وجّه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ببدء عملية ترميم مئة أسطوانة نادرة تضم تسجيلات غير منشورة من تلاوات الشيخ محمد رفعت، الملقّب بـ”قيثارة السماء” وأحد أبرز أعلام التلاوة في مصر والعالم العربي.
وجاء قرار شيخ الأزهر خلال لقائه في مشيخة الأزهر هناء حسين رفعت، حفيدة الشيخ محمد رفعت، بعد العثور مؤخرًا على هذه الأسطوانات التي تمثّل نسبة كبيرة من التسجيلات المتاحة لصوت الشيخ الفريد، والتي لم تُذع من قبل منذ تسجيلها في بدايات القرن العشرين.
وأوضح بيان للأزهر أنّ هذه الأسطوانات الشمعية الهشة كانت مُعرّضة للتلف بفعل الزمن، وأن عملية الترميم ستجري وفق أحدث التقنيات العالمية، ما سيُسهم في رفع نسبة التلاوات المتاحة للمصحف المرتل بصوت “قيثارة السماء” إلى أكثر من 70% لأول مرة في التاريخ.
ويُعد الشيخ محمد رفعت (1882–1950) أحد أعظم القرّاء في تاريخ التلاوة المصرية والعربية، وُصف بصوت “يبكي الحجر” لما اتسمت به قراءاته من خشوع وعذوبة وتأثير عميق. ويعتبر “أبا القراء” ومؤسس المدرسة المصرية الحديثة في القراءة المرتلة والمجوّدة، حيث بدأ تسجيل تلاواته على أسطوانات منذ عام 1907.
وأكد شيخ الأزهر خلال اللقاء أنّ الأزهر الشريف لن يدخر جهدًا في حفظ تراث الشيخ محمد رفعت وصونه ونشره بالصورة التي تليق بمكانته، انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التاريخية في حماية التراث القرآني لكبار المقرئين.
كما كلّف الإمام الأكبر القيادات المختصة في الأزهر بدراسة إطلاق مشروع شامل لجمع وحفظ تراث كبار القرّاء المصريين، والتواصل مع الجهات المعنية داخل مصر وخارجها لجمع ما لم يُنشر من تلاواتهم وتوثيقها، حفاظًا عليها للأجيال القادمة.
وتبيّن من الفحص الأولي أنّ الأسطوانات المكتشفة، والبالغ عددها نحو 100 أسطوانة، تحتوي على تلاوات نادرة وغير منشورة للشيخ رفعت، مما يشكّل إضافة نوعية للرصيد الصوتي لهذا العلم .
