معركة حلفائنا وسنعمل لمرشحي حلفائنا كما نعمل لمرشحينا. المعني الاول بكلام نصر الله هو التيار الوطني الحر، وخصوصا ان نصرالله سمى بالاسم كسروان وجبيل والشوف وعاليه . وهذا يعني ان المعارك في المناطق ذات الاغلبية المسيحية والدرزية ستكون طاحنة، لأن حزب الله يريد ان يعزز وضعه فيها من خلال حلفائه. اما المعارك في المناطق ذات الاغلبية السنية فستكون اسهل على الحزب في ظل غياب نادي رؤساء الحكومات وقيادات الصف الاول. لكل هذا فان الانتخابات المقبلة ليست انتخابات اكثرية واقلية، بل هي انتخابات مصيرية ، فاذا لم تأخذ لبنان الى التغيير فانها ستؤدي الى الانهيار الكبير. لذلك ” التغيير بدو صوتك.. بدو صوتك.. وب 15 ايار اكيد فينا ”
انتهت مهلة الترشيحات، وانصرف المعنيون بالاستحقاق الانتخابي المقبل، من مرشحين وشركات إحصاء، وحتى سفارات، إلى إجراء القراءات اللازمة للأرقام، ولما تؤشر إليه حول النتائج، علما أن موعد الرابع من نيسان المقبل هو الأهم، حيث تنتهي مهلة تسجيل اللوائح، التي يحسم مجرد تشكيلها، جزءا كبيرا من النتائج.
وفي انتظار الخلاصات النهائية، يمكن تسجيل الملاحظات الثلاث الآتية:
أولا، تؤكد الأرقام أن القوى الحزبية المعروفة لا تزال المحرك الأساسي للعملية الانتخابية، سواء ضمن الطوائف والمذاهب، أو على مستوى الوطن، ولو أن بعضها لا يزال يعاني حتى اللحظة من صعوبات في إنجاز تشكيل اللوائح، ومع استثناء تيار المستقبل الذي علق المشاركة في الانتخابات النيابية، وتؤكد أوساطه يوميا التزامها بقرار الرئيس سعد الحريري، في مواجهة توجهات أخرى، عبر عنها الرئيس فؤاد السنيورة وآخرون.
ثانيا، تؤكد الارقام أن ما تروجه بعض الاوساط عن لامبالاة وطنية بالاستحقاق النيابي المقبل غير صحيح، بدليل الارتفاع الكبير بعدد المرشحين، ولاسيما ضمن الوسط السني. وإذا كان العدد الكبير نسبيا من السيدات المرشحات أمرا بالغ الدلالة والإيجابية، فمن الواضح أيضا وفق الارقام والاسماء، أن الاهتمام بالشأن العام من الزاوية السياسية بات عابرا لمختلف القطاعات والمهن، ويسجل في هذا الاطار العدد اللافت من المرشحين الإعلاميين والصحافيين.
ثالثا، تؤكد الارقام ان معظم الشعارات التي رفعت منذ 17 تشرين الاول 2019، والتي تحدثت عن انقلاب مجتمعي وتحول غير مسبوق، ثبت أنها غير واقعية، بدليل الاعداد الغفيرة من المرشحين الذين يزعمون الانتساب الى الحراك او الانتفاضة او الثورة، من دون أن تجمع بينهم مشاريع سياسية محددة، ولا حتى لوائح موحدة محتملة، بل مجرد تنافس انتخابي تقليدي، لا اكثر ولا اقل.
لكن، قبل الدخول في سياق النشرة، ولأننا على مسافة ستين يوما من الانتخابات النيابية، تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية.
يبدو أن “أم المعارك” ستدور في الصناديق المصرفية قبل وصولها إلى الاستحقاق الانتخابي من دون إغفال
تأثيرها على موعد الخامس عشر من أيار.
فقد ارتفع سقف المواجهة بين المودعين والمصارف إلى مستوى الشمع الأحمر واستنادا إلى قرار القاضية مريانا عناني فقد وصل مأمورا تنفيذ إلى الفرع الرئيس لفرنسبنك في الحمرا، وفرعه في ساسين لمباشرة إجراءات التنفيذ الجبري في الحجز على جميع الموجودات بما فيها الخزائن الرئيسة وختمها بالشمع الأحمر فضلا عن حجز جميع أسهم وعقارات وموجودات فرنسبنك وفروعه وشركاته في كل لبنان تمهيدا لطرحها في المزاد العلني في حال عدم رضوخ المصرف وتسديده الوديعة كاملة للمواطن عياد إبراهيم الذي أقفل البنك حسابه والتزم فرنسبنك قرار القاضي عناني معتذرا عن عدم إمكان تلبية حاجات عملائه، لاسيما دفع رواتب موظفي القطاع العام وغيرهم لكنه اشار إلى أن “المتقدم بالشكوى كان قد أغلق حسابه واسترجع وديعته كلها
الى هنا ظل الخبر متوقعا لكن جميعة المصارف رسمت خطوطها الحمر وسحبت من ودائعها بيانين من العملة التصعيدية الصعبة، فدعت في بيانها الملحق إلى اتخاذ التشريعات اللازمة للتعامل مع الأزمة المالية النقدية وعلى رأس هذه التشريعات قانون الكابيتال كونترول وإلا اضطرت المصارف إلى اتخاذ الإجرات التي تراها مناسبة.
أما في بيان التأسيس فحذرت الجميعة من أن المصارف لا يمكنها أن تبقى على الرغم منها في مواجهة مع المودعين ولا أن تكون ضحية مواقف شعبوية تصدر نتيجة تموضعات سياسية أو أن تتحمل تدابير غير قانونية صادرة بحقها
والتموضعات السياسية التي أشارت إليها جميعة المصارف باتت تعمل وفق نظام ” العلم والخبر ” عبر مجموعة محامين اختصوا بالمصارف بإشراف عهد المتصرفية الذي ترأسه القاضية غادة عون .
فإلى أين ستقود هذه المعركة وهل استرجاع حق مودع واحد ينهي أزمة مليون ونصف مليون من صغار المودعين في لبنان ؟
وعلى انقاض النظام المصرفي كان مجلس الوزراء ينعقد في جلسة هادئة قال خلالها الرئيس نجيب ميقاتي : أخشى أن يدفع المودعون الثمن فما يحصل في هذا الملف غير سليم والطريقة استعراضية خطرة ومن شأنها أن تقوض ما تبقى من ثقة بالنظام المصرفي وقد كلف مجلس الوزراء وزير العدل متابعة الملف ومن مفاعيل الجلسة إقرار خطة الكهرباء مع سلعاتا مقابل الهيئة الناظمة لهذا العام بدلا من العام المقبل ..وجرى تعديل الخطة بإضافة محطة على ساحل لبنان الشمالي واتخذ المجلس قرارا بهدم مبنى الأهراءات في مرفأ بيروت فيما كان أهالي الشهداء يدخلون منزل وزير العدل هنري خوري ويرسمون أسماء أبنائهم الضحايا على جدران المدخل غير أن الوزير خوري رأى أن اقتحام منزله غير مسموح به ..وليتوجه وليام نون الى العدلية.