| روان فوعاني |
عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى.
تدمير مجنون للأبنية والشوارع.
بركان الدم ينشر “حممه” على كل الكرة الأرضية من بقعة صغيرة فيها.
رائحة الموت تنتشر في كل أصقاع الأرض.
بكاء الأطفال وصراخ النساء بلغ عنان السماء.
لم يعد بإمكان “العالم الحر” إخفاء الجريمة و”قمع” الخبر.
لم يعد “العالم المتحضّر” قادراً على تغطية الوحشية والهمجية الصهيونية.
تسرّب خبر المجازر إلى الناس الذين تمرّدوا على الأنظمة التي ترتدي “أقنعة الإنسانية” بينما تغطّي القاتل الصهيوني.
خرج الناس إلى الشوارع في العالم.
من لم يسمع صراخ الأطفال وأصوات الصواريخ في غزة، بسبب قمع الحريات في وسائل الإعلام العالمية، وفي وسائل التواصل الاجتماعي.. سمع الهتافات التي ردّدت الشعارات المنددة بالمجازر.. وكذلك الأغاني الثورية القديمة التي أعادت إلى الذاكرة مراحل نضالية من التاريخ، وأغانٍ ثورية حديثة ترتبط مباشرة بالعدوان على غزة.
المسألة طبيعية، فمنذ أقدم المدنيات، كانت القصائد والأهازيج تعبّر عن واقع اجتماعي أو سياسي.
كما كانت الشعوب تتوج فتوحاتها ووقائعها الحربية وانتصاراتها وهزائمها وكوارثها وفواجعها، بالموسيقى والأناشيد، حيث تؤلف من جمهورها الحاشد صوتاً واحداً مؤلفاً من مئات ألوف الأصوات رجالاً ونساء، كهولاً وأطفالاً.
في العدوان على غزة، سجّل العديد من الفنانين العرب والأجانب تعاطفهم عبر أغان متنوعة، وذلك لأن الموسيقى والأناشيد الوطنية هي أصدق ترجمان، وأفصح معبر عن المشاعر والأحاسيس التي تمر بها الحشود الثائرة والجماهير الغاضبة، المتوثبة إلى نصر مأمول.
وأبرز إبداعات الفن العالمي في دعم غزة، تتمثل في إعادة غناء الأغنية السويدية الشهيرة “Leve Palestina”، أو “تعيش فلسطين”، حيث أنشدها ملايين المناصرين لغزة في أغلب ميادين عواصم دول أوروبا والمدن الأميركية.
وأكد نشطاء أن تلك الأغنبة إنتاج عام 1978، وكتبها ولحنها الفلسطيني جورج توترى، الذي هاجر للسويد بعد حرب1967، وأداها وفرقته ” KOFIA”، التي أسسها عام 1972.
لكن المقطع المنتشر الآن وغناه الملايين في ميادين العالم نصرة لغزة بصوت المطربة السويدية كروسا ساينسمن، والتي غنتها في تجمع مناصر لفلسطين بالعاصمة السويدية ستوكهولم.
وأدت مطربة بلجيكية بصوتها الأنشودة الفلسطينية الشهيرة “أنا دمي فلسطيني”.
وأطلق المغني البريطاني، غاريث هویت، الشهر الماضي، أغنيته رفضاً للعدوان على قطاع غزة وجاءت “اسمي فلسطين”.
وأطلق نحو 25 مغنياً عربياً أغنية “راجعين”، مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وهي الأنشودة التي تفاعلت معها الفنانة الأمريكية كيلاني، وشاركتها عبر صفحتها على موقع إنستغرام.
وفي مصر، قام مجموعة من الشباب الهواة المصريين، بتأليف وأداء، أنشودة باللهجة “الصعيدية” المنتشرة في جنوب مصر، والتي لاقت تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع جميل كلماتها وبساطة الأداء.
