حزن على الدولة الشهيدة.. و3 شروط لعودة النازحين

كعادتها العدوانية وتحت ظلام الليل الدامس كسواد حقدها واجرامها شنت قوات العدو الاسرائيلي عدوانا واسعا على جنين ومخيمها من عدة محاور اسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى من ابناء الشعب الفلسطيني ولم تكتف بذلك بل حاصرت المخيم وقطعت الطرق التي تربطه والمدينة واستولت على عدد من المنازل والابنية المطلة عليه.
العدوان الاسرائيلي ووجه بتصد بطولي وشرس للمقاومة الفلسطينية التي ادخلت عبوات جديدة في المواجهة مستهدفة جنود الاحتلال والياته واسقطت مسيرات عدة تابعة للعدو الاسرائيلي والسيطرة عليها من قبل المقاومين والعدو يعترف بمقتل جنديين واصابة اخرين برد المقاومة الذي فاجأ الجميع ما دفع قوات الاحتلال الى استقدام الف جندي في العملية الاكبر منذ عملية السور الواقي.
العدوان الاسرائيلي لاقى حملة ادانة واسعة فيما اعلنت الفصائل الفلسطينينة ان العدوان سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة وان خياراتها في حال استمر العدوان ستكون واسعة وشاملة.
خارجيا ايضا الادانات متواصلة لحرق نسخة من القران الكريم في السويد واخرها اليوم ادانة بابا الفاتيكان للحادثة واعتبارها امرا مرفوضا معلنا عن غضبه واشمئزازه من هذه التصرفات داعيا الى احترام اي كتاب مقدس وعدم السماح باستغلال حرية التعبير ذريعة في احتقار الاخرين.

في فرنسا تراجعت اعمال الشغب في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس والمدن المجاورة فيما اثرت أعمال  العنف في البلاد على السياحة وتسببت بالغاء آلاف الحجوزات ولاسيما في العاصمة باريس.
داخليا لا تزال البلاد في مرحلة انتظار لما سيؤول اليه ملف الفراغ الرئاسي بانتظار عودة الموفد  الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي يتوجه إلى المملكة العربية السعودية ويلتقي المسؤول عن الملف اللبناني مستشار الديوان الملكي نزار العلولا لوضعه في أجواء جولته على المسؤولين اللبنانيين ثم ينتقل لودريان الى فرنسا ويرفع تقريره الى الإليزيه ليعود الى لبنان بعد العيد الوطني الفرنسي.
وفي موضوع ملف النازحين السوريين فان الساعات المقبلة ستحمل الوفد الوزاري اللبناني الى دمشق لمتابعة الملف مع الحكومة السورية.

 

بشري دفنت  ابنيها هيثم ومالك طوق، ومعهما دفنت فتنة طائفية خطرة ومدمرة، لا تشكل تهديدا واقعيا ومباشرا للشمال فقط، بل لكل لبنان. اللافت ان الحداد العام الذي اعلن في بشري ودير الاحمر، اعلنت مثله بلدية بقعاصفرين. فرئيس بلديتها دعا في بيان الى الحداد على روحي هيثم ومالك طوق، وختم بيانه بدعاء معبر، طالبا “حماية الوطن من الفتن ما ظهر منها وما بطن”. كلها مواقف تؤكد ان اهالي المنطقة عموما يدركون تماما خطورة ما يحصل، ويتصرفون انطلاقا من  احساس عميق بالمسؤولية.  كما ان اهالي وفاعليات بشري خصوصا اظهروا وعيا عميقا وحكمة، رافضين الانجرار الى ما يخطط لمنطقتهم ولبنان.
والوعي والحكمة المذكوران يجب ان يقابلا بالاسراع في التحقيقات التي تجريها القوى الامنية والسلطة القضائية.  فهل تصدر نتائج التحقيقات سريعا وتضع حدا لكل الاقاويل ويظهر الفاعلون واهدافهم وتتحقق العدالة، ام ان الجريمة المزدوجة في القرنة السوداء ستبقى في تاريخ لبنان لطخة سوداء، من دون ان تتكشف الحقيقة  البيضاء؟
سياسيا، لا تحركات ظاهرة على صعيد الملف الرئاسي ، وكل المؤشرات تنبىء ان لا حلول قريبة للفراغ الساكن في قصر بعبدا منذ ثمانية اشهر وثلاثة ايام . فحزب الله  عاد  الى التصعيد والى التشبث بمرشحه .
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قال بالحرف الواحد وفي لغة تهديدية واضحة: ” نحن نصبر ونفسنا طويل ، ونصبر حرصا على الاستقرار والعيش الواحد مع شركائنا لكن في النهاية ” في ناس بدها تقنع “.
اضاف رعد “اما الرهان على قوى دولية للضغط علينا من اجل التخلي عن مرشح لمصلحة مرشح  لسنا مقتنعين به فلن يوصل الى اي نتيجة  . فأي  حوار   يريده حزب الله؟ على اي حال رسالة  رعد مزدوجة . فهو يقول للداخل ان حزب الله لن يتخلى عن فرنجية ، وهو يفهم فرنسا انه لن يرضخ للضغوط  في حال اعلنت قرارها التخلي عن  رئيس تيار المردة  . فهل بدأ الطلاق بين فرنسا ماكرون وحزب الله ؟ وهل نحن على عتبة مرحلة رئاسية جديدة سيتأكد فيها للجميع داخليا وخارجيا ان حزب الله يضع الجميع امام خيارين:  اما  سيلمان فرنجية واما الفراغ الذي يخدم مشروعه ودولته؟.

