نفذ فلاديمير بوتن تهديده واستفاق العالم على اطلاق الرئيس الروسي آلته العسكرية الهائلة لاجتياح أوكرانيا فجر اليوم وظهر سيف العقوبات الغربي عاجزا عن ردعه في استعادة حديقته الخلفية الجمهورية التي أسسها الزعيم السوفياتي لينين والتي تشكل الخاصرة الروسية الرخوة عند تخوم بولندا حيث تتركز الصواريخ الأطلسية.
فبعد ساعات على بدء الغزو الروسي من ثلاث جبهات وردت أنباء عن عمليات عسكرية في عموم أوكرانيا كما الاستعداد الروسي للاطباق على العاصمة كييف
قيصر القرن الحادي والعشرين يشعر ان اوكرانيا ستكون في قبضته خلال يومين وتنبع ثقة الرجل بنجاحه في تنفيذ حرب خاطفة من تجاربه السابقة مع الناتو منها غزوه لجورجيا عام 2008 والتي انتهت دون رد أطلسي ثم ضمه شبه جزيرة القرم عام 2014 دون أن يحرك الغرب ساكنا.
اما في لبنان الذي يملك حساسية عالية تجاه الحروب فهو يتطلع الى تجنب انعكاسات حرب أوكرانيا عليه خصوصا على مستوى الجالية اللبنانية هناك والبالغ عددها 3450 شخصا .
وفي هذا الاطار سجل تحرك لوزير الخارجية بين قصر بعبدا والسراي الحكومي للعمل الفوري على التنسيق من اجل سلامة الرعايا اللبنانيين في اوكرانيا والوقوف عللى اجراءات سلامة العودة.
وفي العودة الى الداخل اللبناني بيومياته الغارقة بالهموم المعيشية اليومية فان مجلس الوزراء سيعقد جلسة مخصصة لملف الكهرباء في القصر الجمهوري اضافة الى امور طارئة عند الثالثة من بعد ظهر غد الجمعة بعد اجتماع جديد للجنة الوزارية برئاسة رئيس الحكومة عقد عصر اليوم لاستكمال انجاز تفاصيل الخطة فيما كان المدير الاقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي ساروج كومار جاه يقول من السراي الحكومي اننا نرغب برؤية تبني خطة للكهرباء في أسرع وقت ممكن لأنها شرط أساسي للبنك الدولي من أجل تأمين التمويل للقطاع.
اما انتخابيا فأعلن وزير الداخلية بعد لقائه رئيس الجمهورية انه سيسلم مجلس الوزراء دراسة (الميغاسنتر).
في فيينا مسار انفراجي بحيث بات الاتفاق النووي قاب قوسين او أدنى من الولادة..
وفي أوكرانيا مسار حربي خطه إطلاق عملية عسكرية روسية واسعة في البلد الذي يرفض القيصر فلاديمير بوتين ان يكون قاعدة للناتو على حدود بلاده.
القادة الغربيون من جو بايدن إلى بوريس جونسون وإيمانويل ماكرون نددوا بالعملية الروسية وتوعدوا بفرض عقوبات صارمة على موسكو ومحاسبة الكرملين… ولكن هل يتورطون عسكريا في المستنقع الروسي – الأوكراني؟؟.
في التداعيات الاقتصادية والمالية للحدث الروسي – الأوكراني تراجع البورصات وإرتفاع أسعار الغاز والنفط والذهب.
وبالنسبة للقمح فقد بلغ سعره مستوى غير مسبوق في جلسات التداول بالبورصات الأوروبية ولاسيما أن أوكرانيا تعرف بسلة الخبز في أوروبا.
أما في روسيا فقد علقت بورصة موسكو جميع التداولات وقرر البنك المركزي التدخل لضبط سوق الصرف ولكن ذلك لم يحل دون هبوط الروبل الروسي.
اللبنانيون الغارقون في همومهم السياسية والاقتصادية والمعيشية حتى أذنيهم يتابعون الحدث الأوكراني – الروسي ويسأل بعضهم عما إذا كان بلدهم سيتأثر بتداعيات هذا الحدث أقله من ناحية واردات القمح من أوكرانيا.
الأجهزة اللبنانية المعنية طمأنت إلى ان ليس هناك ما يدعو إلى القلق من أزمة قمح مشيرة إلى ان هناك مخزونا يكفي لنحو شهرين وموضحة ان ثمة الكثير من الخيارات من بينها الاستيراد من الهند.
