الرضاعة الطبيعية عملية طبيعية تعزز العلاقة بين الأم ومولودها، فهذا التلامس الجسدي الذي يحدث بين الطرفين وقت الرضاعة يخلق مشاعر قوية على صعيد الثقة والأمان.
فضلا عن دور الرضاعة الطبيعية في تقليل الضغوط والتوترات، وتحسين جودة النوم وتعزيز صحة الطفل البدنية والعاطفية، كما لا يقتصر دورها عند هذا الحد، بل إن الترابط القوي بين الأم والطفل، الذي ينتج عنها، يمكنه تحسين تجارب الطفل الاجتماعية حين يكبر.
وعلى قدر أهميتها للأم ومولودها، على قدر ما قد يصاحب الرضاعة الطبيعية بعض الآثار الجانبية، التي تشمل حدوث تسريب، ألم بالحلمات ووجع أثناء عملية الرضاعة نفسها.
كما قد تتعرض الأمهات المرضعات لما يعرف بـ”اكتئاب ما بعد الولادة”، وكذلك احتمال تعرضهن لمشكلة تثير انزعاجهن بشكل أكبر من الناحية التجميلية ألا وهي تساقط الشعر، وهي المشكلة التي نلقي عليها الضوء باستفاضة أكبر في السطور التالية.
ما علاقة الأمر بالهرمونات؟
رغم أن النساء المرضعات قد يفقدن شعرهن بالفعل، لكن ثبت أن عملية الرضاعة الطبيعية نفسها ليست السبب، بل إن السبب الرئيسي وراء تزايد احتمالات تساقط الشعر لدى النساء بعد الولادة هو حدوث تحول في الهرمونات التي تفرز أثناء فترة الحمل.
ونوه باحثون بهذا الخصوص إلى أن مستويات هرمون الأستروجين تتزايد أثناء الحمل، ما يعمل على زيادة سمك وامتلاء خصل الشعر لدى المرأة الحامل، لكن سرعان ما يقل هذا الهرمون بعد الولادة، ما يترتب عليه تساقط شعر المرأة لشهور بعد ذلك.
وأوضح الباحثون أن المرأة تفقد بعد الولادة أكثر من 100 شعرة يوميا، لكن الخبر الجيد هو أن ذلك التساقط الحاصل بخصل الشعر يتناقص تدريجيا في غضون 6 أشهر تقريبا.
العناية بخصل الشعر
لحسن الحظ أن هناك بعض الخطوات التي يمكن للمرأة القيام بها للمساعدة في السيطرة على تساقط الشعر خلال الأشهر التي تعقب الولادة، إذ إن أبسط شيء يمكنها القيام به هو استخدام شامبو وبلسم قوي ومكثف لنوعية الشعر الناعم، كما لا يجب عليها تغطية كامل الفروة بالبلسم حتى لا ترهقها، بل يجب الاكتفاء بوضعه فقط على أطراف الشعر.
كما أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن من الأمور الهامة التي تخفف من آثار تساقط الشعر بعد الولادة، لهذا ينصح بالتركيز على الأطعمة الغنية بفيتامينات B12، A وD.
وبالاضافة لذلك، يمكنها اللجوء للمكملات التي تعزز مستوى الفيتامينات في الجسم وتساعد في الحفاظ على صحة الشعر قدر المستطاع.
أما لو استمرت مشكلة تساقط الشعر وصار الأمر مدعاة للقلق بالنسبة لها، فالأفضل في تلك الحالة هو الرجوع للطبيب.