زيارة لودريان رفع عتب.. هل يتم الاتفاق على مبادرة برّي؟

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 13/9/2023 

 

على مقياس الحوار تم رصد المزيد من إشارات الدعم اللبناني والفرنسي لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفي وقت يستكمل فيه الموفد الرئاسي جان ايف لودريان لقاءاته في بيروت منح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط صوته التفضيلي لوجهة نظر الرئيس بري والوزير لودريان القائمة على الحوار معلنا تمايزه عن موقف “القوات” في هذا المجالمن دون ان ينسى توجيه إصبعه الى بعض الأفرقاء المحليين الذين لا يريدون حلا وقال:لنسأل الذين يغردون على التلال.

وما لم يصرح به لودريان امام عدسات الكاميرات تكفل بنقله الى الإعلام مشكورا الزميل ياسين ياسين الذي كشف ان لودريان يعمل على إقناع النواب الذين التقاهم بتلبية دعوة الحوار التي اطلقها الرئيس بري مشددا على ألا حل إلا بها: فإما الحوار أو الخطر الوجودي.

على اي حال فإن الرئيس بري ومعه اللبنانيون ينتظرون صحوة الضمير الوطني لدى بعض المكابرين لكن هذا الإنتظار ليس الى ما لا نهاية وسيبنى على الشيء مقتضاه.

في تطورات عين الحلوة إجتماعات فلسطينية-فلسطينية في السفارة وأخرى فلسطينية-لبنانية في السراي كشف بعدها ‏‎عزام الاحمد ان جهات خارجية تقدم اغراءات للأطراف المسلحة في عين الحلوة لتعم الفوضى في لبنان.
إيجابية ما صدر عن اللقاءات خرقته مجددا نيران عودة الإشتباكات..

 

في الشكل انها زيارة لرفع العتب لا اكثر ولا اقل . فليس عند جان ايف لودريان ما يقدمه وما يطرحه . ذاك ان  المبادرة الفرنسية الاساسية  اصطدمت بالجدار المسدود ،  كما ان الحوار الذي يدعو اليه المبعوث الرئاسي الفرنسي  لم يلق اي تجاوب من قوى المعارضة.

في المضمون ، الامر مختلف .  فلودريان طرح على جميع الذين التقاهم معادلة واضحة واحدة : اذهبوا الى الحوار لانه لن يكون الاساس ، ذاك ان الرئيس نبيه بري قدم ضمانات بعقد جلسة انتخابية مفتوحة وبعدم تطيير الدورة الثانية على قاعدة ” ما في ضهرة ” من مجلس النواب قبل انتخاب رئيس . والاهم ان لودريان قال لجميع الاطراف السياسية ما معناه ان الذهاب الى عقد جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس يتطلب سحب المرشحين (2) الحاليين اي سليمان فرنجية وجهاد ازعور .

كلام لودريان يعني امرا  واحدا : سحب المبادرة الفرنسية بطبعتها القديمة من التداول ، وطرح طبعة جديدة تتلاقى مع طرح مجموعة الدول الخمس . فهل ما طرحه لودريان عن انسحاب فرنجية وازعور سيأتي لمصلحة قائد الجيش؟.

امنيا،الهدوء الحذر الذي ساد محاور مخيم عين الحلوة قبل الظهر،  سقط بعد الظهر وعصرا مع تجدد الاشتباكات العنيفة التي استعملت فيها القذائف الصاروخية والاسلحة الخفيفة والمتوسطة. واللافت ما قاله عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الاحمد بعد اجتماع عقد في السراي ، اذ اعتبر ان جهات خارجية تقدم اغراءات للاطراف المسلحة في عين الحلوة لتعم الفوضى في لبنان كله.

في الاثناء، صمت مطبق ومريب واجهت به الحكومة والاجهزة الامنية ما اعلنته اسرائيل، وما تناقلته وسائل الاعلام عن قيام ايران بانشاء مطار  في جنوب لبنان . فهل  السكوت الحكومي مقبول؟ الا يحق للبنانيين ان يعلموا ما اذ كان ما تقوله اسرائيل هو في اطار البروباغندا والحرب النفسية،  او انه حقيقي وواقعي؟

ان الحكومة مدعوة اليوم قبل الغد الى توضيح ما يجري في الجنوب، والا ستثبت مرة جديدة انها مجرد واجهة لمحور الممانعة،  وانها رهينة عند حزب الله وايران.

