الحدث من نيويورك. الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فوض إلى الدول الاعضاء إقرار مشروع قانون لكشف مصير المفقودين في سوريا. مشروع سيتم التصويت عليه هذه الليلة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة. في مستهل هذه النشرة سيكون معنا وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب ليحدثنا عن هذا الموضوع.
في الشأن النقدي والاقتصادي، حدثان: الأول، تقرير صندوق النقد الدولي عن لبنان، والذي يشير إلى المعطيات التالية:
نسبة البطالة تسجل نحو 30 بالمئة، 58% من هذه النسبة هم من الشباب.
الليرة اللبنانية فقدت 98 في المئة من قيمتها، والغلاء والتضخم في مستوى قياسي.
الدولة مفلسة.
الحدث المالي الثاني: أين استقر تقرير الفاريز أند مارسال؟ التقرير الأولي لا يزال في وزارة المال. حاكم مصرف لبنان تلقى نسخة منه باعتباره المعني الأول به. يتولى الحاكم الرد وإرسال الردود عبر وزارة المال إلى Alvarez&Marshall منتظرا إجابات منها. نسخة من التقرير يفترض ان تبلغ للحكومة ونسخة ستذهب للرئيس بري. ليس هناك من مؤشر ان التقرير سينشر.
تبت يدا متطرف ستوكهولم الذي خرج لاحراق ورفس كتاب الله أمام العالم، وتبا لديموقراطية غربية تأذن بحرق أقدس مقدسات المسلمين ، القرآن الكريم. والعار كل العار على حكام وولاة يرضون بأن تنتهك حرمة دينهم بالتزامن مع العيد الكبير ، عيد الاضحى المبارك. والخزي لالسنة خرست عن ادانة فعل معتوه ودولة تشرع الاساءة لمشاعر وعقل وروح ووجدان أكثر من مليار ونصف مليار مسلم تحت شعار الكذبة الاكبر في التاريخ الغربي الحديث وهي حرية التعبير. وتبا لامم متحدة لا تدين جريمة كبرى كهذه، وتستثني مجددا ”اسرائيل” الكيان المجرم المارق من قائمة العار في تقريرها السنوي حول قتل وجرح الاطفال في الصراعات المسلحة والحروب.
ما أشبه فعلة مجرم ستوكهولم بالامس بجرائم عصابات المتطرفين من المستوطنين قبل أيام في قريتي عوريف وترمسعيا الفلسطينيتن من تدنيس للمساجد وحرق للقرآن الكريم. فكلهم تخرجوا من مدرسة الحقد التي تؤجج الحروب والعداوة لكل ما يمت الى الاسلام الصحيح . والصحيح أن تنتصر الامة لمقدساتها، وأضعف الايمان باللسان. ”ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، وان الله لا يعز أمة ارتضت ان تعيش الذل والهوان على اعتاب طغاة هذا العالم.
فتكرار التعدي على القرآن الكريم في السويد وغيرها من الدول جريمة لا يمكن السكوت عنها، وعلى حكومة هذا البلد وقف هذا المسار الانحداري السيىء أكد حزب الله في بيان له، داعيا المرجعيات والمؤسسات الاسلامية العليا والحكومات العربية والاسلامية إلى القيام بكل الخطوات المناسبة التي تدفع هذه الدول لمنع تكرار هذه الحماقات ووقف نشر ثقافة الكراهية والبغضاء.
زحمة طائرات في مطار بيروت وعدد وافدين غير مسبوق يفاجىء المعنيين… تكاد هذه المعلومة ان تكون الخبر السعيد الوحيد في لبنان هذه الايام، على وقع الازمة المستفحلة، عسى الا تقع تطورات تطيح بها، كي يستفيد منها جميع الناس. لكن، اذا كان خبر زحمة الطائرات وعدد الوافدين المفاجئ سعيدا، فالاخبار الحزينة تبدأ بالفراغ الرئاسي المستدام، ولا تنتهي باستدامة تهرب المنظومة من العدالة والحساب، وتمر بالتحذيرات الجديدة من صندوق النقد الدولي.
