تنقسم الأجهزة الأمنية لقوات العدو الإسرائيلي حول نشر صورة ضابط من وحدة النخبة “سييرت متكال” في جيش الاحتلال، قُتل في لبنان، خلال قيادته محاولة إنزال 100 جندي من “الكوماندوس” الإسرائيلي كانوا متنكرين بزي الجيش اللبناني، في منطقة بعلبك، أواخر أيام عدوان تموز 2006.
والضابط المقتول يدعى إيمانويل مورينو وهو برتبة مقدّم في وحدة النخبة “سييرت متكال” التي تقوم بأعمال “خلف الخطوط”، وقد كشفت أجهزة العدو عن أبرز المهمات التي قام بها في 21 أيار/ مايو من العام 1994، عندما خطفت قوة “كوماندوس” إسرائيلية مسؤول حركة “المقاومة المؤمنة” الحاج “أبو علي” مصطفى الديراني، من منزله في بلدة قصر نبا في البقاع، لاستخدامه كورقة ضغط، بهدف الإفراج عن الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي تمكّن الديراني من أسره في سنة 1986، عندما كان مسؤولاً في حركة “أمل”، بعد سقوط طائرته خلال تنفيذه غارة على جنوب لبنان، وقد احتفظ به لمدة سنتين.
ليلة خطفه، بدأ التحقيق مع الديراني في منزله في بلدة قصر نبا. قيّدوا عائلته، وهدّدوه بقتل نجله الأكبر، علي، واضعين السلاح في رأسه. لكنّ إجابته كانت صادمة لهم: “اقتلوه”. يومذاك، سرق قائد وحدة “الكوماندوس” الضابط الإسرائيلي إيمانويل مورينو من منزل الديراني قطعة سلاح وأشياء أخرى، وأنكر ذلك، إلا أنهم وجدوها مهترئة في مكتبه، بعد مقتله خلال تصدّي المقاومة لعملية إنزال في بلدة العلّيق في الأيام الأخيرة من عدوان تموز 2006، أي بعد 25 سنة من عملية اختطاف الديراني الذي كان أطلق سراحه في العام 2004، في إطار صفقة تبادل أسرى بين “حزب الله” والعدو الإسرائيلي، حرّرت 431 أسيراً، بينهم 400 فلسطيني و23 لبنانيًا، و6 أسرى عرب والمواطن الألماني ستيفان مارك، وأعادت جثامين 59 مواطنًا لبنانيًا.
وقد بقيت صورة الضابط الإسرائيلي المقتول إيمانويل مورينو ممنوعة من النشر بقرار من أجهزة الأمن في كيان الاحتلال، وهو أول جندي في تاريخ قوات الاحتلال الإسرائيلي، يحظر نشر صورته حتى بعد مقتله، وذلك بحجة “حساسية” الدور الذي كان يقوم به، والذي يبدو أنه كان معروفاً في بعض الأوساط في لبنان والعالم العربي، وقد يشكّل صدمة لعارفيه آنذاك، خصوصاً أنه ولد في فرنسا (باريس) من أب مغربي وأم تونسية، وهو يتقن الفرنسية والعربية، وعلى الأرجح أنه كان يتجوّل بين لبنان وعدد من الدول العربية باسم مختلف وهوية مختلفة، ويتولّى تجنيد العملاء وجمع المغلومات، وهو ما يدفع أجهزة أمن الاحتلال للحرص على إبقاء صورته مجهولة حتى لا ينكشف الدور الذي قام به، والذي وصفه قائد هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي بأنه “كان أشبه بمدرب حيوانات”.
وفي فيلم وثائقي عن وحدة النخبة “سييرت متكال” التي كان ينتمي إليها الضابط المقتول، علق هليفي على سبب حظر نشر صورة مورينو، بالقول: “تخيّل أنك تلقيت مهمة، هي الذهاب إلى حديقة حيوانات تقع في أرض العدو، وعليك قص مخالب الأسد”.
وأضاف: “إذن، عليك أن تعبر الحدود، وتصل إلى حديقة الحيوانات، وتتعامل مع الحراس، وتجتاز سياج حديقة الحيوان، وأخيراً، يصل الشخص الذي يرتدي المعطف الأبيض، ويجيد قطع مخالب الأسد”. وتابع قائلاً: “دور إيمانويل، كان أشبه بمدرب حيوانات”!
و”سييرت متكال” هي إحدى وحدات المغاوير (الكوماندوس)، العاملة خلف الخطوط، بمجالي العمليات الخاصة والاستخبارات، و”أنجبت” الوحدة ثلاثة رؤساء حكومة في كيان الاحتلال هم: إيهود براك، نفتالي بنيت، بنيامين نتنياهو.
وقد التقى قائد وحدة النخبة “سييرت متكال” في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدة مرات العام الماضي، بممثلي عائلة الضابط المقتول إيمانويل مورينو، بخصوص نشر صورته، في حين أنه لا تزال هناك خلافات في الرأي داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إذا كان من الممكن نشر الصورة، أو إذا كان لا يزال هناك ما يدعو إلى الاستمرار بالحظر بحجة أنه لا يزال هناك خطر أمني قد ينجم عن كشف صورته.