 

الحوار هو السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي والمغلق رئاسيا.. حقيقة يعرفها الجميع وان اغلق البعض عيونه وآذانه عنها، فعنها ولأجلها يعرف الفرنسي ومجموعة الخمس المنبثق عنها الا طريق سوى الحوار لانهاء الفراغ الذي يستحكم بالبلاد .

هي الحقيقة التي حملها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وأكمل بها جولته على المعنيين. فسمع من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة تقديرا لطرح الرئيس نبيه بري الحواري الذي يكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد، وهو الموقف نفسه الذي سمعه لودريان في كليمنصو من النائب السابق وليد جنبلاط..

اما سباق البعض الى التعطيل بمسميات التهويل والتضليل فقد سئمها اللبنانيون، وهم يعرفون ان ترداد هؤلاء للازماتهم يعني ان الحل الخارجي لم ينضج بعد، وليس خارج المألوف انتظار هؤلاء لتغير الامزجة الخارجية او المعطيات الاقليمية.

في المعطيات الامنية تهدئة مهتزة في عين الحلوة تصيبها بين الحين والآخر رشقات نارية وصاروخية، اما المساعي الفلسطينية واللبنانية فمتواصلة على اعلى المستويات بحثا عن تثبيت التهدئة واطفاء الجمر حتى تحت الرماد، اما ذر الرماد في العيون فلن يغيب الحضور الصهيوني او الاستفادة الصهيونية على الاقل من كل ما يجري للفلسطينيين واللبنانيين معا.

ما يجري للبنانيين والسوريين بفعل مشاريع النزوح وقيصر الاميركي طوق الحكومة اللبنانية التي وجدت نفسها مضطرة لطرق باب دمشق، فاجرى وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب كمكلف بمتابعة ملف النزوح اتصالا هاتفيا بنظيره السوري فيصل المقداد لتنسيق زيارة قريبة للوفد اللبناني بعد عودة بو حبيب من نيويورك، وهو ما رحب به المقداد مبديا كل استعداد للتعاون بما يصب في مصلحة البلدين.

ولمصلحة بلديهما والتعاون المشترك بوجه الهيمنة الاميركية كان لقاء الزعيمين الروسي “فلاديمير بوتين” والكوري الشمالي “كيم جونغ اون”، على الاراضي الروسية، برسائل ذات ابعاد استراتيجية ابعد من الاسلحة التي تم تفقدها والحديث عنها بين الزعيمين.

 

حول اجتماع الناقورة الثلاثي امس، تسريبة صباحية عنوانها الحدود البرية، سرعان ما بددتها توضيحات اليونيفيل والجيش، في وقت أوضحت مصادر قريبة من حزب الله لل أو.تي.في. ان العدو الاسرائيلي وافق من حيث المبدأ على فكرة استعادة لبنان للقسم الشمالي من بلدة الغجر، في مقابل ازالة الخيمتين الشهيرتين في مزارع شبعا.

وحول التصعيد الفلسطيني-الفلسطيني في عين الحلوة، اجتماعات بلا نتائج حاسمة، آخرها اليوم في السراي الحكومي مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، في موازاة تشديد من نائب صيدا عبد الرحمن البزري عبر ال أو.تي.في. على ان كيل الصيداويين قد طفح.

وحول النشاط الحكومي المتزايد هذه الايام، من خلال معادلة “ماتينيه-سواريه” للجلسات، للإيحاء بكثرة العمل والانتاج، انطباع شعبي عام بأن الموازنات التي تدرس شكلية، والارقام التي ترمى في التداول بعيدة عن الواقع، فيما الاجراءات الخاصة بالنزوح السوري حبر على ورق، بغض النظر عن التواصل الضروري بين الدولتين، ومحطته المرتقبة بعد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بين وزيري خارجية البلدين.