 

حزن بشري اليوم عم كل لبنان… أولا على الشهيدين المغدورين، لكن ثانيا على الدولة الشهيدة، بفعل منطق اللادولة، ودستور اللاعدالة، وذهنية التأجيل، وعادة الهرب الى الامام.
بشري الحزينة ودعت شهيديها هيثم ومالك طوق، فيما الوطن بأسره شهيد الفراغ الأخلاقي والقانوني قبل الرئاسي والحكومي والنيابي. ومن كنيسة السيدة في مدينة المقدمين، اختصر البطريرك الماروني كل الموقف، فقال: نحن نؤمن بالدولة ونعرف حدودنا ونعرف القاتل. وأعلن رأس الكنيسة بوضوح أن ما جرى ليس مجرد حادثة، داعيا الى ترسيم الحدود في منطقة القرنة السوداء وإنهاء الفتنة. وإذ طالب بكشف الفاعل أو الفاعلين والاقتصاص منهم، لفت الراعي الى ان شباب بشري يعلنون دائما استعدادهم للحل، وقال: نحن جميعا تحت سلطة القانون العادل، وختم البطريرك الراعي بالقول: لو قام القضاء بعمله لما وصلنا اليوم الى هذه المأساة ، والخوف ان يستمر القضاء بالتخاذل.

 

شيعت بشري الضحيتين هيثم ومالك طوق… البطريرك الراعي الذي رأس الجنازة انتقد تأخر القضاء في بت النزاع، معتبرا أن تباطؤ القضاء يفتح الباب أمام كل التعديات، وإذا شدد على “أننا لا نريد أن نصنع العدالة بأيدينا”. كما شدد على “أننا نريد أن نعرف من هو القاتل”.

على المستوى القضائي، تستمر التحقيقات إن تلك التي تجريها مديرية المخابرات في الجيش أو تلك التي تجريها قاضية التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار، ويتوقع أن يبدأ رسم ملامح ما حصل، بعد إنجاز التحقيقين.

في موضوع عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، كلام من الرئيس السوري بشار الأسد أمام وزير الخارجية الأردني، تحدث فيه عن ثلاثة شروط للعودة: العودة الآمنة، وهي أولوية بالنسبة للدولة السورية، كما يقول، والشرط الثاني ضرورة تأمين البنية الأساسية لهذه العودة، والشرط الثالث متطلبات الإعمار والتأهيل بكل أشكالها، ودعمها بمشاريع التعافي المبكر.

تأسيسا على ما تقدم، بالشروط الثلاثة المترابطة، لا عودة قريبة، على رغم كل المحاولات اللبنانية.

وفيما فرنسا منهمكة بإطفاء الحرائق وأعمال الشغب، وقد سقط لها اليوم قتيل من رجال الإطفاء، توالى الإحتقان بينها وبين إيران التي حذرت اليوم من تداعيات ما وصفته “دعم واستضافة الإرهابيين” بعد إقامة مجموعات من المعارضة المحظورة في طهران، تجمعا في باريس.