وعلى المستوى الداخلي اللبناني إنشغالات اضيفت اليها الشؤون الأمنية في ضوء الكشف عن إحباط مخطط إرهابي داعشي.
هذا وقد أفادت معلومات للNBN أن اللجنة الوزارية لخطة الكهرباء انتهت دون اي اتفاق ومصير جلسة مجلس الوزراء غدا لم يعرف بعد.
في موضوع الانتخابات النيابية أحال وزير المالية على الأمانة العامة لمجلس الوزراء مشروع مرسوم مرفقا بمشروع قانون يرمي الى فتح اعتماد اضافي استثنائي في موازنة العام 2022 بقيمة 320 مليار ليرة في موازنتي وزارتي الداخلية والخارجية لتغطية النفقات الانتخابية.
يذكر ان مشروع موازنة 2022 في طريقه إلى قصر بعبدا ليمهر بتوقيع رئيس الجمهورية تمهيدا لإحالته على مجلس النواب وذلك بعدما وقعه رئيس الحكومة ووزير المالية.
روسيا تغزو أوكرانيا، وأميركا وأوروبا يستنكران ويلوحان بعقوبات.
بوتين يغزو أوكرانيا وبايدن يصلي من أجل الضحايا.
غزو روسيا لأوكرانيا هو أول وأكبر هجوم من دولة على أخرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: “سوف نعمل جاهدين من أجل نزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من الفكر النازي”.
الرئيس الأوكراني في المقابل يعلن أن “روسيا بدأت طريق الشر لكن أوكرانيا ستدافع عن نفسها ولن تسلم حريتها”.
لكن يبدو أن هدف الحرب أبعد من ذلك، مسؤول دفاعي أمريكي كبير كشف أن الولايات المتحدة ترى أن الغزو الروسي لأوكرانيا يهدف إلى قطع رأس الحكومة الأوكرانية وإرساء أسلوبهم الخاص في الحكم، وأن أحد محاور الهجوم الرئيسية الثلاثة يتركز على العاصمة كييف.
هذا يعني، وفق ما هو معلن، روسيا تريد تغيير السلطة في أوكرانيا لتحل محلها سلطة موالية لها. الولايات المتحدة والغرب يتصرفان كمراقب، وأقصى ما لوحوا به حتى الساعة هو العقوبات الإقتصادية، لكن بوتين الذي “ضبضب” الاحتجاجات في كازاخستان في ثمان وأربعين ساعة، وتحمل الإدانات والإستنكارات، اعتاد على الإستنكارات والإدانات، لكنه وضع يده على أوكرانيا، والغرب يتفرج.
ما هو المدى الذي سيبلغه بوتين؟ ما هو المدى الذي ستبلغه ردة الفعل الأميركية والأوروبية؟ من المبكر جدا إعطاء الأجوبة، ولكن ما هو مؤكد أن بوتين اتخذ المبادرة وان بايدن وحلفاءه الأوروبيين ربما ينتظرون المدى الذي سيبلغه الغزو الروسي لأوكرانيا التي حتى الآن، دفعت الثمن.
لبنان، كما العالم، يترقب ما سيؤول إليه الوضع في أوكرانيا، خصوصا أن هناك جالية لبنانية كبيرة عالقة هناك.
لبنانيا، يتحرك الوضع بين ملفي الأوضاع الإقتصادية والإنتخابية، في جديد الأوضاع الإقتصادية، يبدو أن خطة الكهرباء تعثرت، وهذا ما تأكد وفق معلومات الـ LBCI إثر اجتماع اللجنة الوزارية في السرايا الحكومية.
وفي الأوضاع الإنتخابية، رصد لحركة الرئيس فؤاد السنيورة لما لها من انعكاسات على الساحة السنية.
ما يجري مرحلة اولى من غزو روسي لاوكرانيا يهدف الى اسقاط حكومة كييف وتنصيب بديل عنها..
هذا ليس تحليلا لاحد المراسلين المتابعين للاحداث وانما للبانتاغون الاميركي الذي وعد الرئيس الاوكراني بقوة الحلف الاطلسي وخيرات الحلف الاوروبي، والسلاح الاستراتيجي لكسر المارد الروسي.
