لا تقتصر ميزة الحفاظ على الأسرار بأنها فضيلة، بل وهي من الأخلاقيات الاجتماعية، وإنما تبيّن أن لها فائدة شخصية!
وكشفت دراسة جديدة أن الحفاظ على الأسرار، ولو لفترة قصيرة، يساهم في تحفيز عناصر السعادة لدى كاتم الأسرار، بحسب “دايلي ميل”.
وجنّد فريق من جامعة كولومبيا أكثر من 2500 شخص للمشاركة في دراستهم، والتي تضمنت سلسلة من التجارب، وفي إحداها، عُرض على المشاركين لائحة تضم نحو 40 نوعاً شائعاً من الأخبار الجيدة، بما في ذلك عناصر مثل توفير المال، وشراء هدية لأنفسهم أو تخفيض دين.
وطُلب من البعض أن يفكروا في الأخبار السارة التي يحتفظون بها سراً، في حين أن آخرين يفكرون في الأخبار الجيدة التي لم تكن سرية.
واكتشف الفريق أن الأشخاص يحملون في المتوسط ما بين 14 إلى 15 خبراً ساراً، لكنهم يحتفظون بخمسة أو ستة منها سراً.
وأفاد المشاركون الذين فكروا في أسرارهم الإيجابية، أنهم يشعرون بمزيد من النشاط مقارنة بالمشاركين الذين فكروا في أخبارهم الجيدة التي لم تكن سرية.
وفي تجربة أخرى، طُلب من المشاركين اختيار خبر من المرجح أن يحدث لهم في المستقبل القريب.
وطُلب من إحدى المجموعات أن تتخيل أنهم احتفظوا بأخبارهم الجيدة سراً حتى يخبروا شريكهم في وقت لاحق من اليوم، وتخيل الباقون أنهم غير قادرين حالياً على الوصول إلى شريكهم وبالتالي لم يتمكنوا من إخبارهم إلا في وقت لاحق من اليوم.
وتبين أن الأشخاص الذين تخيلوا “الرغبة” في إخفاء المعلومات لجعل الكشف مفاجئاً، كانوا أكثر نشاطاً مما كانوا عليه عندما لم يتمكنوا من الكشف عن المعلومات بسبب عوامل أخرى.
وقال المعد الرئيسي للدراسة مايكل سليبيان: “على الرغم من أن الأسرار السلبية أكثر شيوعاً بكثير من الأسرار الإيجابية، إلا أن بعض مناسبات الحياة الأكثر بهجة تبدأ كأسرار، بما في ذلك عروض الزواج السرية والحمل والهدايا المفاجئة والأخبار المثيرة”.
ووجد تحليل لتجربة أخرى أن الناس يحتفظون بالأسرار الإيجابية على وجه الخصوص، لأسباب شخصية، وليس لأنهم يشعرون بأنهم مجبرون بسبب الضغوط الخارجية على إبقاء المعلومات مخفية.
وقال سليبيان: “غالباً ما يحتفظ الناس بالأسرار الإيجابية من أجل متعتهم الخاصة، أو لجعل المفاجأة أكثر إثارة. ويبذل الناس أحياناً جهوداً كبيرة لتنسيق الكشف عن سر إيجابي لجعل الأمر أكثر إثارة. وهذا النوع من المفاجأة يمكن أن يكون ممتعا للغاية”.