فتحت العنوان الرئاسي، سكون داخلي، في غياب المبادرات، باستثناء الدعوات الشكلية اليومية الى حوار، يهدف حتى اللحظة الى تكريس مرشح الفرض خيارا وحيدا، غصبا عن ارادة الكتل المسيحية الاساسية، وغالبية اللبنانيين الذين يسألون عن رئيس اصلاحي، لا عن مرشح للمنظومة.
وتحت عنوان التهرب من العدالة والحساب، تخبط في وزارة المال، وصمت مريب عند غالبية الطبقة السياسية، باستثناء التيار الوطني الحر من جهة، والمزايدين على التيار من جهة اخرى، بالنسبة الى معرفة مصير التدقيق الجنائي عامة، وسبب اخفاء التقرير الاولي، او مسودة التقرير الاولى عن الرأي العام بشكل خاص.
اما على خط صندوق النقد الدولي، فبيان جدد التحذير من ان لبنان يواجه أزمة مالية ونقدية سيادية غير مسبوقة لا تزال مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، كاشفا ان الاقتصاد شهد منذ بداية الازمة انكماشا ناهز الاربعين بالمئة، فيما فقدت الليرة اللبنانية أكثر من ثمانية وتسعين بالمئة من قيمتها، ليسجل التضخم معدلات غير مسبوقة، كما خسر المصرف المركزي ثلثي احتياطاته من النقد الاجنبي.
وفي غضون ذلك، احتلت صدارة الاخبار العالمية اليوم، ردود الفعل الشاجبة لما اقدم عليه المتطرفون في السويد من حرق للقرآن الكريم، وهو ما اعاد لبنانيا الى الاذهان التخوف من تكرار مشهد 5 شباط 2006، المدان من جميع اللبنانيين، تماما كالتعرض للمقدسات.
تحت سقف هدوء سياسي واسع ينعم لبنان حاليا وذلك بنعمة عيد الأضحى المبارك.
لكن الهموم السياسية حضرت في الخطب التي ألقيت اليوم من على منابر العيد مشددة على ضرورة إستعادة المؤسسات الدستورية عملها وإنجاز الإستحقاقات الوطنية والحض على انتخاب رئيس للجمهورية إستنادا إلى التفاهم والحوار والتلاقي.
وفي خطب العيد أيضا دعوات إلى التكافل بين اللبنانيين الغارقين في وحول أوضاع إقتصادية ومعيشية واجتماعية قاسية. في موسم عيد الأضحى المبارك لدى المسلمين إعتداء صارخ أرتكبه متطرف أرعن على كتابهم العزيز: القرآن عندما أقدم على إحراق نسخة منه أمام مسجد ستوكهولم على مرأى ومسمع من السلطات الرسمية السويدية. لا شك في أنه تعد سافر وعمل تحريضي وعنصري جبان لا يمكن السكوت عليه.
من هنا جاءت حملات الإدانات الواسعة على مستوى البلاد العربية والإسلامية والدعوات إلى التصدي لمثل هذه الأفعال ونبذ التطرف والتعصب والتحريض على الكراهية. ولعل من أولى واجبات الحكومة السويدية وقف هذا المسار السيىء بدل التلطي خلف شعارات حرية التعبير والديمقراطية وإلا فإنها شريكة ومتواطئة في هذه الجريمة.
وفي لبنان رأت حركة أمل في الإعتداء على القرآن مسا بكل الرسالات السماوية ودعت إلى وقفة جادة ومسؤولة لوضع حد لمثل هذه الجرائم المتمادية، مشددة على محاسبة المرتكبين.
في مقابل التجرؤ على المصحف الشريف في السويد، إسترعت الإنتباه مبادرة لطيفة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بدا في مقاطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي وهو يحتضن نسخة من القرآن الكريم بعد تقديمها إليه هدية خلال زيارة قام بها إلى مسجد في داغستان.
وبالمناسبة قال بوتين أن روسيا تكن إحتراما شديدا للقرآن ولمشاعر المسلمين الدينية مشيرا إلى أن عدم إحترام هذا الكتاب المقدس يعتبر جريمة في بلاده.
