/ غاصب المختار /
إنشغل لبنان سياسياً هذا الاسبوع، بزيارتي كلٍّ من مساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشّرق الأدنى باربرا ليف، ورئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في الجمهورية الاسلامة الايرانية كمال خرازي، وجرت محاولات لإستكشاف ماحملاه للمسؤولين اللبنانيين من مواقف وتوجهات حول مجمل القضايا اللبنانية والاقليمية.
وتبين بحسب مصادر دبلوماسية متابعة للزيارتين انهما كانتا من قبيل استطلاع مواقف المسؤولين بشكل عام حول التطورات الحاصلة في المنطقة لا سيما الاتفاق – السعودي – الايراني وانعكاساته المرتقبة على مجمل اوضاع المنطقة ومنها لبنان، وحول الوضع في سوريا وملف النازحين السوريين، وأكدا ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة من دون تدخلات خارجية “باعتبار الموضوع شأن لبناني داخلي”، لكن ليف ركزت ايضاً على وجوب تحقيق الاصلاحات البنوية الاقتصادية واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
خرازي وليف لم يقاربا الموضوع الرئاسي بتفاصيله بل بشكل عام، ولم يطرحا اي اسماء او مقترحات.
هذا في العلن، اما في التفاصيل، فقالت المصادر الدبلوماسية التي شاركت عن قرب في اللقاءات لموقع “الجريدة” ان ليف وخرازي كانا مُستَمِعَين اكثر مما كانا مُتحدّثَين، حتى ان حديثهما كان بالعموميات لا بالتفاصيل،لا سيما في شأن انتخاب رئيس للجمهورية، وابلغا المسؤولين اللبنانيين ان بلادهما تُشجّع على تحقيق تفاهمات وتوافق بين اللبنانيين، واستفسرا عن كيفية تعامل لبنان مع المتغيرات الدولية والاقليمية، ووصفت النقاشات بأنها كانت “هادئة ومنفتحة وصريحة”.
وبحسب ما سمعته المصادر، لم يدخل خرازي وليف في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي ولم يطرحا اي اسماء، “فلا احد يحلّ أو يريد ان يحل محل اللبنانيين في اختيار رئيسهم”، وهو موقف يُكرره الكثير من السفراء والموفدين الى لبنان منذ اكثرمن سنة، “ولكن المشكلة أن احداً في لبنان لا يُريد ان يُصدّق هذا الامر”.
لكن المصادر اوضحت بشكل خاص، “ان ايران سلّمت إدارة ملف الاستحقاق الرئاسي بالكامل لحزب الله وما يقرره الحزب تسير به طهران”.
وتضيف المصادر أن الملفت للإنتباه حسب متابعات الدبلوماسية اللبنانية كان “فشل كل محاولات إدخال إيران في بازار الاستحقاق الرئاسي، لعدة اسباب منها “ماحدا فاضي يهتم بموضوع لبناني داخلي ومعقد في ظل التوترات والتطورات الدولية والاقليمية”.
وتنقل المصادر عن الموفدين قولهم ان “غيرنا لم يتدخل بتفاصيل الانتخابات الرئاسية لا سيما السعودية التي نأت بنفسها عن لبنان ولم تعد تتدخل إلّا بمواضيع عامة ومحددة، فلماذا نتدخل نحن؟”.
وتوضح المصادر ان سبب هذا الموقف بعدم التدخل أدّى الى فشل مساعي فرنسا لتركيب معادلة او صفقة “انتخاب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مقابل تكليف السفير نوافق سلام برئاسة الحكومة”.
وقالت: ان الهامش ضيقٌّ امام الفرنسيين، إذ لم تحصل باريس على اي ضمانات لإنجاح هذه المعادلة لا سيما من الاميركيين والسعوديين. كما انه لا يوجد اي توافق على اي صيفة فرنسية لإخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة، بل ان البعض في لبنان طلب من فرنسا التنسيق مع الاميركي والسعودي في اي اقتراح، فقُوبلَ الفرنسي ببرودة وصلت حدّ عدم التجاوب ففشلت كل المساعي الفرنسية.
ورجحت المصادر ان تستمر فرنسا في مساعيها، لأنها الوحيدة المهتمة بمعالجة الوضع اللبناني، لكن المشكلة ان لاتجاوب معها لا داخلياً ولاخارجياً.