| نادين نجار |
تأتي هذا العام ذكرى مجزرة قانا التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق الأبرياء والأطفال من أبناء الجنوب الصامد في وقت يشن فيه العدو نفسه، هجوماً مماثلاً لما حصل في الماضي، في غزة وجنوب لبنان بدعم أميركي وصمت دولي، وسط تزايد وتسارع في وتيرة الإعتداءات ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة من مجاعة لمدة أشهر، ونزوح قسم كبير من سكان جنوب لبنان بسبب الإعتداء اليومي للعدو الإسرائيلي على بلدات وقرى مختلفة.
يستمر العدو الإسرائيلي في إرتكاب الجرائم الوحشية، ونستمر نحن الأجيال الشاهدة على هذه الجرائم بتوثيقها، فتكون المخزن الذي لا ينضب ليعزز إيماننا بشرعية القضية التي نؤمن بها، ويبقى في التاريخ مجازر وجرائم يتفوق فيها الصهاينة على أنفسهم من ناحية القدرة على إستهداف الأبرياء، فتحفر في ذاكرتنا ويصبح الشهداء الذين تمهد دماؤهم الطريق نحو التحرير أيقونة نستذكرها كل عام، ونجدد فيها مقاومتنا ضد عدو الحجر والبشر.
نفذ العدو الإسرائيلي في “قانا” مجزرتين من أفظع وأكبر المجازر في التاريخ، الأولى عُرفت بمجزرة قانا الأولى حيث شن العدو الإسرائيلي هجوماً على جنوب لبنان في عملية أسماها بـ “عناقيد الغضب” في نيسان عام 1996، وعلى إثر القصف العنيف والمروع، لجأ مئات اللبنانيين معظمهم من النساء والأطفال هرباً من جحيم القصف إلى مركز تابع لقوات الأمم المتحدة بقرية قانا، ظناً منهم أنها ستحميهم.
ظن الناس حينها، أن وجودهم في مركز الأمم المتحدة سيمنع الكيان الصهيوني ملاحقتهم وقتلهم في مركز أممي، محمي بموجب القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.
وفي 18 نيسان الساعة الثانية بعد الظهر، صوّب الإحتلال الإسرائيلي مدفعيته نحو الكتيبة التابعة للأمم المتحدة حيث يحتمي مئات المدنيين فقتلت منهم 106، وأصابت نحو 150 شخصاً بجروح وإصابات بدنية ونفسية متفاوتة الخطورة.
استخدم العدو خلال ذلك العدوان الذي استمر أسبوعين، جميع قطاعات الجيش البرية والبحرية والجوية، ووصل عدد الشهداء نتيجة المجزرة الأولى إلى 175 شهيداً و300 جريح، ونزوح عشرات الآلاف، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في المنشآت.
هي المجزرة التي تطلب إعطاء حصيلة نهائية لعدد شهدائها شهرين من الوقت، والتي تركت جروحاً وندبات تروي في كل ساعة همجية الأيدي الإسرائيلية التي نفذت المجزرة بالآمنين العزل، والتي سنبقى كل عام نستسذكر صورها، التي كانت الشاهد الأبرز على إجرام لا مثيل له.