/خلود شحادة/
تتجه الأنظار الى الرابع عشر من شباط. المحطة التي يُنظر إليها على أنها “مفصلية” في تحديد المسار السياسي لقيادة تيار المستقبل. فضلاً عن أنها قد تشكل خريطة جديدة للتوازنات داخل المستقبل وفي الشارع السني.
النقاش يتركّز اليوم حول احتمال مشاركة الرئيس سعد الحريري في هذه الذكرى عند الضريح، وكذلك احتمال مشاركة شقيقه بهاء في الذكرى.
المعطيات المتوافرة تحمل تناقضاً حول هذين الاحتمالين، فثمة من يجزم أن الرئيس سعد الحريري سيكون حاضراً قبل 14 شباط في بيروت للمشاركة، وثمة من يحسم في المقابل أنه سيكتفي ببيان من أبو ظبي في الذكرى.
كذلك الأمر بالنسبة لبهاء. ترقّب لاحتمال أن تكون انطلاقته السياسية من محطة 14 شباط. خاصة أنه وفي خطابه الأخير، ركّز على أنه سيكمل مشروع “رفيق الحريري”.
لكن اللافت، أنه لا توجد تحضيرات واضحة، لا في بيئة المستقبل، ولا بالنسبة لبهاء. فقبل أقل من أسبوع، يسود الهدوء التام في هذا السياق، ولا يظهر ما يوحي أن هناك تحضيرات شعبية أو لوجستية، أو حتى إعلامية لمشاركة أي من “الأخوين” الحريري.
في ساحة الشهداء صقيع سياسي مغير لحرارة الملف، من دون معرفة الخلفيات التي “تحافظ” على هذا الصقيع.
هذا النقاش يقود الى مسارين.
المسار الأول، يوحي بأن تراجع حماس بهاء الحريري السياسي، في الساحة اللبنانية خلال الأيام الماضية، يعود الى استنتاج الجهة الداعمة له أن بهاء ليس على قدر طموحهم الانتخابي في الساحة السنية، بناء على المعطيات التي ظهرت بعد اعتكاف “سعد” وإعلان بهاء خوض المعركة.
أما المسار الثاني، فيشي أن بهاء ربما اشتمّ رائحة تأجيل الانتخابات النيابية من أيار الى أجل غير مسمى، لذا قرر الهدنة.
هذه الإشارة وحدها، شكلت لجمهور سعد الحريري وبعض المقربين منه، ما هو أقرب الى اليقين بزوال “الفيتو” الذي كان يمنع سعد من العودة، وإمكانية قيادته من جديد لتيار المستقبل والانتخابات المقبلة، على حد سواء.
وما عزز هذا الاتجاه، زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي الى الرياض، يائير لامبيرت، وكان لافتاً أن السفارة الأميركية تعمدت توزيع بيان عن حضور لبنان في اللقاء مع وزير الخارجية السعودي.
هذا المخاض الذي يسبق محطة 14 شباط، ولّد ضبابية أدت الى ارتباك القوى والشخصيات السياسية، السنية وغير السنية، التي انتعشت طموحاتها لوراثة سعد الحريري.
وعلى بعد أيام من ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لا يبدو أن أحداً يمتلك معلومات حاسمة حول صيغة احياء الذكرى، التي لأول مرة من 17 عاماً، يسودها الغموض من ناحية حضور الرئيس الحريري فيها. وهذا ما يعكس التخبط الحاصل في قيادة المستقبل.
واذا كان الرهان مرتفعاً على 14 شباط، كمحطة مفصلية لتحديد معالم قيادة جمهور “رفيق الحريري”، فانّ التأثير أيضاً سينسحب على باقي الساحة السنية على المستويين السياسي والجماهيري. ويتمدد هذا التأثير الى باقي المكونات السياسية في لبنان.
البعض يعتبر أن 14 شباط ستحدد ما اذا كانت الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها أم لا. فهل سيتبلور في هذا اليوم الجواب الحاسم حول مصير الانتخابات؟