هي حال الخيانة التي تحدثت عنها الحكومة الاوكرانية، ولكن ليس من بلاروسيا او روسيا كما يدعون، وانما ممن حرضهم واستغلهم فصدقوه، ووعدهم بالدفاع عنهم الى حد الجنون، ومدهم بكل ما يتمنون، فكانت النتيجة تعدادا اوروبيا اميركيا للمناطق المتساقطة تحت سيطرة القوات الروسية التي أكد رئيسها فلاديمير بوتن ان ما يجري لا مفر منه، وان لا نية لروسيا بالحاق الضرر بالاقتصاد العالمي.
حرب لم تشهدها اوروبا منذ العام الف وتسعمئة وتسعة وثلاثين كما يقول كبار المتابعين، فيما تشهد الاراضي الاوكرانية على دفن العنجهية الاميركية وما يسمى حلفا اوروبيا سقطت كل قوته امام قوة القرار الروسي.
ميدانيا وصلت طلائع الجيش الروسي الى تخوم العاصمة الاوكرانية كييف، وبلا قتال حقيقي تتقدم القوات التي لا تجد حيلا ولا قوة لدى من يواجهها، فيما وجهة الرئيس زالنسكي الصراخ والعويل عسى ان يسمعه الاميركي الحليف..
وعلى مسمع ومرأى الاوروبيين والاميركيين ارتفاع جنوني باسعار النفط والذهب والقمح ، وانهيارات في البورصات الاوروبية وحتى الاميركية، وتحذير من صندوق النقد الدولي من تداعيات عالمية خطيرة، اما البورصة السياسية فتسجل الى الآن اكبر انتكاسة للامبروطورية الاميركية، اين منها مشاهد الهروب الكبير من افغانستان .. في اشهر معدودات نموذج زالنسكي الاوكراني بعد عبد الغني الافغاني، فهل يتعظ المراهنون على الاميركي ؟
وفيما بعض السياسيين اللبنانيين عالقون عند التبعية للموقف الاميركي معلنين من منصة الحياد ادانتهم لروسيا، كانت السلطات اللبنانية حتى ساعات قليلة تحيد نفسها عن ازمة اللبنانيين العالقين في اوكرانيا، وجلهم من الطلاب. فهؤلاء محاصرون ليس من الحرب فحسب، وانما من البنوك اللبنانية التي نهبت اموال ذويهم، وتمنع عنهم الدولار الطلابي، فباتوا عالقين هناك وبلا اموال ..
بحزام ناسف لأمن أوروبا واميركا العظمى ، دخل فلاديمير بوتين الحرب ولم تنفع كل الوسطات والاتصالات في لجم النيران المتصاعدة من صناديق التخزين العسكرية في أوكرانيا وعلى قاعدة: الدبلوماسية بلا قوة تشبه الموسيقى بلا آلات عزف ضابط الإيقاع الروسي على الطبول العسكرية وقاد أوركسترا الجيوش والمظليين في مشهد عالمي جديد هو الأخطر أوروبيا منذ عام خمسة وأربعين تصرف سيد الكرملين وكأن أوكرانيا خنجر أميركي أوروبي في خاصرة روسيا الرخوة ولم يعبأ لا بالوقائع الجديدة ولا بالمثاليات أو بنتائج ثورات الشعوب الملونة وفي المقابل أسقط الغرب حساسية الجغرافيا والتاريخ وتجاهل عمدا مخاوف موسكو من المس بأمنها القومي عبر مد حدود الناتو إلى عمقها الحيوي وبدلا من القبول بأوكرانيا دولة حياد إيجابي بين قارتين كانت الولايات المتحدة تزرع على أرض الاتحاد السوفاتي السابق رادار الأطلسي وتصمم مع حلفائها هيكلا للأمن الأوروبي لا دور لموسكو فيه ولا رأي لها، بل على حسابها هي الحرب التي بدأت للتو وقد جاءت حصيلة ثلاثين عاما من التجاذب بين الغرب وروسيا وبخطوته الحالية يسعى بوتين لقلب النظام العالمي وفرض حضور بلاده في بقعة كانت منشأ الاتحاد كييف وفي ثاني خطاب له بعيد أصوات الفجر الصاروخية قال الرئيس الروسي إن ما يحدث الان هو إجراء اضطراري ولولا إقدامنا على هذه الخطوة لواجهنا تهديدا، لا أعرف كيف كانت دولتنا ستستمر من بعده ومع أولى رشقات النار على إقليم دونباس دعا بوتين العسكر الأوكراني إلى إلقاء السلاح والعودة الى المنازل وفيما خاطب بوتين العالمين