لبنان من جديد على اجندةِ دول العالم، لكن ليسَ من زاويةِ الاستحقاقِ الرئاسي هذه المرة، بل من بوابةِ حزب الله وأنشطتِه. وزارةُ الخارجية الاميركية اعلنت في بيانٍ نشرتهُ على موقعِها الالكتروني ان اكثرَ من خمسٍ وثلاثينَ حكومة من دول العالم اجتمعتْ والتقتْ على ضرورةِ مكافحة الشبكاتِ الارهابية والمالية لحزبِ الله. الاجتماعُ الذي انعقدَ في lahey لاهاي بدعوةٍ من مجموعةِ تنسيقِ انفاذِ القانون لم يقتصرْ على خمسٍ وثلاثينَ دولة، بل شاركَ فيه ايضا الانتربول واليوروبول والمعهد الدولي للعدالةِ وسيادةِ القانون، ووَفقَ بيانِ الخارجية الاميركية فقدْ تطرقَ البحثُ الى كيفيةِ مواجهةِ شبكاتِ تهريبِ النِفط التابعة للحزب ومؤسسة القرض الحسن المرتبطة به. اللافتُ ان ايَّ ردَ فعلٍ لم يصدرْ حتى الان عن الحكومةِ اللبنانية ولا عن اي وَزارة من الوَزارات المعنية بما بحثَهُ اجتماعُ لاهاي. فكيفَ يمكنُ تفسيرُ الصمتِ اللبناني؟ وهل مسموحٌ ان “يتشرشح ” لبنان بهذه الطريقة في المحافلِ والاجتماعاتِ الدولية من دون ان يكون للحكومةِ اللبنانية ردٌ على الموضوع، او توضيحٌ على الاقل؟
هذا في لاهاي . اما في بيروت فحزب الله هو من يمنع مع حلفائه انتخابَ رئيس جديد للجمهورية منذ ثمانية اشهر . فهو يرفض انتخابَ سوى مرشحِه سليمان فرنجية ، في حين يدرك تماما ان الاخير غير قادر على تأمين الاكثرية المطلوبة . لذلك يوعز لنوابِه ولحلفائه ان يخرجوا من مجلس النواب في الدورة الثانية حتى لا ينتخب رئيسٌ للجمهورية . وهذا ما حصل تماما في الجلسة الاخيرة ، حيث نال جهاد ازعور تسعةً وخمسين صوتا ، فيما لم ينل مرشح الحزب ومحور الممانعة اكثر من واحد وخمسين صوتا . فهل سيكون للمجتمع الدولي موقف من تعطيل الانتخابات على يد الحزب وحلفائه ، تماما كما اتخذ موقفا وتدابير مما سماه واعتبره انشطةً ارهابيبة لحزب الله ؟ دوليا ، اعمال العنف مستمرة وتتوسع في عددٍ من المدن الفرنسية على خلفية مقتل فتى من اصول جزائرية على يد شرطي فرنسي . وقد استدعى الامرُ تشكيلَ خلية ازمة في وزارة الداخلية الفرنسية لمتابعة الوضع ساعة بساعة . فهل تتمكن السلطاتُ الفرنسية من وقف التدهور بسرعة ، ام ان حالةَ الغضب ستتصاعد لتهدد الاستقرار في فرنسا على ابواب فصل سياحي منتظر ؟
عيدية من مقام الصفعة وصلت الى الحكم اللبناني، مغلفة بصندوق دولي وضع النقاط الاقتصادية على الحروف المالية والسياسية، ومن ثقل عباراته، كاد بيان صندوق النقد الدولي أن يصرخ ألما على مواطنين يحكمون عبر “دورة مياه” اسمها السلطة اللبنانية، ستكتفي بتصريف البيان العنيف وخلطه بالمياه الآسنة والبيان المطول قد لا يقرأ.. وإذا تمت قراءته فلن تطبق اصلاحاته وهي من التقاليد اللبنانية المتبعة حيث التعاطي مع تقرير التدقيق الجنائي لم يكن بأفضل حال، والذي عثر عليه في البريد الالكتروني لوزارة المال. لكن بيان صندوق النقد اليوم لا يحتاج الى تدقيق, فالوارد على متنه يعكس صورة حكم “نتن” لا مبالي بمعالجة أصول الأزمات ولن يتأثر ما تبقى من السلطة اذا قال لهم معنيون من الصندوق ان بلادكم تواجه: أزمة مصرفية ونقدية سيادية غير مسبوقة، وانكماشا بنسبة اربعين بالمئة.. الليرة فقدت ثمانية وتسعين بالمئة من قيمتها.. التضخم سجل مئتين وسبعين بالمئة.. المصرف المركزي خسر ثلثي احتياطياته من النقد الأجنبي.. المودعون فقدوا عشرة مليارات دولار، وتجلى الصندوق في صياغة المفردات السود لإسقاطها على وضع لبناني أكثر سوداوية، من الانكماش الى الانهيار وفقدان الثقة، والعجز، والركود، وعدم اليقين، والتضخم.