بل إن بعض الأفراح المصرية تحولت إلى مظاهرة في حب فلسطين، حيث نشر البرلماني المصري السابق طلعت خليل، مقطعاً مصوراً من حفل زفاف نجله، يغني فيه العروسان والحضور أغنية “أنا دمي فلسطيني”.
ودفعت جرائم الاحتلال، طلاب بعض المدارس والمعاهد الدينية في مصر للغناء لغزة وفلسطين، وهي الأعمال التي من بينها إنشاد الطالبة إسراء علاء، “أنشودة أقصانا يا أقصانا”.
ودعماً لطوفان الأقصى، وكرد فعل لردود الفعل العربية الرسمية المخيبة لآمال الفلسطينين، أدى الناشط تامر جمال أبياتا من قصيدة الشاعر العراقي أحمد مطر.
ومنذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، قدم البعض أعمالاً فنية جديدة بجهد فردي دعما لقضية فلسطين، فيما أعاد آخرون نشر مقاطع لأغان حماسية ووطنية قديمة ومدافعة عن فلسطين.
ومن بين أكثر الأغاني تداولا الآن بالتزامن مع “طوفان الأقصى” والاعتداء الإسرائيلي، أغنية “وين الملايين”.
وفي لبنان، نشر 3 شبان كوميديين على وسائل التواصل الإجتماعي، فيديو يغنون فيه أغنية “وين الملايين” لكن على طريقتهم الخاصة، وأرفقوه بعنوان: “الأصلية كانت رسالة للشعوب، هذه النسخة الساخرة هي للأنظمة”.
وتفاعلت جماهير الكرة العربية مع قضية غزة، وأطلقت الأغاني والأناشيد والهتافات في الاستادات بالبطولات المحلية والقارية الأفريقية، وبينها غناء جماهير الرجاء المغربي أغنية “رجاوي فلسطيني”، وجماهير الأفريقي التونسي، أغنية “غزة في البال”.
https://youtu.be/hubvbzil3z8وطرح العديد من المطربين الكبار والشباب أعمالاً فنية جديدة، فيما قدم بعضهم أغاني شهيرة بأصواتهم بالتزامن مع المجازر الدموية للاحتلال، وسجل العراقي كاظم الساهر، أغنيته الجديدة باللغة الإنجليزية “Hold Your Fire” أو “أوقفوا الحرب”، من ألحانه، وكلمات توم لو.
وفي 13 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، طرحت الأردنية ديانا كرزون، أغنية “الشعب البطل” من كلمات سعيد العجيمي، وألحان محمد بشار.
وأطلق المصري أحمد سعد أغنية “غصن الزيتون”، من كلمات حسام طنطاوي، ولحن محمدي.
وفي 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أطلق المصري هاني شاكر، أغنية “الهوية عربي”، من كلمات أسامة حسن، وألحان مصطفى شكري، وأهداها إلى أرواح الشهداء والشعب الفلسطيني الصامد.
وفي دويتو للمطربة والمطرب وفاء ونبيل، بعنوان “آه يا وطني”، قدم الملحن عزيز الشافعي والكاتب نصر محروس دعمهم لقضية فلسطين.
https://youtu.be/0Kz3PgXIil0وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، طرحت المطربة هند عبدالحليم والمطرب الشاب محمد جمال أغنية “موطني” من كلمات الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان وألحان محمد فليفل.
وفي 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، غنى اليمني سليم الوادعي، أغنية وأهداها للشعب الفلسطيني.
وفي لبنان، شارك الفنان اللبناني سعد رمضان مقطع فيديو على حسابه عبر انستغرام، قدم خلاله أغنية “موطني” على طريقته الخاصة، واكتفى بوضع علم فلسطين، وأعاد سعد تسجيل أغنية “موطني” بصوته، وطرحها كنسخة خاصة في الأحداث التي تحصل في فلسطين، وللتأكيد على عروبة فلسطين.