الأميركي والأوروبي بلغة أمر اليوم كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستعيد شخصيته كممثل كوميدي وينشر على فيسوك عبارة ورثها من وزير الصحة اللبناني السابق حمد حسن “لا داعي للهلع” لكن بالاوكراني ولدى طلب المساعدة من الحليف الرئيس الاميركي جو بايدن لم يحصل سوى على عبارة “إن الغزو الروسي غير مبرر”، أما البنتاغون فقد اضطلع بدور عد الضربات وسجل عنده أن روسيا تركز على الأهداف العسكرية والدفاعية وتتقدم من ثلاثة محاور، وأن القتال الأعنف يدور في محيط مدينة خاركيف وداخلها وكمن ينشر بيانا عن خسائر الحرب قال البنتاغون: القوات الروسية تتقدم في اتجاه كييف، وتقييمنا هو أنها تسعى لشل حكومة أوكرانيا، وتنصيب حكومة بديلة ولعل الموقف الاقسى جاء من بريطانيا التي أوقفت كل معاملات روسيا في نظامها المالي لتبقى إسرائيل المخيرة بين روسيا وأميركا وهذا سوف تترتب عليه حسابات جديدة في الميدان السوري أما تركيا فلم يعد بإمكانها إمساك العصا من الوسط فإما أن تغض الطرف عما تفعله روسيا وإما أن تعود جناحا متقدما كعضو فاعل في حلف الأطلسي على جبهته الجنوبية عند البحر الأسود وأسهل المواقف وأسرعها كانت عند البحر المتوسط في دولة لبنان التي اختارت اوكرانيا حيث دانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية اجتياح الأراضي الأوكرانية ودعت روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فورا وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة مثلى لحل النزاع القائم وفيما امسكت روسيا بمحطة تشرنوبيل النووية كان الرئيس فؤاد السنيورة يسيطر على تشرنوبيل انتخابية في بيروت وان بوقوع ضحايا من بيت المستقبل الذي اصبح من الماضي لديه وهو سعى اليوم لانتزاع شهادة مصدقة من دار الفتوى، قائلا إذا كان أحد قلقا من ترشحي فدعوه يزداد قلقا وفي انتظار أن يعلن السنيورة اجتياح كييف الثانية فإن حلفاءه في العاصمة ينتظرون حلف الاطلسي الانتخابي ليبنوا على الاقتراع مقتضاه من معراب الى البسطة التحتا ويشكلوا حلفا مكلفا عزل حزب الله .
تحركت روسيا عسكريا، فحرك العالم العقوبات. أما المدى الذي يمكن ان تبلغه الأزمة، فينقسم المتابعون حياله بين من يتنبأ بتوسع نطاق الأزمة عسكريا، ومن يعتبر أن الأمر سيقتصر على العقوبات، التي تعني عمليا إعتراف العالم بالأمر الواقع الجديد الذي كرسه فلاديمير بوتين. وفي غضون ذلك، حبس الأنفاس سيد الموقف، نظرا لما للتصعيد المستجد من تداعيات على المستوى الدولي، سياسيا من خلال مستقبل العلاقات بين روسيا والغرب بركنيه الأوروبي والأميركي، واقتصاديا عبر انعكاس التطورات الميدانية في اكثر من اتجاه. أما لبنان الذي له في كل عرس قرص، ولكل تطور خارجي ثمن، فمن الواضح أن عنواني المرحلة في هذا الموضوع هما المحروقات والقمح، اللذين يحتلان مركزا ثانويا أمام أولوية متابعة أوضاع الجالية اللبنانية في اوكرانيا، التي شكلت الشغل الشاغل لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين.
لكن، قبل الدخول في العناوين المطروحة، وابرزها انتخابيا اليوم موضوع الميغاسنتر الذي جدد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المطالبة به، في وقت أبلغ وزير الداخلية بسام مولوي الرئيس عون بأنه سيسلم رئاسة الحكومة غدا الدراسة التي أعدها في هذا الشأن، ولأننا على مسافة ثلاثة أشهر تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019.
