برّي يحصر المواجهة الرئاسية: فرنجية مقابل مرشّحكم!

/ غاصب المختار / 

وقعت مواقف الرئيس نبيه برّي، قبل أيام قليلة، موقعاً مؤثراً للغاية في لعبة الاستحقاق الرئاسي، من حيث إعلانه رسمياً ترشيح ثنائي حركة “أمل” و”حزب الله” والحلفاء، رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، إلى رئاسة الجمهورية، ولو أن تشبيهه لمرشح فريق المعارضة لم يكن موفقاً بالشكل، بحيث اعتُبِرَ مهيناً للنائب المرشح ميشال معوض، بينما تفيد أوساط مقربة من الرئيس بري لـ “الجريدة” أنه لم يقصد بكلامه شخص معوض، بل عُقم قوى المعارضة في التوافق على استيلاد مرشح له حظوظ بالفوز بالرئاسة ولا يُشكّل تحدياً أو استفزازاً لأحد، فلجأت هذه القوى إلى تجارب “ولادة الانبوب” لاستيلاد المرشح.

وبغض النظر عن الشكل والمقصود من كلام بري، فهو استتبعه بموقف أكثر وضوحاً، بقوله: “نحن مرشحنا فرنجية، فليتفق الفرقاء الآخرون على مرشح أو أكثر، ولننزل إلى المجلس ونحتكم للعبة الديموقراطية في جو التنافس الصحي، وننتخب رئيس الجمهورية… فلن تُعقد أي جلسة إلاّ بوجود تنافس”.

ويستبطن هذا الموقف أمراً مهماً، مفاده الاتجاه لحصر عدد المرشحين الجديين، مع احتمال كبير لخروج معوض من السباق الرئاسي، ومع استبعاد ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، بالشكل، لتعذّر تعديل الدستور نتيجة مقاطعة كتل نيابية عديدة لجلسات التشريع. وبالجوهر لمواجهة ما يتردد عن قرار سعودي بدعم ترشيح العماد عون ورفض ترشيح فرنجية.

هذا يعني أن المواجهة أصبحت واضحة ومكشوفة بين خيارين صعبين، ما يفرض الذهاب إلى خيار ثالث أكثر مقبولية من الداخل والخارج، وهذا الأمر بدوره يعيد أبواب الحوار بين فرقاء الداخل، وبينهم وبين دول الخارج المعنية بالوضع اللبناني.

وإذا صحّت هذه التسريبات عن موقف السعودية، فهذا يعني تجميد الاستحقاق الرئاسي فترة من الوقت، بما يتيح للجانبين الأميركي والفرنسي البحث عن الخيار الثالث المقبول، مع أن السعودية تعلن رسمياً، صباحاً ومساءً، وفي كل مناسبة ومؤتمر ومنتدى عربي أو دولي، “عدم تدخلها بالشأن اللبناني، وعدم دعم أي مرشح، وأنها تنتظر برنامج المرشح”، علماً أن الأكثرية الساحقة من المرشحين، وبينهم فرنجية ومعوض، أعلنوا برامجهم، ولو بعناوينها العامة، ما يفرض التعامل معهم على هذا الاساس.

لكن الخطورة في تجميد الاستحقاق الرئاسي فترة أطول، تكمن في استمرار وتنامي الأزمات المعيشية والاقتصادية والمالية والمصرفية والقضائية وربما الأمنية، وهو ما لم يعد لبنان قادراً على تحمّله أكثر.