وأعرب المديرون التنفيذيون لخبراء الصندوق عن بالغ قلقهم إزاء الأزمة العميقة متعددة الأبعاد، وعن الاسف حيال الإجراءات المحدودة التي تم اتخاذها على مستوى السياسات للتصدي للأزمة، وأشاروا إلى المخاطر والتكلفة المتزايدة الناجمة عن مواصلة إرجاء الإجراءات اللازمة، ودعوا إلى ضرورة التنفيذ الحاسم لخطة إصلاح شاملة لحل الأزمة وتحقيق التعافي المستدام، وتطلعوا إلى تعميق التعاون مع الصندوق لدعم جهود الإصلاح والاحتياجات الإنسانية العاجلة.
وأكد المديرون على ضرورة ضبط أوضاع المالية العامة على المدى المتوسط مصحوبا بإعادة هيكلة الدين العام، وأشاروا إلى أن استعادة ثقة الرأي العام تستلزم اتخاذ خطوات لتعزيز الحوكمة، ووضع معايير وممارسات لمكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب، والأبرز هو اعتبار صندوق النقد أن الازمة المالية تفاقمت بسبب التقاعس عن اتخاذ إجراءات متعلقة بالسياسة والمصالح الخاصة مما أدى الى مقاومة الاصلاحات المطلوبة، واذا استمر الوضع الراهن فقد يصل الدين العام في لبنان الى 547 بالمئة من الناتج المحلي، وما لم يلحظه البيان انه يقرأ مزاميره على سلطة لا تعنيها الانهيارات وليست مستعدة لأن تذرف دمعة واحدة على خسارات اللبنانيين، فالصندوق انما يحدث نفسه.. وطبقة سياسية منكمشة وراكدة وعاجزة طوعا وخسرت احتياط الثقة.. ورأسمالها اليوم هو حرب النكايات حول الصلاحيات ترفض عن سابق فراغ وتصميم انتخاب رئيس جمهورية في مجلس النواب ثم تحارب لانتخابه في جلسات مجلس الوزراء، والعجز في الميزان السياحي يقودها حاليا الى فوضى المطار، والتي تشهد على حالات ازدحام غير مسبوقة من دون تنظيم، والتنظيم الوحيد المتوافر حاليا هو فرز القوى الرئاسية وتسيير رحلات المطالبة بالحوار مع انتظار عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الشهر المقبل الى بيروت. لكن فرنسا الموكلة اطفاء النيران الرئاسية “ولعت” نيران غضبها بعد مقتل قاصر بنيران الشرطة، وبات على الرئاسة الفرنسية اولويات تشغلها حاليا في ضبط الشارع المتفجر والاكثر تفجرا في العالمين الاوروبي والاسلامي هو القرار السويدي الرسمي بالسماح لمتطرفين حرق القرآن الكريم.. والخطير في تفاقم الازمة انها فتنة مرخصة من الحكومة السويدية تعدت كل حدود وضربت عمق المقدسات الاسلامية.