تذكروا مثلا، مين كان يحذر من تداعيات ملف النزوح السوري من اليوم الأول للأزمة السورية، ومين كان بالمقابل يوجه اتهامات عشوائية بالعنصرية، لكل مطالب بتنظيم الموضوع وضبطو، حتى ما يتحول لقنبلة انسانية واقتصادية موقوتة على ارض لبنان.
وما تنسوا ابدا، انو جزء اساسي من مأساتنا الاقتصادية والمالية اليوم انما سببو وجود عدد ضخم من النازحين السوريين على الارض اللبنانية، ما يرهق الاقتصاد اللبناني بشكل لا قدرة للبناني على تحملو.
ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية”.
مرة جديدة، فلاديمير بوتين هو الحدث. معظم التوقعات كانت تشير الى ان الرئيس الروسي يهول ولن ينفذ، وانه يرفع العصا في وجه اوكرانيا لكنه لن يضربها بها. لكن، كالعادة، بوتين كذب التوقعات. فالتهديد الروسي المتواصل منذ فترة تحول هجوما شبه شامل اليوم. الالة العسكرية الروسية تتحرك في كل الاتجاهات ، فيما العالم واقف جامد : اما ليتفرج، او ليندد وليعاقب. لكن ما تأثير التنديد والعقوبات على رجل كبوتين لا يريد ان يكون رئيس روسيا فحسب، بل يحلم ليل نهار ان يستعيد مجد امبراطوريتين: امبراطورية القيصر وامبراطورية الاتحاد السوفياتي؟ من هنا فان الحرب التي بدأت لن تتوقف قريبا، وتحديدا قبل ان يحقق بوتين اهدافه منها، وهي ليست قليلة . اذ تبدأ بتدمير البنى التحتية العسكرية الاوكرانية لتنتهي ربما باسقاط النظام . والمشكلة ان بوتين في حربه لا يعاقب اوكرانيا فقط، بل يريد ايضا ان يعاقب المنظومة الغربية وعلى رأسها اميركا، التي ارست بعد تفكك الاتحاد السوفياتي نظاما امنيا استراتيجيا لم يعترف بروسيا كقوة عظمى . هكذا فاوكرانيا الواقعة بين روسيا من جهة ودول الناتو من جهة ثانية ثانية تدفع اثمانا باهظة عن ذنب لم تقترفه وعن جريمة لم ترتكبها. انها مرة جديدة لعنة الجغرافيا. ترى، الا تذكر لعنة اوكرانيا هنا بلعنة لبنان؟
ولبنان، الذي له في كل عرس قرص ، لن يكون بمنأى عن تداعيات الحرب على اوكرانيا. فاسعار المحروقات سترتفع ، وسيصل سعر صفيحة البنزين الى 400 الف ليرة . كما ان الازمة الاوكرانية ستعيد التذكير بالمصير الاسود لاهراءات مرفأ بيروت . فلبنان يستورد معظم قمحه من اوكرانيا . وقبل تفجير المرفأ كان المخزون يكفي لخمسة اشهر تقريبا. اما اليوم فهو لا يكفي لاكثر من شهر ونصف الشهر. فهل يدفع لبنان واللبنانيون ثمن تفجير المرفأ والاهراءات مرتين؟ سياسيا ، كان لافتا جدا ما قاله الامين العام لحزب الله في اطلالته التلفزيونية امس . فهو اعتبر ان المقاومة حاليا اقوى من اي وقت مضى ، وان جمهور المقاومة هو اكبر جمهور في لبنان . فمن اين اتى حسن نصر الله باحصائياته هذه ؟ والا يدرك ان معظم اللبنانيين صاروا معارضين للحزب بعدما اكتشفوه على حقيقته في ? ايار وفي يوم القمصان السود وفي يوم غزوة عين الرمانة؟ ثم الا يدرك ان قوة المقاومة كانت في بعدها العربي ان في العام2000 او في العام 2006 اما اليوم فالعرب شيطنوا الحزب بعدما عانوا تصرفاته وتدخلاته بدءا من سوريا وصولا الى اليمن. فعن اي قوة غير مسبوقة يتحدث نصر الله اذا ؟ على اي حال التغيير آت ، وهو تغيير لن يتحقق الا عبر الانتخابات . لذلك ايها اللبنانيون ، كونوا على الموعد في الخامس عشر من ايار ، وعند ساعة الحقيقة اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.