اما حول الرئاسة، وفي وقت كشفت مصادر حزب الله لل أو.تي.في. ان اللقاء الاخير بين النائب محمد رعد وقائد الجيش حمل رئاسيا اكثر بكثير مما يحتمل، بعدما جرى في منزل صديق مشترك من اقرباء الاخير، فتلميح من نبيه بري الى حوار بلا اجماع، واستهداف مباشر من جنبلاط للمغردين على التلال، الذين جددوا بعد لقائهم بجان ايف لودريان اليوم اعتبار الحوار مضيعة للوقت.

وفي غضون ذلك، يواصل الموفد الرئاسي الفرنسي لقاءاته اللبنانية، في زيارة تراوح التقديرات السياسية في شأنها بين حدين:

الحد الاول يصنفها وداعية، على اعتبار ان المبادرة الفرنسية في لبنان نصيبها الفشل تلو الفشل، منذ اطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون بعد انفجار المرفأ في آب 2020.

اما الحد الثاني، فيعتبر انها باتت في مرتبة متقدمة اكثر، بعد ربطها عضويا باللجنة الخماسية، التي اشارت المعلومات اليوم الى انها تعقد اجتماعا جديدا لها الثلاثاء في نيويورك.

 

عبارة واحدة تختصر جولة لودريان اللبنانية: ورقة سليمان فرنجية الرئاسية سقطت وقد ابلغ لودريان ذلك الى كل من التقاهم اما مباشرة واما مواربة.

فهل سقطت ورقة فرنجية وحدها، ام اسقطت معها ورقة جهاد ازعور؟

سقوط فرنجية رئاسيا يعني سقوط ازعور، فالفريق الداعم للمرشح الاول اي حركة امل وحزب الله، غير قادر على ايصال فرنجية، وكذلك فريق المعارضة ومعه التيار الوطني الحر غير قادر على ايصال ازعور.

تعادل الفريقين سلبيا، يفترض ان يمهد للبحث عن اسم مرشح ثالث، لا ينتمي الى من تسميه المعارضة فريق الممانعة ولا يشكل بالنسبة للفريق الاخر استفزازا.

ولكن البحث عن هذا الاسم يفترض بدوره حوارا، فكيف سيكون شكل هذا الحوار هل هو ما دعا اليه الرئيس بري وتليه جلسات انتخاب مفتوحة او ما يحكى عنه من حوارات ثنائية او ضيقة، تشكل تقاطعات قد تؤدي للاقتراب من التفاهم على اسم مرشح رئاسي ثالث؟

حتى الساعة، ما يمكن قوله ان الاجتماعات بتعادلها السلبي تبشر بحل الا انها لن تؤدي الى حوار موسع حول المرشح الرئاسي لان هكذا حوار يخالف في نظر بعض الخارج وبعض الداخل بيان الدول الخمس والدستور اللبناني وعليه الوضع حاليا وفي المستقبل القريب هو كالتالي:

– لا حوار  موسعا في الافق, وكل الدعوات اليه مجرد تقطيع وقت.

– لا دعوات الى جلسات انتخابية تختتم بانتخاب رئيس.

– ادراك المسؤولين لمسؤولياتهم الوطنية وضرورة احترام الدستور.

– اذا حصل، تكثيف الاتصالات وصولا الى اسم رئيس يؤمن مجموعة اصوات مقبولة من الفريقين تفتح له قصر بعبدا.

– مشوار الرئاسة بعيد وطويل.

– استمرار المبادرة الفرنسية في شكل او آخر، فباريس مستمرة بلعب دور الوسيط,ولو انها اليوم لا تملك لا خطة ولا الية عمل بينما كل ما تدركه انها لا تريد خسارة ورقة لبنان الشرق الاوسطية بعدما خسرت معظم اوراقها الديبلوماسية من حول العالم.

وفي موازاة الملف الرئاسي، كان برز كلام عن قرب التوصل الى اتفاق لانهاء ملف التحفظات عند الخط الازرق وشمال الغجر في مقابل سحب خيمتي حزب الله في تلال كفرشوبا المحتلة.