وكان الآلاف قد تجمعوا في العاصمة الفرنسية بدعوة من “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، وهو ائتلاف يضم جماعة “مجاهدي خلق” التي تصنفها طهران “إرهابية”، للتنديد بتعامل سلطات الجمهورية الإسلامية مع الاحتجاجات التي اندلعت في أيلول الفائت.

اقتصاديا على المستوى العالمي، أعلنت المملكة العربية السعودية اليوم تمديد الخفض الطوعي لإنتاجها من النفط بمقدار مليون برميل يوميا، في محاولة لتحسين الأسعار التي تشهد تراجعا.

 

كإرتفاعها عن سطح البحر، ارتفعت بشري عن سطح ردة الفعل وفوضت دماءها للتحقيقات العسكرية والقضائية وبحضور حاشد تقدمه البطريرك الراعي شيعت جارة الأرز ابنيها هيثم ومالك طوق..

وطوقت في المراسم كل حالات الغضب ومشاعر الإنتقام وتمسكت المدينة البيضاء بالسلم الأهلي والذي عكسته كلمة النائبة ستريدا جعجع معلنة الحرص على القانون ومعرفة الحقيقة في آن مع تسليم المجرمين بأسرع وقت والايمان بالدولة، أبدته خطبة الراعي في مراسم التشييع…

ولكنه قال إننا نعرف القاتل ونعرف حدودنا وهذه ليست مجرد حادثة أما ولي الدم النائب وليم طوق فقد رفع من وتيرة الخطاب معلنا أننا لا نفرط بدم شهدائنا ولا نساوم على كرامة أرضنا وأهلنا ودعوتنا الى ضبط النفس لا تعني التساهل أو التفريط بدم هيثم ومالك طوق.

وإذ أحيلت القضية الى مراجعها المختصة، يجري التحقق من شهادة المدير الطبي لمستشفى بشري الحكومي الدكتور ابراهيم مقدسي الذي قدم رواية نسف فيها نظرية القنص عن بعد لم تختم بشري جرحها وأبقته رهن التحقيق، لكنها طالبت بترسيم حدود مع الضنية بقاعصفرين لانهاء أزمة تاريخية بين المنطقين وأسبابها “نباريش مي” و”ثلاجيات” وأولوية حق الري.

وقد سالت من المياه دماء فيما بقاء النزاع على حاله يتسبب بالمزيد من السيلان الدموي وعلى شلال دم، دفعت اسرائيل اليوم بكامل ترسانتها العسكرية الى جنين, فاقتحمت منازل وجرفتها, قتلت فلسطينيين بينهم أطفال, منعت الجرحى من الوصول الى المستشفيات، نشرت قناصتها على سطوح البيوت, حركت الكومندوس والمسيرات ضربت الخطوط الرئيسية لشبكة المياه،

واستقدمت جرافات اقتلعت الإسفلت خاضت حربا من منزل الى منزل، مشطت واعتقلت وقصفت الطواقم الطبية والصحافيين على هذا الاجرام وانعدام الانسانية، رد البيت الأبيض بأن أميركا تراقب الوضع عن كثب وأن من حق اسرائيل الدفاع عن النفس…

وفي لحظة تساوي الحرق الإسرائيلي والقتل والدمار قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الاميركي: لقد اطلعنا على التقارير وخلاصة التقارير في السجل الفلسطيني: ثمانية شهداء وعشرات الجرحى ومئات المعتقلين ونسف المنازل.
وفي التقارير اللبنانية عن حالات العنف واستخدام الضغط السياسي في الاعتقال، تحركت قضية هنيبال القذافي المحتجز لدى فرع المعلومات والذي يتدهور وضعه الصحي بفعل استمراه بالاضراب عن الطعام وبعد نقله لساعات الى المستشفى بسبب هبوط في السكري، فإن السلطة اللبنانية تمسكت بحجزه ولم تحرك ملفه القضائي.

وفي معلومات خاصة بالجديد، أن الخارجية اللبنانية تلقت من بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك كتابا من الجانب الليبي يطلب فيه فتح قنوات اتصال مع لبنان بشأن مسألة المواطن الليبي هنيبال القذافي ويلتمس الطلب من الحكومة اللبنانية اقتراح الآلية الفضلى في فتح قنوات حوار للتداول في هذا الشأن.

