وليد جنبلاط تيمور

“الإشتراكية الجنبلاطية”.. كيف سيدير تيمور “حزب وليد”؟

/ خلود شحادة /

يجلس وليد جنبلاط في دارته في المختارة مرتاح البال. ارتاح رأسه من “الحكة” المعهودة عند التفكير بالقرارات التي سيتخذها “الحزب التقدمي الإشتراكي” في السياسة والحكم… هكذا يفترض أن يكون المشهد في المختارة يوم الإثنين.

قد يكون هذا المشهد متوقعاً من قبل البعض، إلا أن من يعرف “وليد بيك”، يدرك أنه لا يمكن أن يجلس في الصفوف الخلفية سياسياً، وإن كان نجله هو الخلف، فهو يعلم جيداً أن العمل السياسي في لبنان، يتطلب الحنكة والخبرة التي تتراكم بمرور الزمن، وهو يعلم أنه يسلم زمام الحزب إلى تيمور في وقت عصيب يمر على البلد ككل، وحالة الأحزاب بشكل خاص، و”الإشتراكي” تحديداً.

يستعد الحزب لانتخاب رئيس جديد له، وفي “المعركة” الإنتخابية “المفترضة”، تنحصر الخيارات بـ”المرشّح الطبيعي” تيمور جنبلاط، حيث أنه هو المرشح الوحيد ليكون وريث “البيك” في رئاسة الحزب.. كما في المختارة.. كما في الزعامة الدرزية.. كما في المجلس النيابي.. كما في الوزارة!

أما على صعيد مركز أمين السر، فأيضاً تنحصر الترشيحات بأمين السر الحالي ظافر ناصر.
لكن التغيير داخل الحزب، يظهر في مجلس القيادة، حيث أنه يتنافس لملء ثماني مقاعد حوالي 29 مرشحاً، يتمتعون بالمعايير والشروط المطلوبة لتولي مهام مجلس قيادة “الحزب الإشتراكي”. بالإضافة إلى مركزَي نائبي الرئيس.

سيتمكن من الإقتراع والمشاركة في عملية اختيار مجلس قيادي جديد للحزب حوالي 1900 ناخب، وستجرى الإنتخابات بمن حضر منهم.

تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحزب يحق له تعيين أعضاء في مجلس القيادة، غير المقاعد الثمانية.

الملفت في الأمر، أن لا ترشيحات لمجلس القيادة من المجلس الحالي، وبحسب معلومات موقع “الجريدة”، فإن معظمهم من الجيل الشاب. فهل هذا التطور سيعتبر نقطة تحول في مسار “الحزب الإشتراكي”؟

من الممكن أن يكون لتيمور، رؤية جديدة لقيادة الحزب، وبدايتها إعادة الروح الشبابية للتمثيل الحزبي، مما يضخ دماً جديداً ورؤية مستقبلية مختلفة.

تميز “الحزب الإشتراكي”، منذ تأسيسه بحرصه على تمثيل كافة الطوائف والمناطق، إلا أنه منذ ما بعد حرب الجبل، انحسر حضوره إلى الطائفة الدرزية، وتحوّل من حزب لبناني ينتشر أفقياً في مختلف المناطق والطوائف، و”إشتراكي” بإيديولوجيته وسلوكه السياسي وتحالفاته وامتداداته، إلى حزب يمثّل طائفة كباقي الأحزاب الأخرى التي تعبّر عن الطوائف والمذاهب في لبنان.

هل سيكون “الإشتراكي” في مرحلة ما بعد الانتخابات، استمراراً لـ”حزب وليد”.. أم أنه بداية جديدة لـ”حزب تيمور” برؤية مختلفة؟
عدم وضوح سلوك تيمور جنبلاط حتى اليوم، ليترك بصمة خاصة في العمل السياسي والحزبي، يترك علامات استفهام حول مصير دور وليد جنبلاط. هل سيكون “المرشد الأعلى” من خلف الستارة؟ أم أنه سيعتكف حقاً؟

أكثر ما يؤخذ على الحزب أنه تحول من حزب “إشتراكي ـ تقدمي”، إلى “حزب العائلة” و”حزب الطائفة”، فأصبح ينطق باسم الطائفة الدرزية، وقيادته انحصرت بآل جنبلاط من الجد إلى الإبن والحفيد، لينتج في لبنان مفهوماً جديداً يدعى “الإشتراكية الجنبلاطية”، والتي يعتبرها البعض شكلاً آخر للإقطاعية التي حكمت البلد لسنين، خاصة مع لقب “البيك” الذي يرافق التوريث السياسي داخل الحزب.
لكن، هل سيستطيع تيمور إدارتها بذات التوجّه؟ أم ان “الروح الشبابية” ستدفع به إلى التغيير؟ خصوصاً أن تم تسويق معلومات عن “خلاف” مفترض بين تيمور وأبيه في ملف الرئاسة دفع “وليد بيك” إلى الإعتزال وتقديم الإستقالة، وإن حضر اجتماع “كتلة اللقاء الديموقراطي” الذي تبنّى ترشيح جهاد أزعور؟!

في مرحلة ما بعد تكليف تيمور جنبلاط، ستكون كل الأنظار متجهة نحو كيفية التعاطي في الملفات السياسية كافة، والحساسة منها – وأولها الملف الرئاسي، وبناء عليه سيظهر التوجه الجديد لـ”الحزب الإشتراكي”، وكيف ستتم إدارته بعهدة تيمور.