الجيش نفى الخبر، ولكن اوساطا اخرى معنية اكدت ان المساعي كانت وصلت الى نتيجة ولكن التسريب الاعلامي احبطها، فمن المسؤول عن هذا التسريب ولماذا؟

سؤال قد لا يأتيه جواب، فيما فرنسا لن تتخلى عن اوراقها اللبنانية.

 

لمغرب يرفع آذان الإنقاذ ويسابق الدقائق  لرفع ناجين  من تحت الانقاض ضحايا الزلزال قفزت عن الالفي قتيل الجرحى تخطوا العشرين الفا  المفقودون بالمئات والصليب الاحمر اعلن أن الكثير من القرى المغربية اختفت. لكن همة المغاربة لم تختف فاستقبلت المدن المتعافية أخواتها الجريحة فيما اندفعت دول الى عرض المساعدات والتبرع بفرق انقاذ. وحدها الامم المتحدة تنتظر طلبا رسميا من السلطات المغربية لارسال مساعدات دولية  وتوفد فريقا الى المغرب لتقييم الاضرار.

وفي حالة وقوع الكوارث فإن عمليات الانقاذ السريع لا تنتظر تعبئة الاستمارات او تقديم الطلبات لاسيما وان البلد المنكوب لا يزال في حالة بحث عن مفقوديه واشلائه وتشييع احبائه وتأمين المأوى لمئات الاف العائلات المشردة. وبالتعامل مع المشردين فلسطينيا فإن متطوعا في بلدية صيدا كاد ان يعيد ازمة اللاجئين الى العام ثمانية  واربعين عبر اقامة مخيم فرعي في باحة الملعب البلدي للمدينة.

حل لا يعرف من دبره وجهز له منشآته وحماماته وتخطى به قرار الدولة ووزارة الداخلية والبلديات قبل ان يأتي “امر الليل” الرسمي بازالة ما أنشىء سريعا. فالحلول ليست في تدبير مشبوه  بل في احتكام كل الاطراف الى وقف اطلاق النار لعودة النازحين الى بيوتهم داخل المخيم.  لكن ذلك لم يحدث وظلت عين الحلوة في عين العاصفة .. ورصاصها يهدد المناطق المتاخمة ولم يعد الاقتتال متقصرا على احياء بعينها في المخيم حيث امتد وتوسع واشتدت نيرانه هذا المساء لتهدد ” غلاف ” مخيم عين الحلوة وطريق الغازية ومدينة صيدا.

ومعركة ” حطين ” الفلسطينية – الفلسطينية تفتقد الى ” صلاح الدين ” اما اسبابها فلا تزال تتأرجح على سلم التكهنات , وكل ما هو متداول لليوم ان فتح تختبر  السيطرة على مخيم خرج من يدها ولم يعد وان غريمها هو “الشباب المسلم” المتحدر من سلالة ارهابية او ” جند الشام ” سابقا.

وعلى خطوط النار دخل  المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس بيسري ودعا  عبر الجديد هيئة العمل الفلسطيني المشترك والفصائل الإسلامية للإجتماع عند الثانية من بعد ظهر الإثنين في المديرية . وقال البيسري لا يمكن للدولة اللبنانية ان تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذا الواقع الصعب  وسأتوجه الى ممثلي الفصائل بضرورة تحمل مسؤولياتهم ووقف القتال مهددا بان احداث عين الحلوة قد تعيد فتح موضوع السلاح الفلسطيني في المخيمات لكن ازمة هذا الاجتماع هو في الجهة التي ستمثل المجموعات المتطرفة والفاعلة على ارض عين الحلوة ومعظمها اصبح مطوقا من الجيش اللبناني . فهل ينجح البيسري حيث اخفقت كل محاولات  وقف اطلاق النار ؟ وهل ان الجيش سيوسع نطاق نفوذه ؟ وماذا عن تلويح الامن العام بسلاح المخيمات ؟

كل هذا التوتر وضع الجنوب برمته عند خطوط التماس  وهدد بلدا تحول الى مخيم بأحداث مرة…