ولكن الطلب الليبي وصل الى الخارجية بخطأ دبلوماسي اذ ان نسخة عنه وجب أن تبلغ الى عين التينة صاحبة الربط والنهي في قضية قضائية.
ولم يحدث ان انبرى القضاء او مسؤول حكومي او امني للبت في هذا الملف لانه سيصطدم بقرار الرفض للرئيس نبيه بري والذي يفوض “سيف الدولة” القاضي زاهر حمادة بحجز القضية في ادراجه منذ ثمانية اعوام واول  من تنتابهم الريبة من غضب بري هو مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات الذي سبق وزار رئيس المجلس للتشاور في هذا الملف .
لكن لماذا على مدعي عام الدولة ان يأخذ رأي خصم في الدولة؟
غدا واذا ما تدهورت الحال الصحية للسجين السياسي هنيعيل القذافي سيكون عويدات والمراجع الامنية والقضائية المختصة وتحديدا القاضي زاهر حمادة اول  من يتم اتهامهم بمعاداة الانسانية.

 

انها ايقونةُ الجهادِ المغزولةُ من الرجالِ الرجال..

انها جنينُ التي على اسمِها واهلِها وثباتِها وجهادِها كلُّ التحيةِ والسلام..

هي عرينُ الاسودِ وعنوانُ الصمود، تحاصرُ حصارَها وتضربُ عدوَّها وتكتبُ بالدمِ والبارودِ انه ولّى زمنُ الهزائمِ وجاءَ زمنُ الانتصارات..

على بُعدِ ساعاتٍ من الفجرِ حشدَ العدوُ اعتى ترسانتِه البريةِ بمساعدةٍ جوية، وكلَّ نخبِه العسكريةِ والامنية، وزحفَ الى جنينَ التي استقبلَه رجالُها بصدورٍ هادرةٍ وهممٍ شامخةٍ وما تيسرَ من سلاحٍ وعبواتٍ وخططٍ محكمةٍ اوقعت المحتلَ في مِصيدة.. لم تَنفَعْهُ طائراتُه التي تقصفُ من الجوِّ ولا خفافيشُه التي تنتشرُ في بعضِ الازقة، ولا اصواتُ مدافعِه التي تسابقُ تهديداتِ قادتِه. فالقرارُ الفلسطينيُ حاسم : لن تَمرُّوا..

ورغمَ مرارةِ الاحوالِ واِحكامِ الحصارِ بل اطباقِه على جنين من كلِّ الجهات، فانَ صمودَ المقاومينَ اذهلَ المحتل، واعلنَ قادتُه الميدانيونَ عن تمديدِ العمليةِ لاربعٍ وعشرينَ ساعةً اضافية..

قد ندخلُ جنين قال المحللون الصهاينةُ لكننا لن نُسْكِتَ مقاومتَها – كما يجزمون، وكلما قتلَ الجيشُ فدائييها سيَحيى آخرون كما رأى خبراؤهم الامنيون ..

وعليه فانَ الحماقةَ الصهيونيةَ ستكونُ مكلفةً عليهم ، وتكفلت فصائلُ المقاومةِ الفلسطينيةِ مجتمعةً بتدفيعِ المحتلِ الثمنَ موقعينَ في صفوفِ قواتِ نخبتِه الخسائرَ البشريةَ والمادية. وفيما المقاومون يتباهَوْنَ بشهدائهم ويُطبِّبونَ جرحاهُم، يتكَتمُ الصهاينةُ عن خسائرِهم ويَمنعونَ المعلومةَ عن اعلامِهم ..

واِن كانَ معلوماً التفهمُ الاميركيُ بل الدعمُ الوقحُ لآلةِ القتلِ الصهيونية، فانَ من غيرِ المفهومِ الصمتَ المريبَ للعالمِ العربيّ والمجتمعِ الدوليّ امامَ الارهابِ الصهيونيّ المتمادي..

اما حزبُ الله – الذي حيّا يقَظَةَ المجاهدينَ الفلسطينيينَ وشجاعتَهم ، فقد رأى انَ الايامَ ستَكشفُ حماقةَ الصهاينةِ وفهمَهم الخاطئَ لارادةِ الشعبِ الفلسطيني، مؤكداً وقوفَه ودعمَه المطلقَ للفلسطينيينَ ومقاومتِهم في كلِّ الخياراتِ التي يرَوْنَها مناسبةً لردعِ العدوِ وحمايةِ المقدسات.